«شبكة الفضاء العميقة» تتابع بيانات رحلة «مسبار الأمل» كلما زادت مسافته نحو المريخ

  • 8/25/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة لــ«البيان»، أنه مع تجاوز «مسبار الأمل» مسافة 100 مليون كيلومتر في رحلته نحو المريخ البالغة 493.5 مليوناً، فإنه يبدأ الاعتماد في التواصل معه على شبكة الفضاء العميقة «DSN»، التابعة لوكالة ناسا. مبيناً أن محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، تتابع وتتواصل بشكل دائم مع 3 محطات حول العالم والتي تكون الشبكة، وتواجد في أمريكا وأستراليا وأسبانيا، بهدف متابعة بيانات رحلة المسبار بشكل متواصل ودقيق. هوائيات عملاقة وأضاف تفصيلاً إنه كلما زادت المسافة بين «مسبار الأمل» ومحطة التحكم الأرضية في دبي، فإنه يتم الاعتماد بشكل كبير على شبكة الفضاء العميقة «DSN» وهي عبارة عن مجموعة من الهوائيات الراديوية العملاقة تدعم مهام المركبات الفضائية بين الكواكب. إضافة إلى بعض المركبات التي تدور حول الأرض، مشيراً إلى أن شبكة الفضاء العميقة، توفر أيضاً بيانات مهمة تعتمد على القياسات الرادارية وعلم الفلك الراديوي، ما يؤدي إلى تحسين فهمنا للنظام الشمسي والكون. وقال النهري إنه يتم تشغيل هذه الشبكة بواسطة مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، والذي يدير أيضاً العديد من مهام الفضاء الروبوتية بين الكواكب التابعة للوكالة، مشيراً إلى أن شبكة الفضاء العميقة تتكون من 3 محطات مراقبة متباعدة عن بعضها البعض، وتكون تقريباً بموقع 120 درجة في خط الطول حول العالم، فيما تقع هذه المحطات في «جولدستون»، بالقرب من بارستو في كاليفورنيا، ومدينة مدريد الإسبانية، إضافة إلى مدينة «كانبرا» في أستراليا. اتصال مستمر وأضاف إن الموضع الاستراتيجي لمواقع محطات المراقبة الأرضية هذه، يسمح بالاتصال المستمر بالمركبات الفضائية، أثناء دوران كوكب الأرض، وإنه قبل أن تبتعد أي مركبة فضائية عن أحد مواقع شبكة الفضاء العميقة حول العالم فإنه يمكن لموقع آخر التقاط الإشارة ومواصلة الاتصال بهذه المركبة، وذلك ضماناً للاتصال المتواصل معها. موضحاً أن هوائيات شبكة الفضاء العميقة هي الرابط الذي لا غنى عنه خارج الأرض، حيث إنها توفر الاتصال المستمر والقوي بأجهزة المركبات الفضائية، وتتلقى الإشارات بما تحملها من معلومات علمية تساعدنا على فهم أفضل للكون ولكواكب نظامنا الشمسي. وذكر أن تلك المعلومات تتضمن اسم المركبة الفضائية، والنطاق الذي توجد به، إضافة إلى زمن الإشارة ذهاباً وإياباً، واسم الهوائي، وارتفاع السمت، وسرعة الرياح، فضلاً عن وضع المركبة الفضائية، ومعلومات عن الإشارة المرسلة من وإلى المركبة، فيما يتم تحديث تلك البيانات كل 5 ثوانٍ، مشيراً إلى أن شبكة الفضاء العميقة تتابع بيانات مسبار الأمل والمسبار الأمريكي «بيرسفارنس» الذي يتوجه في رحلته العلمية هو الآخر نحو كوكب المريخ. صور فضائية والتقط «مسبار الأمل» أول صورة له بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كيلومتر في عمق الفضاء يوليو الماضي، وكانت لوجهته «المريخ» والتي التقطتها كاميرا تتبع النجوم الموجودة ضمن أجهزة ملاحته الفضائية، فيما أنجز لاحقاً في أغسطس الجاري، أولى عمليات توجيه مساره بنجاح، والتي تندرج تحت سلسلة مناورات التوجيه وتشكل محطة رئيسة ومرحلة مهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر، وصولاً للصورة الأحدث التي التقطها، ويظهر فيها أمامه المريخ، ومن خلفه كوكبا «زحل» و«المشتري». ويعد إنجاز أولى عمليات «توجيه مسار مسبار الأمل» التي تمت بنجاح، التشغيل الأول من نوعه لأجهزة الدفع الستة للمسبار والتي وضعته الآن في مساره المباشر باتجاه كوكب المريخ. وخاصة أن نجاح هذه العملية للتوجيه يعد محطة مهمة، كونها الأولى التي تعمل فيها أنظمة الدفع للمسبار في الفضاء وتحدد المسار النهائي للمسبار نحو كوكب المريخ، حيث خطط فريق المسبار لتنفيذ سبع عمليات توجيه لمسار المسبار في رحلته نحو المريخ، إلا أن كفاءة الإطلاق وعمليات المسبار الأولية ساهمت في وضع المسبار في مسار أكثر قرباً من المسار النهائي. معايير دولية والتزاماً بالمعايير الدولية لحماية الكواكب، يتم في البداية إطلاق المهمات الفضائية إلى المريخ وغيره من الكواكب بعيداً عن المسار المؤدي مباشرة نحو الكوكب، وذلك بهدف إعطاء الفرصة لإجراء الاختبارات التي تؤكد سلامة عمليات المركبة الفضائية قبل تعديل مسارها باتجاه وجهتها النهائية، بما يضمن تحييد مخاطر تحطمها على سطح الكوكب المستهدف، ويحميه من أي ملوثات منشؤها كوكب الأرض. ولذلك يتم إجراء عمليات تعديل المسار في مرحلة لاحقة من إطلاق المسبار أثناء رحلته في الفضاء الخارجي، فيما من المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى مدار المريخ في فبراير 2021 بالتزامن مع اليوبيل الذهبي للإمارات، ليرسم صورة متكاملة لمناخ الكوكب الأحمر على مدى سنة مريخية. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :