كتبت نوال عباس:أكد رواد أعمال بحرينيين أن جائحة كورونا أسهمت بشكل كبير في الاستفادة من الخدمات التكنولوجية واستخدامها بشكل كبير وموسع في الاستثمار على المستوى المحلي والعالمي، كما كان هناك فرصة للتأمل والتفكر والإبداع في اختيار أفكار مستحدثة بعيدا عن النمط التقليدي في مجال قطاع ريادة الأعمال، بفضل التوسع الذي شكّلته الخدمات التقنية الداعمة لتكنولوجيا المعلومات، والتي كانت عاملاً إيجابياً للتخفيف من الآثار والتبعات السلبية التي خلقتها الجائحة على الاقتصاد والركود الذي سببته نتيجة ذلك، جاء ذلك خلال الندوة الافتراضية التي استضافتها غرفة البحرين صباح أمس بعنوان: «رواد الأعمال وسُبل تجاوز تداعيات كورونا».وقد استعرض رواد الأعمال البحرينيون قصص نجاحهم والتحديات التي واجهتهم ولكن بالإصرار والتحدي استطاعوا التوصل إلى مبتغاهم، حيث تحدث أحمد محمود الرئيس التنفيذي لمنصة «خدمات دكتوري» الالكترونية عن فكرة المشروع التي راودته منذ أن كان يعيش في الدول الأوروبية ومدى استفادته من التجربة ومن ثم قام بتطبيقها في البحرين بعد دراسته للسوق ومعرفته مدى حاجة القطاع الصحي إلى هذه المنصة التي لاقت استحسانا من الأطباء والعيادات والمستشفيات والزبائن، وشدد على انه يجب دراسة المشروع جيدا قبل التنفيذ بالإضافة إلى التركيز على مدى حاجة السوق الى المشروع، مع إمكانية تنفيذه وضمان الاستمرارية للمشروع من خلال حل المشاكل.بينما أوضحت نهلة المحمود الرئيس التنفيذي لمؤسسة «لا لا بيلا» للمناسبات أن فقدها عملها جعلها تبحث عن مشروع لكسب رزقها، وأكدت أنها بالإصرار والتحدي والتدقيق والبحث عن فكرة جيدة استطاعت التوصل إلى مشروعها والعمل على تطويره، مشيرة إلى أن أهم التحديات التي واجهتها المشاكل المالية وإعداد فريق العمل وغيرها من المشاكل الأخرى.وأكدت الشيخة لطيفة بنت محمد آل خليفة العضو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كليفر بلي»، أنه يجب أن تخدم فكرة المشروع مشكلة معينة في المجتمع، ويجب أن نبدأ المشروع بالتسلسل وليس بالضرورة أن يكون رأس المال كبيرا منذ البداية، مع الاستفادة من مقترحات الناس.وأضافت الشيخة لطيفة: «ان من أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا هي الاستفادة من التكنولوجيا في الاستثمار، وإعطاء فرصة للتفكر والإبداع في المشاريع». وتم التوصل من خلال الندوة إلى عدد من النتائج التي تم اكتشافها نتيجة الجائحة والأوضاع الراهنة في العالم، حيث تم الإجماع على أن تطبيق نظام العمل المرن «عن بُعد» يُعد من أبرز النتائج الإيجابية التي تم رصدها، إذ وفر مساحة صحية آمنة لأداء المهام، إلى جانب التوسع في الوصول الى أكبر شريحة ممكنة من العملاء محلياً وخارجياً بفضل منصات الأعمال التكنولوجية والوسائل التقنية التي تم الاعتماد عليها لممارسة الأعمال، لتتحول بذلك التحديات والصعوبات إلى فرص حقيقية للابتكار والتوسع.وشدد رواد الأعمال خلال الندوة على ضرورة دراسة فكرة المشروع بشكلٍ دقيق، ودراسة أوضاع واحتياجات السوق المحلية، والمنافسين، حيث إن ذلك من شأنه أن يُولّد الابتكار وبالتالي التميز في السوق وتجنب التكرار في الأفكار، مع أهمية التخطيط والتنفيذ على أسس علمية مدروسة، والتدرج في ممارسة الأعمال بحسب الأهمية، كما لفت رواد الأعمال إلى أن الأخطاء واردة خلال مزاولة الأعمال إلا أن هذه الأخطاء تُعد بمثابة تجارب عملية لتجاوز مختلف الصعوبات والاستمرارية في السوق.وقد أجمع رواد الأعمال على أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت بحق تغييراً واضحاً في الأنماط العملية، حيث خرجت الأعمال من حيز النطاق المحلي لتتوسع أكثر خارجياً، كما أن الجائحة أعطت فرصة عظيمة لرائد العمل ليتأمل ويتفكر ثم لينطلق بمشروعه التجاري بعد دراسة الأوضاع العامة جيداً، فضلاً عن الخروج من النمط التقليدي والتحول إلى الابتكار.وبدورها أشادت غرفة تجارة وصناعة البحرين بما حققته مملكة البحرين من نجاحٍ متميز وحضور قوي في ريادة الأعمال على مختلف المستويات، عكسه الاهتمام الذي أولته المملكة بتأسيسها لبيئة عمل متكاملة حاضنة للإبداع ومحفزة على الابتكار تسهم في بناء اقتصاد مستدام قادر على جذب المزيد من الفرص بما يتماشى مع رؤى وتطلعات أهداف المسيرة التنموية الشاملة، مشيدةً بالمبادرات التي قامت بها المملكة لتعزيز البيئة المحفزة على الإبداع والابتكار وإثرائها بمختلف الإمكانات اللازمة والتشجيع على توليد الأفكار المبتكرة والخلاّقة، بما يلبي التطلعات المنشودة، معربةً عن اعتزازها بالمشاريع المبدعة التي قدمها رواد الأعمال البحرينيون، وما حققوه من إنجازات كبيرة على صعيد ريادة الأعمال والتي هي مبعث فخر للجميع.
مشاركة :