قالت صحيفة الوطن البحرينية ان ايران ومن خلال تعاملها مع جيرتها الجغرافية دول مجلس التعاون الخليجي لم تتمكن منذ نشأة ثيوقراطيتها المتطرفة في ربيع 1979 من التعامل مع دول الخليج العربي، وحتى بقية الدول العربية بمنظور الصداقة والاحترام المتبادل ولا يمكنها ذلك لأن أيديولوجيتها الراديكالية لا تسمح لها بإقامة علاقات الاحترام والود إقليمياً ودولياً. واضافت الصحيفة في افتتاحيتها في عددها الصادر اليوم ان تجربة البحرين واحدة من عشرات التجارب التي تعرضت لها الدول الخليجية والعربية منذ ثمانينات القرن العشرين، فمنذ إسقاط الشاه وتولي ولاية الفقيه لم تكن العلاقات البحرينية ـ الإيرانية محل ود، بل غالباً ما حرصت المؤسسة الدينية الايرانية على التدخل في الشأن الداخلي للمنامة، بسبب أطماع خرافية واعتبارات أيديولوجية غبية لا واقع لها. واوضحت الصحيفة ان علاقات إيران مع دول مجلس التعاون والدول العربية تبدأ في تكوين خلايا دينية ـ سياسية، ثم يتطور إلى تغلغل داخل مؤسسات الدولة، ثم الدعم المالي والإعلامي، وتنتهي العملية بالتدريب العسكري لنشر الإرهاب والفوضى، ولو تمت مقارنة سنوات التقارب مع سنوات التباعد فستكون الأخيرة هي الأبرز في سمة العلاقات. وحملت صحيفة الوطن المرشد الإيراني خامنئي مسؤولية نشر الإرهاب بدءاً من العراق، ولبنان وسوريا، ثم اليمن، وحتى دول الخليج العربي. فالإسلام الذي يتشدق به لم يردعه يوماً في حفظ دماء المسلمين، وحفظ ضروراتهم الخمس أبداً، بل دفعته أيديولوجيته إلى القتل والتشريد والاغتصاب باسم الدين، ولذلك شاهدنا التدخلات الإيرانية المتكررة هنا وهناك ولن تتوقف في ظل نظام ثيوقراطي متطرف غير قادر على التعايش مع جيرانه. وقالت الصحيفة إذا كان خامنئي يعتقد أن البحرين ستكون لقمة سائغة في وجه طهران فليتذكر ثلاث محاولات انقلابية فاشلة قامت بها شرذمة إيران في البحرين بدعم من حكومة الولي الفقيه. ولم يدرك المرشد حتى الآن أن البحرينيين بسنتهم وشيعتهم ومختلف مكوناتهم الأخرى ليسوا للبيع، بل هم أكثر تمسكاً، من أي وقت مضى بأرضهم وهويتهم وقيادتهم حفظها الله وأعزها.
مشاركة :