علي جمعة: حث الإسلام على احترام الآخر ومعاملته بالحسنى‏ يجعل المسلم قدوة لغيره

  • 8/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن الإسلام حث أتباعه على احترام الآخر ومعاملته بالحسنى‏,‏ ليكون المسلم نموذجا يحتذى به في كل زمان ومكان‏,‏ ويكون بأخلاقه ومعاملاته أبلغ داعية إلى الإسلام‏ مصداقا لقول الله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصِّلت:34],‏ ومنها أخذ قولهم‏: «‏الدين المعاملة‏»,‏ ففعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل‏,‏ والمعاملة الحسنة تجعل الإنسان محبوبا بين الناس‏,‏ ومقابلة الإساءة بالإحسان‏,‏ تجعل من الأعداء حلفاء ومناصرين‏,‏ كما أن الإحسان في الدعوة إلى الإسلام فيه ترك ما يثير حمية غير المسلمين لدينهم ويقرب لين نفوس ذوي النفوس اللينة‏.‏وأضاف "جمعة"، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه من هنا كانت علاقة الرسول ﷺ والمسلمين مع النجاشي وأهل الحبشة علاقة ود واحترام ولين في الكلام‏,‏ فالمسلمون احترموا أهل الحبشة ولم ينكروا عليهم دينهم‏,‏ ولم يتدخلوا في شئونهم الداخلية إلا في مساعدتهم في إطار من التعاون والمشاركة والوفاء لجميل إيوائهم وحسن وفادتهم‏.‏ وعلى الجانب الآخر وفي ظل هذه العلاقة الطيبة كان النجاشي يبعث للرسول ﷺ العديد من الهدايا تعبيرا عن تقديره للرسول‏,‏ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت‏: ‏أهدى النجاشي إلى رسول الله ﷺ حلقة فيها خاتم ذهب فيه فص حبشي‏,‏ فأخذه رسول الله ﷺ‏..‏ ثم دعا ابنة ابنته أمامة بنت أبي العاص‏,‏ فقال‏: «‏تحلي بهذا يا بنية‏» (‏سنن أبي داوود),‏ كذلك أهدى النجاشي إلى النبي ﷺ خفين ساذجين‏-‏ليست عليهما زينة‏-‏ أسودين‏,‏ فلبسهما ومسح عليهما‏. (‏ابن ماجه).‏وتابع: لا شك أن الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا تحت رعاية النجاشي بنفسه وتحت نظره ليرى ما يفعلونه في حياتهم من عبادات ومعاملات‏,‏ ولعل هذا ما أكد صدق كلامهم عنده في أول لقاء وقربه أكثر لمعرفة هذا الدين‏,‏ ثم تبادل مع الرسول ﷺ الرسائل والمكاتبات‏,‏ وقد حمل بعضها دعوة رسول الله النجاشي إلى الإسلام‏,‏ ورد عليه النجاشي بحب وتوقير وإقرار بأنه رسول الله حقا‏,‏ وأنه صادق مصدق‏,‏ وختم ذلك بمبايعته له‏.‏ وهذا ما أكده حرص الرسول ﷺ على الصلاة عليه حين مات‏,‏ حيث قال ﷺ‏: «مات اليوم رجل صالح‏,‏ فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة» (‏البخاري).‏وأشار الى أنه نرى من خلال نموذج تعايش المسلمين في الحبشة كيف فرح المسلمون بنصر النجاشي على عدوه الذي نازعه في ملكه‏,‏ وفي هذا تقول أم سلمة رضي الله عنها‏: «فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده‏...‏ فوالله ما علمتنا فرحنا فرحة قط مثلها‏.‏ قالت‏:‏ ورجع النجاشي‏,‏ وقد أهلك الله عدوه ومكن له في بلاده واستوسق عليه أمر الحبشة‏,‏ فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله وهو بمكة» (‏السيرة النبوية لابن هشام).‏وردا للمعروف لما قدم وفد النجاشي على رسول الله ﷺ كان يخدمهم بنفسه فقال له أصحابه‏:‏ نحن نكفيك‏. ‏فقال‏: «‏إنهم كانوا يكرمون أصحابي وأحب أن أكافئهم» (‏المصباح المضيء ).

مشاركة :