قال عدد من المتخصصين والمهتمين بفن الباليه، إنه فن رياضي يعتمد في الأساس على الأداء الحركي، ويطلق عليه فن الدراما الراقصة، وظهرت مراكز وأكاديميات لتدريب فن رياضة الباليه، بأكاديميات متخصصة في المملكة على أيدي سيدات، إثر التطور الهائل الذي رسخته عملية الانفتاح الثقافي والفكري الكبير على الفنون والثقافات، التي تقودها الرؤية الطموحة، وأبدوا تفاؤلهم بمستقبل الباليه في المملكة، مشيرين إلى أن الإقبال الشديد على ممارسته الآن يؤكد أنه سيكون في مكانة عالية خلال سنوات قليلة.دعم وتشجيع أوضحت مدير أول معهد نسائي لتعليم الباليه في المنطقة الشرقية فاطمة الخرس أن الباليه تعبير ذاتي، يعطي فرصة أكبر للتعرف على القدرات العقلية والجسدية، كما يساعد على فهم الجمال وتأمله.وأضافت: ابنتي ذات السنوات الأربع ألهمتني لتأسيس المعهد، ودعم هذه الرياضة، التي تعزز الثقة بالنفس، فبدأت أبحث عن معهد رياضي للأطفال تشارك فيه الأمهات، ولكن للأسف لم أجد بالشرقية، فبدأت بدراسة الفكرة، وطبعا هناك شخصيات دعمتني أولهم شركائي ووزارة الرياضة، الذين رحبوا بالفكرة، ودعموني من خلال تسهيل فتح النوادي الرياضية، ودعم رواد الأعمال، والتشجيع الأكبر كان من مجتمعي المشجع والراغب بقوة في هوايات لأطفالهم، تنشطهم وتقلل من احتكاكهم بالإلكترونيات. وتكمل الخرس: تم إعداد الصالة بشكل يلائم هذه الرياضة، كما تعاملنا مع استشاريين عالميين لتصميم الأرضيات، وهي عبارة عن طبقه متينة من الإسفنج والخشب الطبيعي المانع للانزلاق أو الحوادث، والفصول مصممة بمرايات وهاندل بار «مساكات» بمستويات تناسب الكبار والصغار، وأغلب الأسر تدعم أبناءها، وهذا ليس بغريب على أهل الشرقية، فهم من أوائل مَنْ يدعمون المشاريع الجديدة، ويهتمون بالرياضات، ويهمهم أن نكون مجتمعا صحيا واعيا، والدليل أن المشاركين تتراوح أعمارهم بين الكبار والصغار، لكن العدد الأكبر من الكبار.أسلوب حياة فيما أكد الكاتب والباحث خالد العضاض أن فن الباليه أسلوب حياة، وفن في منتهى الرقي والأناقة، ارتبط بمجموعة من روائع المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية، وانتشاره في المملكة يعتبر تطورا حضاريا رسخته عملية الانفتاح الثقافي والفكري الكبير على الفنون والثقافات، التي تقودها الرؤية الطموحة 2030، ولن يتأخر المجتمع السعودي طويلا في مواكبة هذا الفن والثقافة عالية الطراز، خصوصا مع ترحيبها بالعالم في أحضان مدنها وصحرائها ومنتجعاتها، ومن المتوقع وخلال أعوام قليل أن يلقى هذا الفن رواجا كبيرا، متى ما تم إدراك القيمة الحقيقية، التي توليها الثقافات المختلفة له، وكلي ثقة بأن وزارة الثقافة ستكون، كما عودتنا، على قدر كبير من الاهتمام بمثل هذا الفن العالمي.فوائد مجديةوحول فوائد الباليه، تحدثت المدربة سيرا جاين قائلة: خبرتي في تدريب رياضة الباليه تزيد على أكثر من عشر سنوات، انتقلت في عدة بلدان بين تركيا وبيروت إلى أن استقررت في جدة، ومن خلال تجربتي وجدت إقبالا متزايدا، حيث الوعي أصبح كبيرا لدى الأهالي، وهو ما يظهر جليا في تلك الإعداد المسجلة نظرا لفوائد الباليه، فهو نشاط بدني يكوّن الجسم بشكل سليم، ويفيد العقل والجسم، خاصة جميع أجزاء الجسم الذي يحتاج إلى الانضباط والتركيز معا، علاوة على ذلك فإنه يتم تدريسه من خلال مجموعة من الأشخاص ما يسمح لك بالتفاعل مع الآخرين.تذليل الصعوباتوسافرت السيدة ريم عبدالخالق إلى الرياض لتحقيق حلم ابنتها في الالتحاق بمعهد الباليه، قائلة: الباليه فن راقٍ جدا، وكنت أحبه وأحب متابعته منذ صغري، وعندما تعمقت فيه أكثر عرفت أنه رياضة وتوازن والتزام واحترام للوقت والحركة والعمل الجماعي، وهذه صفات كل أم تتمنى زرعها في ابنتها؛ لأنها تساعدها في حياتها الدراسية والعملية في المستقبل، كما أن ابنتي «غزلان» ورثت مني حب هذا الفن، ولاحظت هذا منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها، فكان عليّ تحقيق حلمها، وكان من أصعب الأمور التي واجهتني إيجاد مكان لتعليم فن رياضة الباليه بشكل منهجي متخصص، وليس مجرد مكان للتسلية وتمضية الوقت، وبعد بحث طويل وجدنا في منطقة الرياض، وانتقلنا إلى السكن هناك، وحصلت غزلان على فرصة التدريب هناك سنوات، وهذا من أهم الأسباب التي جعلتها تسعى الآن للتدريب الاحترافي للبنات في سن مبكرة، في المنطقة الشرقية تحديدا، وطبعا أنصح الأمهات بتشجيع بناتهن، وعدم الاستسلام للصعوبات مهما كانت في أي مجال سواء كانت هوايتهن ثقافية أو فنية أو رياضية.
مشاركة :