أمام غلاء أسعار المعادن الثمينة في الأسواق، تجد بعض النسوة الحل في حلي الزينة التقليدية، التي تتميز بمواصفات جمالية وفنية، بالإضافة إلى اختلافه عن السائد من الحلي لدى الأغلبية، حيث باتت التصاميم حرفة للكثيرات في تونس. وتحدثت عواطف دغسن، المختصة في الفنون التشكيلية، عن مدى صمود حضور الحلي التقليدية في مجتمعاتنا اليوم، مشيرةً إلى أن هذه الحرفة الفنية، تقاوم الاندثار عبر ابتكار نماذج تجمع بين الأصالة والحداثة، تتماشى مع روح العصر، وتتكون من أشكال وخامات من المخزون التراثي، في ظل الحاجة، التي تجددت نتيجة غلاء الأسعار العالمية. وعن تراجع حضورها اليوم، أرجعت الأمر، إلى التطور الحاصل في مجتمعاتنا، وتوافر المنتجات الأجنبية، واستسهال تقليد أشكال متداولة، وهو ما يعيق حضور التصاميم الأصيلة، وعدم معرفة الكثيرين للجهد المبذول في تنفيذها. وعما تعتمده عليه في صناعة هذه الحرفة من أدوات، ومزج اللون بالمعدن، قالت إنها تعتمد على عدة مواد منها النحاس، الفضة، العنبر، وتعيد خلطها بنفسها، مع إضافة الأحجار والمرجان والكريستال، وفيما يتعلق بالتصميمات، فإنها تستلهم أشكالها من المخزون التراثي، إذ تنطلق من الأشكال والرموز الموجودة في الحلي واللباس والنسيج عبر الزمن، أما بالنسبة لمزج اللون مع المعدن، فإنها تحاول أن يكون هناك اتساق في التصميم، حتى يتميز بتناسق وتناغم، يناسب مختلف الفتئات العمرية في الحياة اليومية والمناسبات. وأشارت إلى أن غزو المنتجات المستوردة، يبقى مستقبل بعض الحرف التقليدية رهن الدور الذي يلعبه الإعلام في التعريف بها، ودعت المصمم إلى التحلي بروح المعاصرة في ابتكاراته، وأن يحاول أن يستبدل بعض المواد الباهظة الثمن بمواد أقل تكلفة.
مشاركة :