كنديون يقاومون اندثار سنديانة عمرها ثلاثة قرون | | صحيفة العرب

  • 8/26/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أونتاريو (كندا)- ترص مدينة تورنتو الصفوف للمحافظة على فصل من تاريخها يتمثل في سنديانة ارتفاعها 24 مترا تعود إلى قرون عدة متكئة على منزل خاص. وتريد البلدية شراء المنزل وهدمه لإقامة فسحة متاحة للعامة حول الشجرة إلا أن جائحة كورونا عرقلت هذه الخطط. وتهيمن السنديانة الحمراء التي قد يكون عمرها 300 سنة على حي نورث يورك في شمال تورنتو مترامية الأطراف، وهي من أقدم الأشجار في أكبر مدينة في كندا. وتعد السنديانة من بقايا غابة قديمة جدا وتقع في حديقة منزل خاص وتتكئ عليه. ويبلغ قطر جذع الشجرة خمسة أمتار ويحاذي الواجهة الخلفية لمنزل بني في الستينات. وهذا التعايش بين الشجرة والمنزل كان ممتازا لسنوات طويلة، لكن في الفترة الأخيرة أعرب المالك الجديد للمنزل عن قلقه من كلفة صيانة الشجرة كما يخشى من أن جذورها باتت تهدد بنية المنزل. ويخشى بعض الجيران أيضا من أن تسقط الشجرة يوما أو تقتلعها عاصفة. ولحماية الشجرة وحتى تكون متاحة للجميع، قرر المجلس البلدي العام 2018 شراء العقار وهدم المنزل وتحويل المكان إلى حديقة عامة صغيرة. وأفضت مفاوضات طويلة العام الماضي إلى اتفاق بين البلدية والمالك الحالي على شراء المنزل. عمر الشجرة يقدر بين 250 و300 سنة، ويمكن أن تصمد في ظل ظروف مؤاتية، قرنين على الأقل وهي نتيجة رحبت بها إديت جورج التي تسكن في الحي وتناضل منذ 14 عاما بشغف للمحافظة على السنديانة التي “يخطف جمالها الألباب”. وأضافت “عندما تحصل أمور رهيبة لا أذهب لأصلي في الكنيسة بل آتي إلى هنا. هذه الشجرة هي كاتدرائيتي. إنها شجرة تمدنا بالأمل لكوكبنا المهدد بالخطر”. ويقدر عمر الشجرة بين 250 و300 سنة وربما أكثر ويمكن أن تصمد في ظل ظروف مؤاتية، قرنين على الأقل. وقال علي سيماغا، مالك المنزل منذ 2015، “صيانة شجرة كهذه مكلفة جدا. البلدية يمكنها الاهتمام بها بشكل أفضل لو كان المكان هنا عاما. ولا أريد أن أكون أنانيا وأتركها لي وحدي”. لكن القضية لم يتم البت فيها بعد، لأن البلدية وضعت شرطا لشراء العقار وهو أن يجمع أبناء المنطقة نصف المبلغ من تبرعات خاصة. وباشرت حملة تبرعات وحددت مهلة حتى نهاية 2020 لجمع 430 ألف دولار كندي. وبعد بداية واعدة، تباطأت التبرعات بسب الوباء. وفي حال عدم جمع المبلغ بحلول 12 ديسمبر سيستخدم المال لدعم برامج تشجير في المدينة على أن يبقى البت في مصير السنديانة التاريخية معلقا. وأوضحت مادلين ماكدويلو، وهي مؤرخة محلية، أن الشجرة تقع قرب بورتاج في تورنتو وهي طريق تجارية قديمة كان يسلكها السكان الأصليون ومن ثم المستعمرون الأوروبيون. وأضافت أن سنديانة نورث يورك هي من “بقايا” هذه الغابة. وهي كانت على الأرجح كبيرة عند تأسيس مدينة يورك سلف تورنتو من قبل البريطانيين قرب بحيرة أونتاريو في 1793. وقالت مانجيت جيتا، مديرة مكتب الشراكات في بلدية تورنتو، “هذه شجرة رائعة تعد من ضمن تراث تورنتو وكندا. هي تروي تاريخ بلادنا”. والعام الماضي دشنت بلدية تورنتو لوحة على شرف السنديانة، التي لا يستهان بمساهمتها البيئية فهي تحبس بمفردها أكثر من 11 طنا من الكربون.

مشاركة :