دشن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس أول رحلة مباشرة دون توقف من إسرائيل إلى السودان، وأكد خلال لقائه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في الخرطوم أن المباحثات شملت التطورات الإيجابية في العلاقات بين السودان وإسرائيل. لكن حمدوك قال «إن حكومته لا تملك تفويضا لاتخاذ قرار بشأن إقامة علاقات مع إسرائيل، وإن مهمتها محددة باستكمال العملية الانتقالية وصولا إلى إجراء انتخابات في 2022»، داعياً الإدارة الأميركية إلى ضرورة الفصل بين هذه القضية وعملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو الموقف الذي عبر عنه أيضا تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» الذي قاد الحركة الاحتجاجية، معتبرا أن العلاقات مع إسرائيل ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيقة الدستورية. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن بومبيو وحمدوك بحثا إضافة إلى التطورات الإيجابية في العلاقة بين السودان وإسرائيل، ضرورة التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق باعتباره أمرا حاسما للاستقرار الإقليمي. وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي التقى أيضا في أول زيارة من نوعها منذ زيارة كوندوليزا رايس عام 2005، رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان الذي أعرب عن سعادته بالتقدم الذي تشهده العلاقات السودانية الأميركية بعد انقطاع دام 23 عاما، كما أعرب عن سعادته بالدعم الأميركي للثورة السودانية، وطالب واشنطن برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأكد بومبيو دعم الإدارة الأميركية للعملية الانتقالية في السودان، وقال: «إن تحول السودان للديمقراطية فرصة لا تتكرر إلا مرة في الجيل». كما أكد دعم عملية السلام وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور وبقية المناطق المتأثرة بالنزاع، كما أبدى اهتماما بإجراءات حماية المدنيين في دارفور في المرحلة المقبلة. وكان أعرب عن سعادته للقيام بأول رحلة جوية رسمية مباشرة من تل أبيب إلى الخرطوم، وكتب على حسابه في «تويتر»:»يسعدني الإعلان أننا نقوم بأول رحلة جوية رسمية بدون توقف من إسرائيل إلى السودان». من جهته، أعلن رئيس الوزراء السوداني أن حكومته لا تملك تفويضا لاتخاذ قرار في شأن إقامة علاقات مع إسرائيل، ذلك أن مهمتها محددة باستكمال العملية الانتقالية وصولا إلى إجراء انتخابات. ونقل الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الإعلام فيصل محمد صالح عن حمدوك قوله ردا على الطلب الأميركي بإقامة العلاقات مع إسرائيل»: «المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولا الى تنظيم انتخابات حرة في 2022». وأضاف «لا تملك الحكومة الانتقالية تفويضا يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن العلاقات مع إسرائيل». ودعا حمدوك الإدارة الأميركية إلى ضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة العلاقات مع إسرائيل. فيما أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير الذي قاد الانتفاضة الشعبية السنة الماضية، في بيان إثر اجتماع شارك فيه «حزب الأمة» أن الحكومة الحالية ليست مفوضة لإقامة العلاقات مع إسرائيل باعتبارها ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيـقة الدستـورية. ووصل وزير الخارجية الأميركي في وقت لاحق إلى البحرين في إطار جولته بالشرق الأوسط والتي شملت إلى الآن إسرائيل والسودان. وكان في استقبال بومبيو لدى وصوله وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني وكبار المسؤولين في الوزارة.
مشاركة :