أكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا يمكن إصدار تعميم بشأن التعامل مع فيروس «كوفيد- 19» بناءً على اكتشاف حالة لمريض متعاف من الفيروس أصيب مرة أخرى في هونج كونج. وقال الدكتور أمجد الخولي، استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية إنه تم التأكد من إصابة حالة في هونج كونج مرة أخرى بعد التعافي من «كوفيد- 19»، وذلك باستخدام تقنية التركيب الجيني والبصمة الوراثية للفيروس، والذي أثبت الإصابة بفيروس جديد. وأضاف لـ«الاتحاد» أنه مازال من المبكر جداً تعميم الحكم بناءً على مثل هذه الحالات ولكن ندعو إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات في هذا الموضوع للوصول إلى نتائج يمكن الاطمئنان إليها كأدلة علمية، لبدء التعامل بناءً على هذه الأبحاث والتحاليل بالشكل الذي يسمح بإصدار ورقة علمية تمحص الوضع على الأرض بناء على الحالات الجديدة التي يمكن أن تظهر وتكون مشابهة للحالة التي تم اكتشافها في هونج كونج. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تلجأ دائما إلى التريث في إصدار حكم معمم على التعامل مع الأزمات الصحية، خاصةً فيما يتعلق بكورونا تحديداً، والذي يعد من أصعب الفيروسات الذي يتم التعامل معها لتغيره الجيني أولاً، ولحداثة التعامل معه من قبل الخبراء والباحثين على مستوى العالم. حديث منظمة الصحة العالمية يأتي بالتزامن مع اكتشاف إصابة رجل يبلغ من العمر 33 عاماً في هونج كونج مرة أخرى بعد التعافي من فيروس كورونا، وهو أول دليل في العالم على إمكانية حدوث ذلك، وأظهر البحث في تسلسل جينوم الفيروس أنه مصاب بسلالة مختلفة، ولم يكن يعاني من تجدد العدوى الأولى. من جهته، أشار الدكتور علي زكي، أستاذ المايكروبوجي ومكتشف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا»، إلى أن تكرار الإصابة مرة أخرى بالفيروسات التنفسية نادراً ما يحدث لكنه في الوقت نفسه ليس مستحيلاً، فمن المعروف أن جسم الإنسان يكون مناعة ضد الفيروسات بعد التعافي منها، ولكن الفيروسات التنفسية تقوم بتحوير نفسها وتتسلل إلى الأجهزة التنفسية مرة أخرى، وهو ما يحدث مع الفيروسات التاجية. وأضاف زكي أن إعلان إصابة شخص للمرة الثانية بفيروس كورونا بعد التعافي كان كثيراً ما يتم التحدث عنه خلال الفترات السابقة، لكن إثبات ذلك معملياً يجعل من منظمة الصحة العالمية أكثر انتباهاً لضرورة أن تصدر تعليمات جديدة لحين التأكد الكامل من حقيقة الانتكاسة بعد التعافي، في ظل حديث متواتر من احتمالية وجود موجة ثانية من الإصابات في فصل الخريف والشتاء غير معروف معالمها. وتشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه لا يوجد حتى هذه اللحظة دليل علمي يمنح المتعافي من فيروس كورونا صك عدم الإصابة به مجددًا، ومن ثم لا يعتبر المتعافون من فيروس «كوفيد- 19»، ذوي أجسام مضادة تمنعهم من الإصابة مرة أخرى، في الوقت الذي تظهر أدلة على أن بعض المرضى يعانون انخفاض مستويات الأجسام المضادة بعد بضعة أشهر.