أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، اليوم (الثلاثاء) عدم ترشحه لرئاسة الحكومة الجديدة، آملا سحب اسمه من التداول في هذا الملف. وقال الحريري في بيان اليوم إنه "انطلاقا من قناعتي الراسخة أن الأهم في هذه المرحلة هو الحفاظ على فرصة لبنان واللبنانيين لإعادة بناء عاصمتهم وتحقيق الإصلاحات المعروفة، والتي تأخرت كثيرا.. فإني أعلن أنني غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، وأتمنى من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد". وأضاف أن "الاهتمام الدولي المتجدد ببلدنا(..) يمثل فرصة قد تكون أخيرة لإعادة بناء بيروت، وتحقيق سلسلة إصلاحات يطالب بها اللبنانيون ونحاول تنفيذها منذ سنوات". وأضاف: "مع شكري الجزيل لكل من طرح اسمي مرشحا لتشكيل حكومة تتولى هذه المهمة الوطنية النبيلة والصعبة في آن معا، إلا أنني لاحظت كما سائر اللبنانيين أن بعض القوى السياسية ما زالت في حال من الإنكار الشديد لواقع لبنان واللبنانيين". واعتبر أن "المدخل الوحيد هو احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فورا لاستشارات نيابية ملزمة والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف"، مضيفا "إنني مع كتلة المستقبل النيابية سنسمي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولي تشكيل حكومة". وأكد الحريري أن الأهم هو "فك العزلة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان بموارد خارجية تسمح بوقف الانهيار المخيف في مرحلة أولى ثم الانتقال تدريجيا إلى إعادة النمو في مرحلة ثانية". ويعاني لبنان من تداعيات الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الجاري وأوقع أكثر من 180 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بجانب أضرار مادية جسيمة من تدمير منشآت وبنى تحتية في أحياء العاصمة اللبنانية. وأدت تداعيات الانفجار لاستقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، في 10 أغسطس الجاري بعد ما خلفت حكومة الحريري، التي استقالت تحت وطأة احتجاجات شعبية في 29 أكتوبر الماضي. ولم يحدد الرئيس اللبناني ميشال عون، موعدا لإجراء الاستشارات البرلمانية الملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة بعد قبول استقالة حكومة دياب. وينص الدستور اللبناني على وجوب إجراء الرئاسة استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس وزراء بعد استقالة الحكومة من دون أن يحدد مهلة لذلك.
مشاركة :