دأب الناس في السابق على التكتم على القضايا المخلة بالشرف؟ تطبيقاً لمبدأ شرعي وهو الستر, ومحافظة على ما قد يلحق بالأسرة بل بالقبيلة بل بالمجتمع من سمعة سيئة نتيجة علم الناس بهذا السلوك الفاحش؟! والأخبار من هذا النوع لا يدري بها إلا الكبار المطلعون عن طريق الوشوشة فقط؟! أما اليوم فاسأل الله لك ولأحبابك أن لا تكون سنابة من سناباتهم! أو هاشتاقاً من هاشتاقاتهم! فقد بلينا بأناس لا يفكرون بالستر ولا هم يحزنون؟! شباب يتعمدون الفضيحة ولا يتورعون؟! والناس لهم يتلقفون ويصفقون؟! حينما تتأمل قضية التحرش التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام تدرك بكل أدوات الإدراك الحسية والسمعية والبصرية أن هناك من ليس بمحضر خير فبدلا من تصحيح الخطأ وإصلاح العيب والحيلولة دون وقوع الغلط, فقط ينتظرون اللحظة الذهبية التي تقتنصهاكاميراتهم الآثمة التي لم تعرف للفضيلة طريقاً ولا للخير مسلكاً؟! سيدعي البعض ومنهم إعلاميون ومثقفون أن الكاميرات هي التي قادت للبحث عن المتحرشين والتحقيق معهم! ولكن الأصل أن لا نسمح بوقوع ذلك الخطأ من أصله إذا فينا خير لأنفسنا قبل أن يكون فينا خير للناس؟! ثم لو وقع ما لم نتمكن من الحيلولة دون وقوعه فلنعلم أن شهادة الشهود كافية لمحاسبة المخطئين دون الحاجة إلى تلك الكاميرات التي تنشر العيب والوصمة وتحتفظ به إلى يوم الدين! يسوؤني كثيراً أولئك الذين باتوا لا يفكرون إلا بالسبق! ولا تحظر في ذهنيتهم إلا النشوة الوقتية! بينما لا يفكرون بنتائج تصرفاتهم التي لا تحفظ قيمة لأحد؟! ألا يعلم هؤلاء أن هذا الفلاش الآثم كافي لتدمير سمعة المتحرشين والمتحرش بهن وبأسر الطرفين ما بقيت الحياة؟! ألا يدرك هؤلاء الغشمان أن الدنيا تدور وقد يكون هو أو أحد أقاربه ضحية أحد تلك الفلاشات الطائشة؟! من يلاحظ تشديد شرعنا المطهر في وسائل إثبات القضايا الأخلاقية حيث يشترط لإثبات حد الزنى مثلا أربعة شهود! وبكيفية معينة! يدرك أن الإسلام حريص كل الحرص على عدم تدنيس سمعة الفرد والمجتمع وأنها خط أحمر لا يجوز المساس به إلا بأقوى وسائل الإثبات اليقينية التي لا يتطرق إليها الشكك! لأن إشاعة الفاحشة وانتشار السمعة السيئة تساهم في تفشي المنكر, استسهاله واستسهال تبعاته, التعاير به, وقل ما شئت من آثار كارثية على الفرد والمجتمع؟! يا قيادتنا الرشيدة؟ يا علماؤنا الأجلاء؟ يا مثقفونا الفضلاء؟ حاربوا المتحرشين الجدد؟! أولئك الذين كفرت كاميراتهم بالمبادئ! أوقعوا العقوبة بأولئك المصورين؟ والمتناقلين للخراب؟ الذين يدخلون ما بين الظفر واللحم ويتلصصون لما تحت الثياب؟ للتواصل مع الكاتب على التويتر: @M_S_alshowaiman الأعلى مشاهدة : مقطع مؤثر لوفاة والدة طالبة في حرم جامعة تبوك باص عسير السياحي يخذل طموح السياح بدخان كثيف في أول أيام تشغيله يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالى :
مشاركة :