أنماط تجارية ومصانع ومراكز بحث جديدة تعكس تفاؤل المستثمر الأجنبي إزاء السوق الصينية

  • 8/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

25 أغسطس 2020 / شبكة الصين/ مع ظهور أنماط تجارية جديدة ومصانع جديدة ومراكز بحث وتطوير جديدة واحدة تلو الأخرى في مناطق دلتا نهر اليانغتسي ودلتا نهر اللؤلؤ، التي تعد من أهم المراكز الاقتصادية في الصين، شهدت هذه المناطق إقبالا متزايدا من المستثمرين الأجانب. الأمر الذي لا يعكس فقط اعتراف المؤسسات الأجنبية ببيئة الأعمال الصينية التي تتحسن باستمرار، ولكن أيضا تفاؤلها طويل الأجل بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني. أنماط تجارية جديدة.. فتح المتاجر وتطوير الاقتصاد الرقمي فتحت شركة "Uniqlo" اليابانية للأزياء مؤخرا 19 متجرا جديدا في 18 مدينة صينية، بعد فتحت 8 جديدة في يونيو الماضي. وكانت من بين الـ18 ست مدن تفتح فيها متاجر "Uniqlo" لأول مرة، بما في ذلك ثلاث مدن واقعة في منطقة دلتا نهر اليانغتسي، وهي مدينة تونغشيانغ في مقاطعة تشجيانغ، ومدينة دانيانغ في مقاطعة جيانغسو، ومدينة بنغبو في مقاطعة آنهوي. وقالت وو بين هوي، مسؤولة التسويق في شركة Uniqlo بالصين، إن افتتاح المتاجر الجديدة يمثل ثقة شركتها في الاقتصاد الصيني والسوق الصينية. مضيفة أن الصين هي أكبر سوق خارجي للشركة التي تأمل في الوصول إلى المزيد من المدن المتوسطة والصغيرة في الصين لمواصلة تطوير السوق الصينية. ومنذ تفشي الوباء، تضاعفت مبيعات متاجر Uniqlo الإلكترونية مرتين، كما زاد عدد مشاهدي البث المباشر بشكل مستمر. وأوضحت وو أن موقع الشركة الرسمي وتطبيقها ومتجرها على موقعي "Tmall" و"WeChat"، بالإضافة إلى المتاجر الواقعية، شكلت حلقة مغلقة مبتكرة للبيع بالتجزئة متعددة القنوات، مما عزز قدرة الشركة على مقاومة تأثيرات الوباء. وستطلق Uniqlo كذلك خدمات مبتكرة عبر الإنترنت مثل تعديل طول منتجاتها وطبع الأشكال على الملابس حسب طلب الزبائن. وأصبح فتح متاجر جديدة وتطوير اقتصاد جديد عبر الإنترنت خيارا لمزيد من الشركات الأجنبية. وقد أعلنت ما لان، نائبة رئيس شركة لوريال بالصين، أن علامة "Vichy" التابعة لشركة لوريال أطلقت مؤخرا مركزا لإدارة صحة الجلد يدمج القنوات الواقعية والافتراضية بحيث يمكن للزبائن تقديم الطلبات عبر الإنترنت "بنقرة واحدة" بعد إتمام الاستشارة وفحص حالة الجلد وتجريب المنتجات في المحلات الواقعية. كما يمكن للزبائن الحصول على اقتراحات للعناية بالبشرة وشراء المنتجات من خلال تطبيق ذكي لفحص الجلد عبر هواتفهم المحمولة. وفي 27 يوليو، أطلقت شركة كوستكو الأمريكية لتجارة التجزئة مشروعها في مدينة سوتشو الصينية. وقال مسؤول الشركة في سوتشو إنه بالنسبة لمثل هذا المشروع الكبير عادة ما يستغرق الأمر عاما ونصف لإكمال إجراءات الموافقة الكاملة لبدء تنفيذ المشروع. لكن حصل المشروع على تصريح التنفيذ في غضون 96 يوما وبدأ رسميا التنفيذ بعد 108 أيام فقط من حصولها على الأرض لتنفيذ المشروع، وذلك نتيجة لتسريع الحكومة المحلية الإجراءات المعنية. مصانع جديدة: الصين "عامل استقرار" للسلسلة الصناعية عبر الحدود وسعت شركة "باسف" للكيماويات قاعدة إنتاجها في مدينة هويتشو بمقاطعة قوانغدونغ في مارس الماضي، لتحقق بذلك إنتاج منتجات مستحلب الأكريليك ذو الأساس المائي محليا. وقال المدير العام لشركة باسف لصناعة الورق والكيماويات في مدينة هويتشو، ليو فان، إن تعزيز الإنتاج المحلي يمكن أن يلبي احتياجات العملاء بشكل أكثر مرونة وملاءمة، مضيفا أن المصنع تلقى عددا كبيرا من الطلبات مؤكدا أنه لم يتوقع استئناف الأعمال بهذه السرعة بعد الوباء. وأشار ليو إلى أن استئناف العمل السريع والاستئناف الكامل للإنتاج لن يتحقق بدون الجهود المشتركة للشركة والحكومة. مضيفا أن سياسات مثل التخفيضات والإعفاءات الضريبية وتأجيل دفع اشتراك الضمان الاجتماعي قد حمت الشركات ومنحتها الطمأنينة. ومع سير الأعمال على قدم وساق في مصانع الشركات الأجنبية، يجرى تنفيذ مجموعة من المشاريع الجديدة بتمويل أجنبي واحدة تلو الأخرى. حيث وقعت شركة ستاربكس اتفاق إنشاء مجمع لصناعة القهوة في مدينة كونشان بمقاطعة جيانغسو. وأعلنت باناسونيك عن بناء مصنع جديد في قوانغتشو لإنتاج مواد إلكترونية من الجيل الخامس. وفي مدينة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ تجرى أعمال بناء قاعدة باسف المتكاملة الجديدة على قدم وساق. وفي نهاية شهر مايو، تم وضع حجر الأساس للدفعة الأولى من منشآت المشروع رسميا حيث دخل هذا المشروع الكبير الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار أمريكي مرحلة البناء. وقال لين هان بينغ، نائب الرئيس السامي لشركة "باسف"، إن الأمر استغرق أقل من عامين فقط من توقيع مذكرة التفاهم إلى بدء تنفيذ الدفعة الأولى من المنشآت. ولن يتحقق ذلك بدون بيئة الأعمال الممتازة. والشركة واثقة من إطلاق الدفعة الأولى من المنتجات المحلية الصنع بحلول نهاية عام 2022 كما هو مخطط لها. مراكز بحث وتطوير جديدة: الابتكار في الصين يخدم العالم في غضون 5 أشهر فقط، تحول "آيس كريم صيني بطعم صفار البيض المملح مع الجبن" من فكرة إبداعية إلى سلعة، وبدأ ترويجه في الصين في يوليو الماضي. ويذكر أن عملية التطوير السابقة في خارج الصين كانت تستغرق ثلاث سنوات على الأقل لإنتاج نوع جديد من الآيس كريم وإدخاله إلى السوق الصينية. وجاء هذا التغير الكبير من مركز بحث وتطوير تأسس حديثا. ففي 14 أغسطس، أعلنت شركة فونتيرا للألبان النيوزيلندية بدء تشغيل مركز بحث وتطوير جديد في بلدية شانغهاي بالتعاون مع شركة "ACC" لتكنولوجيا اختبار الجودة. وقال المدير المالي لشركة فونتيرا في الصين، بول وورشر، إن الصين من أسرع أسواق الأغذية والمشروبات تغيّرا في العالم، ولا يمكن التكيف بشكل أفضل مع السوق الصينية إلا من خلال كفاءة الابتكار العالية والإنتاج الأسرع للمنتجات الجديدة. وجُهز مركز البحث والتطوير الجديد في شانغهاي بمختبرات متعددة تدمج ست وظائف رئيسية مثل تطوير المنتجات والتحليل الحسي. وفي المستقبل، ستدخل المنتجات المبتكرة إلى الأسواق الصينية وحتى الأسواق العالمية من هنا. وقال تشو ده هان، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة فونتيرا في الصين إن شركته تأمل في مواصلة تطوير السوق الصينية من خلال الابتكار المحلي. وأعلنت شركة "بوهرنجر إنجلهايم" العالمية للأدوية، في مارس من هذا العام إنشاء أول فرع خارجي لمختبر الابتكار الرقمي "BI X" في شانغهاي، وأطلق رسميا مركز التعاون الابتكاري في شانغهاي في 2 يوليو. وأعلنت شركة دانون المتعددة الجنسيات للأغذية في 16 يوليو، تأسيس مركز البحث العلمي المفتوح التابع لها رسميا في شانغهاي. وخلال النصف الأول من هذا العام، زاد المبلغ الفعلي للاستثمار الأجنبي في شانغهاي بنسبة 5.4% على أساس سنوي، وتأسس 26 مقرا إقليميا للشركات متعددة الجنسيات و10 مراكز بحث وتطوير أجنبية. وقال تساو لي، نائب مدير لجنة منطقة بودونغ الجديدة للتجارة، إن العديد من الشركات ذات التمويل الأجنبي لا تزال تستثمر في مراكز البحث والتطوير في الصين، الأمر الذي لا يظهر فقط أن الابتكار المحلي أصبح وسيلة جديدة للأجانب لتنمية السوق الصينية، ولكنه يظهر أيضا صعود مكانة الصين في خريطة الابتكار العالمية.

مشاركة :