يتخوف عراقيون من أن يجف نهري دجلة والفرات بعدما انخفض مستوى المياه بشكل ملموس بالنهرين اللذين يعتمد عليهما ملايين العراقيين في الزراعة. وتتجه الأنظار لتركيا التي ينبع منها النهرين وأثرت السدود التي أنشأتها في تقليل تدفق المياه نحو العراق، بالإضافة إلى إيران التي تتهما بغداد بتقليل نسب المياه المتدفقة نحو العراق في نهري سيروان والزاب وهو ما أثر بشكل كبير على خزاني دوكان و دربنديخان. ويبلغ طول نهر دجلة أزيد من 1850 كم، فيما يبلغ نهر الفرات 3000 كم وينبع النهران من جبال جنوب شرقي تركيا ويمران على سوريا والعراق قبل أن تصب مياه النهرين في بحر الخليج. وقال أبو شاكر(70 عاما)، الذي قضى عقودا في زراعة أشجار النخيل الشهيرة في العراق "ارتفعت الملوحة في السنوات الأخيرة وهي تقتل المزارع". وترك أبو شاكر وزملاؤه المزارعين أشجار النخيل القديمة تذبل على الأرض، متجهين شمالا بحثا عن مياه صالحة للشرب. ويضيف أبو شاكر "في السابق كان بإمكاننا بيع تمورنا في الخليج وحتى للولايات المتحدة...الآن، يمكنك أن ترى بأم عينيك، هذا النهر كله نضب." مشاكل المياه في العراق ليست جديدة، ولكن مع تزايد التصحر الإقليمي والنمو السكاني، أصبحت تركيا وإيران أكثر حرصا من أي وقت مضى على الحفاظ على موارد المياه الثمينة لأنفسهما. وقال وزير المياه في بغداد مهدي الحمداني إن السدود الجديدة على نهري دجلة والفرات والروافد التي تغذيهما قللت من تدفق المياه إلى العراق بمقدار 50 في المائة. لكنه لا يزال يأمل، في وجود خطط قيد العمل لتحسين الوصول في جميع أنحاء البلاد وضمان مياه شرب للجميع، حتى في أسوأ السيناريوهات. وقال الحمداني إن هناك خططا لبناء خزان كبير في مكحول شمال بغداد وهو ما "سيسمح لنا بتخزين المزيد من المياه وتوليد الكهرباء وحماية بغداد في حالة الفيضانات" وسيكون أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في العراق منذ عام 2003.مفاوضات مع إيران وبخصوص المياه القادمة من إيران يقول الحمداني إن "لدى العراق وإيران اتفاق أبرم في الجزائر العام 1975 يتضمن بروتوكولا خاصا بالمياه". ويضيف "نعمل على تفعيل هذا الأمر والمفاوضات مستمرة مع الجانب الإيراني". وفي الوقت نفسه، نشرت وزارة الموارد المائية بيانا يتحدث عن انخفاض كبير في كميات المياه الواردة من الأراضي الإيرانية إلى سدي دربندخان ودوكان في كردستان العراقية "إلى 7 أمتار مكعبة في الثانية بعدما كانت 45 مترا مكعبا في الثانية". وأضافت أنه "أصبح مترين مكعبين في الثانية" في بعض المناطق. ورغم هذه الأرقام، يبدو الحمداني متفائلا. وقال إن العراق "واثق أيضا من أن الجانبين التركي والإيراني سيتوصلان إلى اتفاق شامل يضمن حقوق العراق المائية".إحصاءات غير مطمئنة لكن رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في الديوانية جنوب العراق محمد الجليحاوي يرى أنه "من المتوقع من تركيا إعلانها حرب المياه في أي لحظة تراها مناسبة لها، من دون الرجوع الى العراق". وأشار الجليحاوي الى شح المياه الذي يواجهه العراق منذ سنتين وسبب تقليص مساحة الحصاد الزراعي في العراق من 15 مليون دونم وعدت بها الحكومة إلى ثلاثة ملايين فقط. وحذر من أنه "قد لا نحصل على مياه الشرب والاستخدام البشري خلال الأعوام 2025-2030 ولا نرى مستقبلا مع تركيا في ملف المياه ولا خيار أمام الحكومة إلا بالضغط من خلال الملف الاقتصادي لا غير". وقد اقترح البعض برنامجا يقضي بمبادلة برميل نفط ببرميل من المياه، على غرار برنامج النفط مقابل المواد الغذائية والأدوية خلال فترة الحصار التي فرضت على العراق في تسعينات القرن الماضي. لكن ليس لدى العراق وقت طويل. وبحسب إحصاءات الحكومة، يستهلك سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة الآن 71 مليار متر مكعب من المياه. وفي 2035 سيصل عدد السكان الى اكثر من خمسين مليونا فيما من المتوقع أن تنخفض المياه السطحية الى 51 مليار متر مكعب سنويا بعد إكمال كل المشاريع خارج الحدود.مياه النيل تتضاءل ومزارعو مصر يخشون من ضرر سد النهضةبالفيديو: مسلسل اغتيال الناشطين يتواصل في العراق ويظهر ضعف السلطاتمدينة الحسكة السورية تحت تهديد العطش والسكان يتهمون الأتراك بقطع المياه عنهم
مشاركة :