الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية.ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "البكاء الأبيض" للشاعر العراقي أحمد مطر."البكاء الأبيض"كنت طفلاعندما كان أبي يعمل جنديابجيش العاطلين!لم يكن عندي خدين.قيل ليإن ابن عمي في عداد الميتينوأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.لكنِ الدمعة في عين أبيسر دفين.كان رغم الخفض مرفوع الجبين.غير أني، فجأة،شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!قلت: ماذا يا أبي؟!رد بصوت لا يبين:ولدي.. مات أمير المؤمنين.نازعتني حيرتيقلت لنفسي:يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!كيف يبكيه أبي، الآن،ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!ها أنا ذا من بعد أعوام طوالأشتهي لو أننيكنت أبي منذ سنين.كنت طفلًا..لم أكن أفهم ما معنىبكاء الفرِحِين!
مشاركة :