مثير للانتباه التحول الكبير وتبادل الكراسي بين قطبي بريدة الرائد والتعاون هذا الموسم، إذ يقدم الأول مستويات ونتائج غير مسبوقة في تاريخ مشاركاته في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، فيما يعاني التعاون من انهيار حقيقي وليس تراجعا عابرا بالنظر لنتائجه في المواسم الخمسة الماضية. في الرائد، لم يحدث في تاريخ الفريق أن تمتع بالاستقرار الفني والإداري في الوقت ذاته، واتضحت درجة التناغم بين إدارته وبين المدرب البلجيكي ذي الأصول الألبانية بيسنك هاسي، علاوة على وجود استقرار نسبي على مستوى العناصر، وأمام كل ذلك تبدو بيئة «رائد التحدي» التي لطالما كانت صاخبة أكثر هدوءًا في السنوات الثلاث الماضية ما أعطى إدارة فهد المطوع المزيد من المساحة للعمل وتصحيح أي خلل ممكن. استغلت إدارة الرائد الدعم الحكومي بشكل مثالي، وحضرت القيادة والإرادة وحسن الاختيار بدءاً بالجهاز الفني المتمكن الذي يملك مشروعاً واضحاً لصناعة فريق قوي ومنافس، حتى أصبح الفريق العلامة الأبرز في الدوري هذا الموسم، بغض النظر عن خسارته الأخيرة والمفاجئة أمام الاتفاق في الدمام، والتي لا يمكن أن تقلل من قيمة الحضور الكبير للفريق «الأحمر». في المقابل، يبدو أن التعاون بدأ رحلة من التراجع المخيف، وأصبح على بعد أربع نقاط فقط من مراكز الهبوط قبل ثلاث جولات من النهاية، وهو أمر يؤكد أن المشكلة في التعاون كبيرة وعميقة بسبب غياب الداعمين الذين وقفوا خلف تميز الفريق في المواسم الخمسة الماضية، عدا عن تأثير المجلس التنفيذي بوجود سليمان العمري وعبدالعزيز الحميد وقدراتهما القيادية التي أوصلت «الأصفر» لنتائج تاريخية. من الواضح أن الأمور في التعاون خرجت عن سيطرة رئيسه الذي لا يبدو أنه يملك القدرات الإدارية والقيادة للحفاظ على مكتسبات الماضي، ولا يظهر أنه يتمتع بعلاقة جيدة مع كبار الداعمين والرجال الذين دعموا إدارته وأوصلوا الفريق لمنافسة الفرق الكبيرة فضلاً عن دخوله في مناكفات لا يبدو أنه قادر على التعامل معها، وأعني مناكفاته مع جماهير وإدارات الأندية الكبيرة. ما يحدث في الفريقين المتنافسين في بريدة، يعطي درساً عميقاً في إدارة الأندية، وضرورة وجود قيادة تحمل رؤية واضحة وتحافظ على المكتسبات وتحافظ على الداعمين، وتتمتع بعلاقات مميزة مع الجميع، والمهم بالنسبة للرائديين مواصلة هذا العمل المميز.
مشاركة :