تحتفل دولة الإمارات غداً الجمعة بـ «يوم المرأة الإماراتية» الذي يمثل مناسبة وطنية للتعبير عن الاعتزاز بإنجازات «ابنة الإمارات»، وتقدير دورها الحيوي ومساهمتها المتميزة في نهضة الدولة وتقدمها المستدام.يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام تحت شعار «التخطيط للخمسين.. المرأة سند للوطن» وذلك بناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» التي أكدت أن المرأة الإماراتية استطاعت خلال العقود الماضية من عمر الدولة، أن تثبت للجميع ومن المواقع المختلفة التي تتبوأها أنها أهل للمسؤولية وأنها على قدر من الكفاءة لتكون سنداً لبلادها في الظروف كافة، وأن الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة لا بد أن تكون ابنة الإمارات شريكاً استراتيجياً ومحورياً في عملية استشراف المستقبل والمساهمة فيه جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.وتعتبر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات، ويعود لها الفضل في تأسيس الاتحاد النسائي العام، فيما يتميز النهج الذي طرحته في مجال العمل النسائي بالتوازن بين السعي إلى الانفتاح على روح العصر وبين الحفاظ على الأصالة العربية والتقاليد الإسلامية إيماناً من سموها بأن الحفاظ على الخصوصية الثقافية هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم المنشود.ويتزامن «يوم المرأة الإماراتية» هذا العام مع ما حققته دولة الإمارات من إنجازات فارقة على صعيد التنمية المستدامة واستشراف المستقبل، والتي لعبت خلالها المرأة الإماراتية دوراً مؤثراً على صعيد التخطيط والإشراف والتنفيذ، لاسيما في إطلاق «مسبار الأمل الإماراتي» لاستكشاف كوكب المريخ والتشغيل الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، فضلاً عن مساهمتها الفاعلة في جهود التصدي لتداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، وتحويل هذا التحدي المصيري إلى فرص للإبداع والتطوير. مسبار الأملأثبتت ابنة الإمارات قدرتها على الإبداع والتفوق من خلال بصمتها الواضحة في تصميم وتصنيع وإطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ في يوليو الماضي، لتسهم في تحقيق حلم الإمارات بأن تصبح واحدة من بين تسع دول تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.ووصلت المشاركة النسائية في هذا المشروع إلى 34 في المئة من فريق العمل، والتي تعتبر الأعلى عالمياً، بينما شكلت نسبة الباحثات في الفريق العلمي للمشروع 80% من العدد الإجمالي للفريق، وتأتي هذه المؤشرات المهمة، لتعكس المجهودات الضخمة التي بذلتها الدولة لتمكين المرأة الإماراتية في كل القطاعات وخصوصاً في مجال الفضاء.وعكس ارتفاع معدل مشاركة الكفاءات النسائية المواطنة الشابة في مشروع «مسبار الأمل» مدى اهتمام القيادة الإماراتية بتمكين ابنة الإمارات وتفعيل دورها القيادي في القطاعات الحيوية كافة لاسيما قطاع الفضاء، وفي هذا الصدد تكفي الإشارة إلى سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، التي تقود الفريق العلمي الإماراتي لاستكشاف المريخ. محطة براكة لعبت المرأة الإماراتية دوراً فاعلاً في تحقيق الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات في عام 2020 المتمثل في التشغيل الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، مؤكدة مكانتها المرموقة في هذا القطاع الحيوي.وتشغل ابنة الإمارات مناصب قيادية مهمة في قطاع الطاقة النووية السلمية على مختلف المستويات الإدارية والتنفيذية والتقنية، حيث نجحت من خلالها في إحراز التقدم والإنجاز جنباً إلى جنب مع الرجل في هذا القطاع الذي يتمتع بأهمية استراتيجية في الدولة والمنطقة على حد سواء.وتواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها العمل على تعزيز دور المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في التنمية المستدامة وذلك عبر مجموعة متنوعة من برامج التدريب والتطوير والتأهيل لرفد القطاع بكوادر وطنية متميزة تعمل على تنفيذ مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية طبقاً لأعلى المعايير العالمية الخاصة بالجودة والسلامة وفعالية الأداء. «كوفيد 19» شكل دور المرأة الإماراتية منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» جزءاً لا يتجزأ من منظومة عمل وطني مشترك تتضافر فيه جميع الجهود، من أجل احتواء تداعيات الوباء، حيث أثبتت المرأة دورها المتميز في صفوف خط الدفاع الأول لمواجهة الفيروس، كما لعبت دوراً محورياً في نجاح منظومة العمل عن بُعد، وبذلت قصارى الجهود في حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها خلال هذه الأزمة.وسجلت المرأة الإماراتية حضوراً لافتاً في ميدان العمل التطوعي منذ بداية انتشار الفيروس، وساهمت في تقديم الدعم والمساندة لجميع الفئات المتضررة، حيث أصرت ابنة الإمارات على أن تكون جزءاً من هذا العمل الوطني الذي يحظى بتضافر كافة الجهود المخلصة، من خلال تقديم الدعم والمساندة.وظهرت خلال فترة انتشار الفيروس العديد من النماذج والحالات التي عبرت أصالة المرأة الإماراتية ومحبتها لوطنها وعطاءها لمجتمعها، ومنها على سبيل المثال السيدة غبيشة ربيع سعيد الكتبي التي تحرص يومياً على إعداد وجبات الطعام «الفطور والغداء والعشاء» وتقديمها لعناصر نقطة التفتيش الموجودة بالقرب من منزلها في منطقة الشويب تقديراً منها لجهودهم في المحافظة على وسلامة وصحة جميع أفراد المجتمع.وتمكنت المرأة الإماراتية خلال 50 عاماً منذ قيام اتحاد الدولة من تحقيق إنجازات غير مسبوقة، وفي مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتنموية وأصبحت شريكاً رئيسياً في تطور المجتمع، وأثبتت وجودها في مختلف المجالات.وتحظى المرأة الإماراتية بتمثيل كبير في الحكومة الاتحادية حيث تضمن التشكيل الوزاري الأخير 9 وزيرات، كما تحظى بتمثيل متساوٍ مع شريكها الرجل في المجلس الوطني الاتحادي، ما يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه المرأة في الإمارات، ومدى حرص القيادة الحكيمة على تمكينها.(وام)
مشاركة :