المنامة تنتظر ضوءا أخضر من الرياض قبل الحديث عن تطبيع العلاقات مع تل أبيب

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تطابق الموقف البحريني من إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مع الموقف السعودي من المسألة ذاتها، مضمونا وصياغة، لا يدع مجالا للشكّ في أن المنامة التي كانت مرشّحة قبل غيرها من عواصم الخليج للنسج على منوال أبوظبي في إقامة علاقات طبيعية مع تل أبيب، بحاجة لضوء أخضر من الرياض للإقدام على مثل تلك الخطوة. المنامة – أظهرت مملكة البحرين تحفّظا إزاء الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضم دول خليجية من ضمنها البحرين لمسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل والذي بدأته الإمارات. وربط متابعون للشأن الخليجي موقف المملكة التي تحدثت وسائل إعلام في أوقات سابقة عن إجرائها عدّة اتصالات غير معلنة مع تل أبيب، بالموقف السعودي الذي ربط بدوره الاستجابة لمساعي التطبيع مع إسرائيل بـ”مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. وأكّد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الأربعاء، لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار المنامة في إطار جولة أشمل في المنطقة، التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات. وكانت البحرين مع سلطنة عمان على رأس البلدان المرشّحة للسير على خطى الإمارات في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، لكنّ تطابق موقف المنامة مع موقف الرياض جعل مراقبين سياسيين يقولون إن البحرين بصدد انتظار ضوء أخضر من جارتها الكبرى السعودية قبل الحديث عن إقامة علاقات طبيعية بين المنامة وتل أبيب. وينظر إلى الموقف البحريني باعتباره رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب، لكن الملك أشاد في الوقت نفسه بجهود الولايات المتحدة من أجل إحلال السلام في المنطقة ومواجهة التدخلات الإيرانية. ومعروف عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصرارها الشديد على التزام حلفائها، بما في ذلك الأوروبيون وغيرهم من الحلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية، بسياساتها وتنفيذ مبادراتها خصوصا إذا كانت تنطوي على مصالح لها، حتى أنّها لا تترفّع عن تهديدهم عندما لا يستجيبون لمطالبها. وينطوي تطبيع العلاقات بين الدول العربية، لاسيما دول الخليج الغنية، مع إسرائيل على مصلحة كبرى لترامب المقبل بعد نحو شهرين على انتخابات رئاسية مفصلية يحتاج في حملته الخاصة بها إلى إنجاز دبلوماسي كبير من مستوى إزالة العوائق أمام إدماج إسرائيل بشكل كامل في المنطقة وتوحيد جهودها مع جهود عدد من البلدان العربية في مواجهة إيران. البحرين لا تستطيع رفض الاستجابة لمبادرة حيوية لإدارة ترامب دون الاستناد إلى دعم الجارة الكبرى السعودية البحرين لا تستطيع رفض الاستجابة لمبادرة حيوية لإدارة ترامب دون الاستناد إلى دعم الجارة الكبرى السعودية ومن هذا المنطلق فإنّ مملكة البحرين تبدو غير قادرة على رفض طلب حيوي لترامب دون دعم من السعودية. وتندرج الجولة التي يقوم بها بومبيو في عدد من دول الشرق الأوسط في خانة تشجيع دول عربية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الاتفاق التاريخي في هذا الإطار بين تل أبيب وأبوظبي التي وصلها الوزير الأميركي بعد زيارة البحرين. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن الملك تشديده خلال الاجتماع مع بومبيو على “أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل والمؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”. وكانت البحرين التي استقبلت العام الماضي صحافيين إسرائيليين في إطار اجتماع لإعلان الجانب الاقتصادي من خطة السلام الأميركية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أول دولة خليجية ترحب بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل. ورشّحها خبراء لأن تكون الدولة التالية التي تخطو في اتجاه تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الإمارات التي زارها بومبيو الأربعاء كذلك. لكن يستبعد أن تقدم البحرين، وهي حليف وثيق للسعودية ومقرّ للأسطول الخامس الأميركي، على إقامة علاقات مع إسرائيل من دون مباركة الرياض الرافضة للتطبيع قبل التوصل إلى حلّ مع الفلسطينيين. وزار بومبيو السودان قبل البحرين وأبلغته الحكومة السودانية أنها “لا تملك تفويضا” لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، كونها حكومة تدير مرحلة انتقالية يفترض أن تنتهي في العام 2022 بانتخابات تنتج عنها حكومة يمكن أن تنظر في الموضوع. وقال بومبيو في تغريدة على حسابه على تويتر إنه ناقش مع ملك البحرين وولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة “أهمية بناء السلام والاستقرار الإقليميين، بما في ذلك أهمية وحدة الخليج ومواجهة النفوذ الإيراني المسيء في المنطقة”. ونقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية عن الملك إشادته “بالدور المحوري الذي تضطلع به الإدارة الأميركية وجهودها الدؤوبة لدفع عملية السلام وإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة”، مؤكدا “دعم مملكة البحرين ومساندتها لهذه الجهود”. وقبيل وصوله للبحرين مساء الثلاثاء، قال بومبيو إنه يجب استغلال الزخم من أجل دفع مسألة تطبيع العلاقات قدما. وكان بومبيو قال في مستهل جولته الاثنين إنه متفائل بإمكانية أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات التي أصبحت في 13 أغسطس أول بلد خليجي يعلن عن الاتفاق على تطبيع علاقاته مع إسرائيل. وقال لدى وصوله إلى أبوظبي قادما من البحرين “أنا متحمس لوصولي لدولة الإمارات العربية المتحدة ولتهنئة الشعب الإماراتي بالاتفاقيات”. وتابع “هذه هي الخطوة الأبرز نحو السلام في الشرق الأوسط خلال 25 عاما. نتمنى أن نبني على هذا النسق للوصول إلى سلام إقليمي”. ويجمع العداء لإيران البحرين وإسرائيل إلى جانب دول عربية أخرى على رأسها السعودية الجارة الكبيرة للمنامة التي تتهم الجمهورية الإسلامية بإثارة اضطرابات على أراضيها عبر جماعات شيعية. ورغم التصريحات الأميركية المتفائلة بإقدام دول عربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال الأشهر المقبلة، فإن التقارب مع تل أبيب أثار انتقادات من بعض الدول العربية. ولم تنتقد السعودية الاتفاق بين حليفتها الإقليمية الأقوى الإمارات وإسرائيل، لكنها أعادت التأكيد على عدم تطبيع علاقاتها مع تل أبيب قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ولدى الإعلان عن الاتفاق لم يوفّر البيت الأبيض عبارات الإشادة لتسليط الضوء على نجاح مذهل في السياسة الخارجية يحتاج إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية بعد فشله في تسوية الأزمات مع إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا. وأكّدت الإمارات أنّ الاتّفاق مع إسرائيل ينصّ على وضع حدّ لأيّ ضمّ إضافي لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967.

مشاركة :