أكد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي هنا يوم الثلاثاء على ضرورة أن تعمل الصين وإيطاليا معا للتخطيط من أجل تنمية العلاقات الصينية-الإيطالية في السنوات الـ50 المقبلة. صرح بذلك وانغ خلال لقائه الصحافة مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو عقب محادثاتهما. وقال وانغ إن هذا العام يوافق حلول الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا، وهي لحظة تاريخية هامة تربط الماضي بالمستقبل. وعزا التنمية المطردة والصحية للعلاقات الصينية-الإيطالية خلال نصف قرن إلى ثلاثة عوامل. أولا، باعتبارهما ممثلتين للحضارات الشرقية والغربية، فإن الصين وإيطاليا دائما ما تقدران وتتعلمان من بعضهما البعض، وتحترمان مسار التنمية الذي اختاره شعب كل منهما الأخرى، وتدعمان الشواغل المشروعة لبعضها البعض بشأن القضايا ذات الاهتمامات الجوهرية. ثانيا، باعتبارهما اقتصادين رئيسيين في العالم، تلتزم كل من الصين وإيطاليا دائما بسياسة الانفتاح وتطوير علاقات تقوم على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وذكر وانغ أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لإيطاليا في آسيا وأن إيطاليا هي رابع أكبر شريك تجاري للصين في الاتحاد الأوروبي. وتجاوزت الاستثمارات المباشرة للصين في إيطاليا 10 مليارات دولار أمريكي، وهناك أكثر من 6 آلاف مشروع استثماري في الصين من جانب مستثمرين إيطاليين. ثالثا، باعتبارهما صديقين وشريكين، يقدم الجانبان دائما يد المساعدة عندما يواجه البلد الآخر صعوبات، هكذا قال وانغ، مستشهدا بالقصص المؤثرة بين الحكومتين والشعبين خلال زلزال ونتشوان المدمر الذي ضرب مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين في عام 2008، وجائحة كوفيد-19 هذا العام. وقال وانغ إنه "مع التطلع إلى المستقبل، يتعين على الصين وإيطاليا العمل معا للتخطيط للتنمية في السنوات الـ50 المقبلة". وأشار إلى أن البناء المشترك للحزام والطريق يتعين أن يكون قوة دافعة مهمة لتعميق التعاون الثنائي. وذكر وانغ أن الصين وإيطاليا "شريكتان طبيعيتان" في بناء الحزام والطريق، حيث ارتبطت الدولتان ببعضهما البعض بشكل وثيق منذ أكثر من ألف عام بفضل طريق الحرير القديم، مضيفا أن إيطاليا أصبحت في العام الماضي أول دولة غربية رئيسية تقوم بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن تعاون الحزام والطريق مع الصين. ومنذ ذلك الحين، حقق التعاون الثنائي نتائج كبيرة في مجالات مثل الطاقة، وبناء السفن السياحية والموانئ، بالإضافة إلى تنمية أسواق ثالثة، حسبما قال وانغ. ودعا البلدين إلى مواصلة "روح طريق الحرير" وإشراك المزيد من أبناء البلدين في بناء الحزام والطريق، وذلك لتحقيق إنجازات أكثر بروزا في المشروعات ذات الصلة وضخ زخم جديد لتنمية الاقتصاد العالمي. كما دعا وانغ إلى بذل جهود مشتركة في تعزيز التعددية وتحرير التجارة. وقال وانغ إن الصين وإيطاليا دولتان رئيسيتان مسؤولتان عن السلام والتنمية في العالم، لذا يتعين على البلدين تعزيز عملية التعددية وتحرير التجارة بكل نشاط، والحفاظ على التشغيل الآمن للسلسلة الصناعية وسلسلة التوريد على الصعيد العالمي. ولدى إشارته إلى أن إيطاليا ستتولى رئاسة مجموعة العشرين في العام المقبل، ذكر وانغ أن الصين ستدعم بنشاط عمل إيطاليا وستقدم مساهمات لإصلاح الحوكمة العالمية في فترة ما بعد الجائحة والتعافي المبكر للاقتصاد العالمي. كما دعا وانغ إلى تعزيز الحوار المتكافئ بين مختلف الحضارات. وقال إنه في مواجهة التحديات والمشكلات في العولمة والرقمنة، يمكن أن تكون الصين وإيطاليا مثالين يحتذى بهما في تعزيز الحوار بين مختلف الحضارات على أساس التعلم المتبادل والتعامل على قدم المساواة، ويمكن أن تلعبا دورا رائدا في إيجاد حل ناجع للحوكمة العالمية. وأضاف وانغ أنه يتعين على البلدين العمل مع البلدان الأخرى لتعزيز مبادئ حل الخلافات من خلال الحوار، واستبدال المواجهة بالتعاون، والقضاء على الانقسامات بالوحدة، وتكاتف الجهود لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. تعد إيطاليا المحطة الأولى من أول جولة خارجية يقوم بها وانغ مع انحسار جائحة كوفيد-19. كما سيزور خلال هذه الزيارة الرسمية لأوروبا، والتي تجري في الفترة من 25 أغسطس إلى أول سبتمبر، هولندا والنرويج وفرنسا وألمانيا.
مشاركة :