لا نراهم.. لكننا نتقصّى حركتهم الفنية في الإمارات

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جلسة حوار افتراضية حول الفنانين الذين ظهروا في معرض «لا نراهم، لكننا نتقصّى حركتهم الفنية في الإمارات، 1988 - 2008»، نظمتها أول أمس جامعة نيويورك أبوظبي لمناقشة تاريخ الفن في المجتمع الإماراتي في الماضي والحاضر، وشارك فيها كل من الشعراء والفنانين التشكيليين: نجوم الغانم، خالد البدور، محمد أحمد إبراهيم، عادل خزام، عبد الله السعدي، فيفيك فيلاسيني، ابتسام عبد العزيز، كريستيانا دي مارشي، بالإضافة إلى فريق تنظيم المعرض: مايا أليسون - أمينة جامعة نيويورك أبوظبي، وبانا قطان- منسقة مساعدة، إم سي إيه في شيكاغو، وقد جرى حوار أدبي وفني مستفيض حول تاريخ الفن في المجتمع الإماراتي، في الماضي والحاضر. أدارت الجلسة عائشة ستوبي مؤرخة الفن. تناول الحوار أعمال رواد الفن التشكيلي في الإمارات، من خلال تواصلهم مع البيئة والمجتمع، والمصاعب التي واجهوها بسبب غياب الثقافة الفنية، سواء في الإعلام أو المجتمع، وقد أوضح الشاعر عادل خزام أهمية التعليم في أوائل الثمانينيات، حيث شكل الكتاب والشعراء مع الفنانين صداقات حميمة، وكانت تدور بينهم نقاشات متعددة، وقد تمردوا على تقاليد الشعر القديمة وقوالبه الجامدة، وأخذوا يتطلعون إلى آفاق جديدة وإبداع رؤى وتجارب مبتكرة، مزودين بفكر جديد وفلسفة مختلفة، واطلاع واسع على الآداب العالمية في الرواية والمسرح، ولم يكتفوا بالكتابات الأدبية، بل راحوا يكتبون عن أعمال هؤلاء الفنانين الرواد في الصحف ويقدمونهم للجمهور. ولفت خزام إلى أهمية ظهور الملاحق الثقافية في إغناء هذه التجربة، حيث شكلت حضوراً متميزاً وصوتاً مسموعاً بين جمهور القراء ومشاهدي المعارض الفنية. وخص الفنان التشكيلي الرائد حسن شريف بالتركيز على أعماله وما فيها من فلسفة، مؤكداً أن الحب هو الذي جمعهم في تلك الفترة المبكرة، كما كانوا يستمعون إلى الموسيقى واكتشاف أجواء حميمية رائعة. وأوضح الفنان محمد أحمد إبراهيم كيف كانوا يلتقون، وكل منهم لديه رؤاه وأفكاره وتطلعاته الفنية والثقافية، قائلاً: كنا نتداول هذه الأفكار التي وحدتنا وفتحت أمامنا آفاقاً واسعة، وكنا واعين ما يجري في العالم الغربي، ونرى أن ما نطرحه كان سابقاً لما هو موجود حولنا، مشيراً إلى أنهم كانوا يجتمعون ويتبادلون الكتب ويستعرضون كل منتج جديد من شعر أو قصة أو عمل تشكيلي جديد. وهذا الحوار خلق بينهم نوعاً من الصداقة الفكرية، مؤكداً أن مجموعتهم ضمت كلاً من الشعراء: أحمد راشد ثاني، عبد العزيز جاسم، عادل خزام، علي العندل، سعد جمعة وآخرين. وتابع قائلاً: حواراتنا كانت عميقة وصادقة؛ لذلك نشأ بيننا هذا الخطاب التلقائي. وختم حديثه حول تجربته الفنية قائلاً: الإنسان يعود دائماً إلى وعاء الطفولة، وهو أول خدش نقي، وشعرت بأني لم أعطِ طفولتي حقها، وقد عشت في بيئة مختلفة، فأنا لا أذكر أني رأيت الغروب؛ لأني عشت محاطاً دائماً بالجبال، وكنت أحاول دائماً التحرش والمشاغبة على الجبل وما فيه من أحجار، وأخذت أقلب بعض الأحجار ومن اختلاف لون التربة تحتها شعرت أني أول من لامسها ونقلها في الكون، ورحت أعمل على تشكيل دوائر ومربعات وأشكال أخرى. ومن هنا كانت البداية، وقد رآها لأول حسن شريف في رحلتنا معاً إلى خورفكان سنة 1979، وكان أول شخص يرى تلك الأعمال وأبدى إعجابه بها. وتحدثت المخرجة نجوم الغانم حول هذا اللقاء، مشيرة إلى أهمية الكتاب الذي أصدرته الجامعة حول الأعمال الفنية التي التي احتفت بعرضها في رواق الفن، وعادت بالذاكرة إلى أيام الإعداد لذلك المعرض الفني، «انتماء» قائلة: أنا كنت جزءاً من هذا المعرض إلى جانب خالد البدور، موضحة جمالية السرد وأهميته مع التشكيل. وقال الشاعر خالد البدور: لم أعد أذكر التفاصيل، إنما بقي في ذاكرتي كلمات وإشارات وبعض الأعمال الفنية، وحين نقرأ تلك القصائد ولا نراها نشعر كأنها غطاء لتلك المرحلة، إنها قصة تثير نوازع الشوق من أجل تقديم كل جديد للمجتمع. وتطرق بحديثه إلى معرض حسن شريف في الشارقة، وكيف أثار ذلك المعرض تساؤلات الجمهور إن كان هذا هو الفن، فأكد لهم حسن: نعم هذا هو الفن الحديث في الساحة الثقافية. وعاد إلى ذكر المعرض الذي أقيم بجامعة نيويورك مبيناً أنه حدث مهم بالنسبة له، وجاء المجلد الذي تضمن هذه الأعمال الفنية ليؤكد أهميتها. وقال عبد الرحيم شريف: العمل لم يحدث في وقت قصير، وقد شارك في المعرض العديد من الفنانين، وهو يشكل وثائق مهمة، وأشار إلى معرض سنة 2016 تم عرضه في عدة بلدان انطلاقاً من الإمارات، وعاد بالذاكرة إلى الأعمال الفنية في عام 2000 وتوصل إلى استنتاج بخصوص أعمال أولئك الفنانين، مؤكداً ضرورة توثيق هذه الأعمال عبر مشروع وثائقي. واتفقت مع الفنان محمد أحمد على أهمية التوثيق. وأضاف قائلاً: توصلت إلى فكرة لتحويل منزلي إلى مكان لعرض أعمال الفنانين، وتم ذلك وكان عملاً جماعياً شارك فيه جميع الفنانين.

مشاركة :