كعادتها، لا تخلو الحفلات الفنية من المواقف الطريفة والمضحكة أحياناً، والمزعجة أحياناً أخرى، ومع انطلاق حفلات الصيف الغنائية التي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي بقاعة الشيخ راشد ونظمتها مؤسسة دائرة السياحة والتسويق التجاري، بالاشتراك مع شركة بلاتينوم ريكوردز للإنتاج والتوزيع الموسيقي، ضمن احتفالات مفاجآت صيف دبي، شهد الحفل الأول الذي أقيم أول من أمس، وأحياه كل من الفنانة نوال الكويتية وديانا حداد وعبدالله الرويشد، مواقف عدة، كان بعضها أشبه بـمفاجآت الصيف الحار وبعضها الآخر بمثابة نسمة باردة أثلجت الصدور. توتر كانت وسائل الإعلام على موعد مع كل فنان قبل تقديم فقرته لإجراء الحوارات، والتقاط الصور، إلا أن توتر نوال الكويتية جعلها ترفض إجراء اللقاءات، لتجيب باقتضاب شديد على سؤال واحد، وتختم إجابتها قائلة أنا متوترة جداً ولا أستطيع إجراء أي حوار قبل الحفل، وغادرت الجدار بعد وقوفها أمامه لثوانٍ معدودة، كما غادرت الحفل بعد انتهاء فقرتها، تاركة الإعلاميين الذين تكبدوا عناء الانتظار لإجراء حوار معها بعد الحفل يغردون وحدهم. أما عبدالله الرويشد، فكان عكسها تماماً، هادئاً مبتسماً، أعطى المصورين وقتاً كافياً لالتقاط الصور، كما أجاب على أسئلة وسائل الإعلام بابتسامة لم تفارق محياه طوال الوقت، ومثله كانت الفنانة ديانا حداد، جميلة ومبتسمة. جمهور غفير كان بانتظار نوال الكويتية، وإطلالتها عليه كان كوقع التقاء الأحبة، فالتصفيق لم يتوقف لدقيقة، وعبارات والإعجاب بها كانت تتكرر في قاعة الشيخ راشد بين الفقرة والأخرى، لتبدأ حفلها بأغنية لولا المحبة، ليردد الجمهور معها كلمات الأغنية، ويطالبها بأغنيات متنوعة من مختلف ألبوماتها القديمة. غنت نوال الكويتية باقة من أجمل أغنياتها ومنها يا فاهمني ولقيت روحي وشمس وقمر ويا مصبر الموعود ويا شوق وغيرها، وظهر بريق صوتها في أغنيات الشجن، فكانت كقيثارة عزفت فأطربت في ليلة اكتمل فيها القمر، لتودع جمهورها، تاركة المسرح لعبدالله الرويشد. بثقة ملك، كانت خطوات الرويشد هادئة، رحب بجمهوره الذي حضر منذ الثامنة مساءً للالتقاء به، وافتتح فقرته الفنية بأغنية كله عشانك التي تفاعل معها الجمهور بالغناء والتصفيق، وبعد الانتهاء منها بدأت أصوات الحضور تتعالى مطالبين فنانهم المحبوب بأغنيات كثيرة، فوعدهم بتلبية كل رغباتهم. وانطلق الرويشد بإحساسه الكبير في أغنية دنيا الوله التي تراقص الشباب على ألحانها ورددوها معه كلمة كلمة، كما غنى باقة من أجمل أغنياته، تنوعت بين ألبوماته القديمة والجديدة، واستمر متألقاً على المسرح حتى نهاية الحفل، الذي بدأ بريق الأضواء يخفت فيه شيئاً فشيئاً، ليعلن عن انتهاء الحفل في تمام الساعة 2:30 ليلاً. تألق أما ديانا حداد التي كانت أول من أطل على المسرح، فكانت قلقة على جمهورها وحريصة على عدم التأخر عليه، وخلال اللقاءات الصحافية ظلت تسأل مدير أعمالها ألم نتأخر على الجمهور؟. لتتألق بفستانها وتسريحتها وأغنياتها الجميلة، التي دفعت الجمهور للتجمع على المدرجات والرقص والتصفيق طوال الوقت. حضور رغم أن أبواب القاعة فُتحت في تمام الساعة 8 مساءً، إلا أن التأخير رافق الحفل ليبدأ في 10:30، وقد شهد حضوراً من مختلف الجنسيات، إذ تستقبل الدولة في هذا الوقت من السنة السياح للاستمتاع بمفاجآت صيف دبي.