لاتزال المبادرة التي قامت بها الشابة الباكستانيّة ملالا يوسفزي، أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام، وهي تحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر مع لاجئين سوريّين في لبنان، بعيداً عن برمنغهام في وسط بريطانيا حيث تعيش مع عائلتها منذ 2012، يتردد صداها في بيروت، خاصة بعد أن توّجت احتفالها بافتتاح المدرسة الأولى في العالم التي تحمل اسمها، للفتيات السوريات اللاجئات في منطقة بر الياس في سهل البقاع قرب الحدود مع سوريا، بتمويل من صندوق ملالا، وهي منظّمة غير حكوميّة تدعم مشاريع التعليم، وتمثلت مبادرتها الأجمل والأشمل في دعوتها زعماءَ العالم إلى الاستثمار في الكتب، لا الرصاص. ومن بوّابة كونها باتت رمزاً للتحدّي، بعد أن استهدفتها حركة طالبان بهجوم بالرصاص على حافلة مدرسيّة في باكستان عام 2012 لدفاعها عن حقوق الفتيات في التعليم، إذ واصلت دفاعها عن تلك القضية قبل أن تفوز بجائزة نوبل للسلام، أطلّت أيقونة النضال لتعليم الفتيات في العالم من حجرة للدراسة زيِّنت برسوم للفراشات، لتقول: قرّرت أن أكون في لبنان لأنني أعتقد أن أصوات اللاجئين السوريين يجب أن تُسمع، وقد واجهَت تجاهلاً لفترة طويلة، وخصّت قادة العالم بالقول: إنكم تتخلّون عن الشعب السوري، وخصوصاً الأطفال منهم، وهم بأسوأ أزمة لاجئين عالمية منذ عقود. وأطلق اسم ملالا يوسفزاي، على المدرسة التي تضم 200 فتاة سوريّة، تتراوح أعمارهنّ بين 14 و18 عاماً. والمعروف أن طالبان حاولت اغتيالها، لكنها أصيبت إصابة بالغة ونجت من الموت، وتكفّلت الإمارات بعلاجها، وقامت طائرة إماراتية طبيّة بإجلائها لتلقّي العلاج في مستشفى تخصصيّ في بريطانيا.
مشاركة :