في إطار مواكبته الإعلامية المتواصلة لمعاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، استضاف برنامج «الإمارات رسالة سلام» في حلقته الخامسة مساء أول من أمس، على شاشة تلفزيون دبي، كلاً من، خليفة شاهين المرر مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية من العاصمة أبوظبي، ومحمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» الإماراتية من دبي، ومن واشنطن وعبر الأقمار الصناعية، الدكتور نبيل ميخائيل أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن. وحول تقديم دولة الإمارات لنموذج فريد في الدبلوماسية الهادئة التي تنتج الحلول، والديناميكية القائمة على اختراق أزمة تراوح مكانها منذ عقود، وكيف نجحت الإمارات في صنع السلام، قال خليفة شاهين المرر، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية: «أعتقد أن قيادة الإمارات قرأت التطورات الجيوسياسية في المنطقة، قراءة صحيحة وسليمة وواقعية، واتخذت قراراً جريئاً وشجاعاً واستراتيجياً، ينسجم مع نهج الدولة، وسجلها المستمر على فترة طويلة من الزمن، حيث دعمت باستمرار عوامل الأمن والاستقرار التي تقود إلى السلام، كما ألقت مخزوناً كبيراً من المصداقية، وبذلت الكثير من الجهد لدعم عوامل الاستقرار والأمن، إلى جانب إنجازاتها التي رسخت ثقة الدول وقياداتها في أي قرار تتخذه دولة الإمارات، لما تتمتع به من مصداقية وقدرة وإرادة على تنفيذ ما تتخذه من القرارات». وأضاف: «السجل الواسع من التسامح والأخوة والعمل الإماراتي لمحاربة التطرف والإرهاب، الأمر الذي يؤسس للقول إن دولة الإمارات عندما تتخذ قرار السلام، فإنما تفعل ذلك عن إرادة صحيحة وقدرة على ترسيخ هذا القرار ودفع عجلة السلام في المنطقة إلى الأمام». وعن إمكانية أن تشهد المنطقة المزيد من المعاهدات المماثلة في الوقت القريب قال المرر: «أتمنى على الجميع أن يأخذ بعين الاعتبار، هذا التطور الحاصل في المنطقة ويفكر بعقلانية». وأضاف: «لن أجازف بخلق توقعات محددة لكن فتحت نافذة حقيقية كبيرة للعمل من أجل السلام، وبالتالي على الجميع أن يستثمر في هذه الفرصة، خاصة الأطراف المباشرة في الصراع، لأن السلام خيار استراتيجي لابد منه». واقع جديد وفيما يتعلق باختبار شعب الإمارات والعالم للعديد من القرارات الاستراتيجية لدولة الإمارات هذا العام، تحدث محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» الإماراتية، عن التحول الاستراتيجي في زمن قصير من عمر الدولة قائلاً: «كل هذه الأشياء التي حدثت في الفترة الماضية تؤكد على شيئين مهمين: الأول أن دولة الإمارات لديها رؤية وخطة واضحة، ومنهج واضح تسير عليه، والأمر الآخر أن الإمارات دولة شفافة في تعاملاتها وقراراتها وإنجازاتها، وبالتالي نجد ما عملته الإمارات خلال هذا العام من إنجازات داخلية، من استكشاف المريخ عبر مسبار الأمل، إلى استثمار الطاقة النووية، مقابل إنجاز سياسي استراتيجي كبير، وهو السلام مع إسرائيل، ما يؤكد أن سياسة دولة الإمارات واضحة وشفافة تعتمد على الجرأة في طرح هذه القرارات وإعلانها»، مؤكداً أن الإمارات لديها رؤيتها الواضحة وتأخذ قراراتها وفق معطيات الواقع في ظل ما تشهده المنطقة من تغييرات كثيرة وواقع جديد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن دولة الإمارات لا تريد أن تخاطب العالم بخطابين كما يفعل البعض، واحد خلف الكواليس وآخر أمام كاميرات التلفزيون والإعلام، لهذا السبب أعلنت في الوقت المناسب عن هذه الاتفاقية والجميع اليوم أمام أمر واقع، حيث تسير الإمارات في هذا النهج كما خطت له ورسمته. فرصة تاريخية بدوره تحدث الدكتور نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، قائلاً: «ستؤدي هذه المعاهدة إلى نظام إقليمي جديد له معطياته الاستراتيجية المختلفة، ويحظى بتأييد أمريكي وأوروبي وروسي، حيث لا توجد دولة خارجية تعارض هذه المعاهدة»، مؤكداً أن «الإمارات سعت في معاهدة السلام إلى حل مقنع للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إبعاد المنطقة عن خطر الحروب وتحقيق العدالة وإعطاء فرصة تاريخية مهمة للفلسطينيين، كما أن خطوات الإمارات تعطي حافزاً ودافعاً قوياً لعملية السلام في المنطقة». وأضاف: «ربما يؤدي التعاون العلمي بين دولة الإمارات وإسرائيل إلى اكتشافات علمية، مثل اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، وبهذا سيكون لهذه المعاهدة نفع كبير على المجتمع الدولي وإنقاذ البشرية من أخطار الأوبئة والمجاعات، كما آمل أن تكون خطوة البداية في تحول استراتيجي عربي، وتسهم في حل الأزمة السورية، وقضية حرب اليمن، وقضية ليبيا والعديد من القضايا الأخرى في المنطقة، كما أعتقد بإمكانية زيادة فرص عملية التنمية في ظل الجهود المخلصة لبناء المنطقة مرة أخرى وتعزيز فرص المواطنة والكرامة والسلام لكل مواطن ومواطنة عربية بغض النظر عن الأصل العرقي أو الديني أو الانتماءات السياسية، كما هي فرصة تاريخية للإنسانية جمعاء في أن تسهم في رخاء منطقة الشرق الأوسط». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :