وسائل التجنيد للإرهاب الخطرة | عبدالله فراج الشريف

  • 7/25/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إن تتبع خلايا داعش، والقبض على أفرادها قبل أن تقوم بما أنيط بها من المهام، كما أعلنت وزارة الداخلية يوم السبت 2/10/1436هـ لهو جهد مشكور لجهاز أمننا المستيقظ دائمًا لتلافي الخطر عن بلادنا. وقد أظهر بيان وزارة الداخلية الصادر ثاني أيام عيد الفطر المبارك المنبئ عن القبض على خلايا داعشية توزّعت العمل فيما بينها، منها: ما كان يقوم بالرصد والمراقبة للأماكن المستهدفة لاختيار أمثل الأوقات لتنفيذ مهامهم القذرة، ومنها ما يُعِد المنتحرين ويجهزهم للموت في سبيل غاياتهم الشيطانية، ومنها ما يعد الأدوات والمتفجرات، وهذا يعني أن هناك في الداخل مَن يتلقى التعليمات من الخارج، ويقنع بها هؤلاء المنتحرين، والذين جلّهم من المراهقين صغار السن، الذين يمكن غسل أدمغتهم بسهولة، وتوجيههم للشر فيطيعون، ولهذا نقول: إن عندنا محرضين على الإرهاب، كامنين في خلايا متعددة تظهر بين الحين والآخر لتقوم بأسوأ عمل يقوم به مَن لا يعرف حقيقة الدين ومقاصده وغاياته، بل لا يعرف الحلال من الحرام حسب أحكامه، وهناك -ولا شك- ممولون يشترون الأدوات والمواد المتفجرة ليوفروها لهذه الخلايا لتعمل، ولابد من بذل أقصى غاية للوصول إلى كل هؤلاء، والذين يتعاطفون معهم، ثم تقديمهم للمحاكمة ليحكم عليهم بأشد ما شرع الله من عقوبة لأمثالهم؛ لقطع دابر الشر، والقضاء على أهله حتى تنعم البلاد والعباد بالأمن والأمان، وليتفرغ الجميع للعمل من أجل بناء الوطن وتطور الحياة فيه إلى الأفضل. وأهم من ذلك كله أن نواجه هذا الفكر الملتاث الذي هو المسؤول الأول والمباشر عن بنية الإرهاب في هذا الوطن، نبحث عنه في ثنايا الكتب، وفي الأقوال التي تتردد في أجواء ساحات العلم والفكر والوعظ والفتيا، ونناقشه المناقشة العلمية التي تبيّن زيفه، وعدم صلته بحقيقة الدين، وإن أُلبس رداؤه خداعًا للناس، وهي مهمّة شاقة لكنها ليست مستحيلة إن صدقت النوايا، وأخلص للعمل لله، ثم للدين والوطن. كما يجب الابتعاد عن التبريرات غير ذات الجدوى، أو اختيار وسيلة واحدة تحارب كوسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، لتحارب ويطالب بإغلاق مواقعها، وحرمان المواطنين منها، مع عدم الانتباه إلى الوسائل الأخطر والمباشرة في التحريض والإعداد وتوفير أدوات التفجير، والتي لا يمكن أن توجد إلاّ إذا كان لها في الداخل أيدٍ تمتد لمن في الخارج تعاون وتنفذ، ثم يجب ألاّ تأخذنا بهؤلاء رأفة، فهم العدو الذين يجب أن نحذرهم، ومهما كان المحرّض والمموّل والمشارك في أي مستوى كان في المجتمع، فيجب أن يواجه بالعقوبة الرادعة. إن الخطر الخارجي مهما كانت قوته ودناءة أساليبه يمكن للناس مواجهته؛ لأنه واضح يمكن اكتشافه بسهولة، أمّا الخطر الداخلي الذي يسببه من أبناء الوطن مَن أضلهم الله، وهم يعيشون بيننا، ويخالطوننا ليل نهار، فصعب علينا اكتشافهم إلاّ إن اتخذنا من الأساليب أنجعها للكشف عن مخططاتهم قبل تنفيذها، وإيقاف الخطر قبل أن ينتشر، أمّا الإهمال من أي نوع كان فيؤدي إلى الكوارث، ولعل ما يجري حولنا ينبهنا لذلك، ويوقظ فينا القدرة على المراقبة الدؤوبة للخطر حتى ندرأه عنا قبل أن يصل إلينا. إنها دعوة لنكون صفًّا واحدًا في مواجهة خطر الإرهاب، والذي أصبح حقيقة ماثلة توجب علينا جميعًا أن نعمل متضامنين لدرء خطره بوعي تام، فهل نفعل؟ هو ما أرجو، والله ولي التوفيق. alshareef_a2005@yahoo.com

مشاركة :