من وحي إدراك الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية للتحديات الأمنية الجسيمة التي تحيط بالمنطقة، وفي انعكاس لرؤيته الثاقبة التي تستهدف مجابهة هذه التحديات، استناداً إلى تماسك مجتمعي ووحدة وطنية، جاءت المبادرة التي أطلقها مساء الخميس الماضي، داعياً فيها إلى اصطفاف وطني من قبل جميع مكونات المجتمع ضد التدخلات الايرانية في الشئون الداخلية لمملكة البحرين، والوقوف في مكان واضح ضد الولاءات المزدوجة. ولأن وزير الداخلية واضح دوماً في كلماته، ومباشر في تصريحاته، فقد طالب الجميع بمواقف محددة في هذا الشأن والاعلان عن ذلك، أما من يتخلف عن هذا الاصطفاف الوطني، فقد أراد لنفسه القبول بأعمال العنف والإرهاب وبالتدخلات الايرانية التي من شأنها زعزعة أمن البحرين. بداية، لابد من التأكيد على بعض الثوابت في هذا الشأن، أولها أن الاصطفاف الوطني مسئولية وواجب لمواجهة التهديدات، التي يتعرض لها المجتمع، مستهدفة السلم والنسيج الاجتماعي وقيم الترابط والتسامح، وثانيها أن الاصطفاف الوطني يقوم على شقين أزمة ورؤية فإذا كنا بصدد تدخلات ايرانية مستمرة في الشأن البحريني، فإن الرؤية الحتمية تتطلب منا الوقوف صفاً واحداً، معلنين للعالم أن الشعب البحريني تجمعه وحدة وطنية ونسيج اجتماعي وملتف حول قيادة جلالة الملك المفدى وقادر بوحدته وقيادته على التصدي لكافة محاولات زعزعة الأمن والاستقرار. من منطلق هذه الثوابت واستناداً إلى سجل طويل من القواسم المشتركة لمكونات المجتمع البحريني، كانت دعوة وزير الداخلية واستنهاضه للهمم الوطنية التي أكدت رفضها واستنكارها التام لهذه التدخلات الايرانية السافرة، ولأن هذه الدعوة، ترجمت النبض الوطني والتفاف الشعب حول قيادته، فكان التجاوب معها بمثابة ملحمة وطنية، عكست وحدة الشعب البحريني وتماسك مكوناته وانسجام طوائفه. وقد أثبت مكونات المجتمع قدرتها على تفويت الفرصة على كل من يحاول إثارة القلاقل وشق الصف المجتمعي وتمكنوا خلال الساعات الماضية من نقل رسالة وطنية رفيعة الشكل والمضمون، لأنها رسالة مجتمع ناضج يقف خلف قيادته، رسالة شعب تقول: إننا موحدون في وجه كل من يحاول ضرب استقرارنا، وقادرون على إفشال أي مخطط يستهدف أمن الوطن، من خلال اجتماعنا على قلب رجل واحد ضد الأخطار والتهديدات والتحديات التي تواجه الوطن. قناعتنا أن رسالة الوطن، قد وصلت إلى كل من يهمه الأمر، وآن لهم أن يتوقفوا عن محاولاتهم اليائسة والكف عن لغة التدخل في شؤون الدول المجاورة والتي باتت محل استهجان دولي، فلتكفوا عن هذه الممارسات المنافية للمواثيق والشرعية الدولية ومباديء حسن الجوار، التي يجب أن تكون قاسما مشتركا في العلاقات الدولية، وإن واصلتم هذه الأساليب الدنيئة، فلن تحققوا إلا الخســران المبين؛ لأن وحدة وترابط أبناء البحرين بكافــة مكوناتهــم المجتمعية، أكبر بكثير من هذه الأساليب.
مشاركة :