ثمن الدعاة المتدربون في أكاديمية الأوقاف الدولية، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتفاصيل برامج تكوين الأئمة والواعظات وتدريبهم، وتطويرها المستمر، وتضمينها وسائل الدعوة الحديثة، والدراسات الإنسانية؛ لصقل قدراتهم وتعظيم مهاراتهم في التواصل، وأشاروا إلى أن ذلك يؤكد أن مصر راعية قاطرة الوسطية والتجديد في العالم.وأشاد الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في مستهل محاضرته التي حملت عنوان (الإضاءات الفكرية والمهارات العصرية للسادة الدعاة لتعزيز دورهم في بناء الشخصية الوطنية وإثراء المجتمع) والتي ألقاها بأكاديمية الأوقاف الدولية، لعدد من الدعاة والإداريين من مديرية أوقاف شمال سيناء، برعاية كريمة من محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أشاد بالشهداء الأبرار من رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة المصرية الذين قدموا أرواحهم فداء لله والدين والوطن ومحاربة الإرهابيين.وتضمنت المحاضرة فقه بناء الإنسان نفسيًّا وروحيًّا، وعقليًّا، وأخلاقيًّا، واجتماعيًّا على ضوء القرآن الكريم الذي اشتمل على دستور دساتير التربية الرشيدة والتنمية البشرية. كما تناولت الحديث عن ثقافة التعددية ودورها في إثراء للحياة وترسيخ دعائم الدولة المدنية الوطنية الحديثة، والمواطنة المتكافئة، وتعزيز البناء الاجتماعي، وتقوية اللحمة المجتمعية، وبناء الشخصية الوطنية، والإسهام في بناء متجمع مزدهر قائم على التعاون والاحترام بين مكوناته كافة. كما تناولت أهمية اطلاع الأئمة على التحديات التي تواجه الوطن، وتثقيفهم الدائم بالمعلومات المهمة التي تصب في تمكينهم من ذلك ومنها: عناصر الدولة وهي: (الشعب) الذي يمثل المحور الأساسي لقيام الدولة، و(الإقليم) البري والبحري والجوي، و(السلطة)، وتعريف الدولة المدنية ومقوماتها، والتطبيق النبوي العظيم لروح مدنيـّة الدولة، من خلال إزالة الأحقاد بين الأوس والخزرج، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإبرام معاهدة (وثيقة المدينة) لدعم المواطنة، وترسيخ الحقوق والواجبات وإحكام الربط بينهما، وتحقيق السلام الاجتماعي والعدل والمساواة بين الجميع كما ورد في قوله الشريف: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)، وإرسال السفراء إلى الملوك والحكام، وإبرام المعاهدات والتكتلات، واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وبناء المؤسسات وعلى رأسها المسجد، والاهتمام بالمرأة وبدورها المحوري، ورعاية الفقراء والضعفاء، وترسيخ الشورى، والتخطيط للحفاظ على كينونة الدولة وقوتها، والعمل على تنميتها الشاملة في شتى المجالات.وتحدث الدكتور أحمد علي سليمان عن الوحدة الوطنية المصرية باعتبارها نموذجًا مثاليًّا للتلاحم والتعاون عبر التاريخ.. مشيرًا بأن دور علماء الدين في ترسيخها محفور في ذاكرة التاريخ، حيث خرج المشايخ والقساوسة في مظاهرات ثورة 1919م ضد الاحتلال، وتبادلوا الخطب في المساجد وفي الكنائس؛ إذ خطب المشايخ في الكنائس، وخطب القساوسة في المساجد، في ملحمة وطنية شريفة، وما تزال هذه الروح المتلاحمة سارية في شرايين الوطن وأوصاله وستظل إلى يوم القيامة لأنهم في رباط إلى يوم الدين. كما تناولت المحاضرة بالتفصيل المهارات والخبرات والعلوم التي يجب على الداعية المعاصر أن يكون ملما بها، ومن بينها: التدريب المتواصل والتعلم مدى الحياة، والاطلاع المستمر على المستجدات العلمية، ودراسة خصائص البيئات المختلفة وعاداتها وأعرافها، ودراسة مبادئ العلوم الإنسانية (علم النفس والاجتماع، وعلوم العمران...)، وإجادة مهارات العرض والتقديم، ومهارات استخدام لغة الجسد، ومهارات التواصل الفعال، ومهارات التعامل مع الأنماط الصعبة، ومع الطوارئ والأزمات، وفنون الإتيكيت واللباقة والأناقة.وفي نهاية المحاضرة قدم "سليمان" الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف ووزيرها الدكتور محمد مختار جمعة، للجهود الكبيرة في تطوير القطاع الديني والوقفي في مصر، والاهتمام بالأئمة والدعاة والمرابطين على ثغر الوطن والساهرين لحمايته، والقائمين على أمر الدعوة ونشر صحيح الدين في شمال سيناء تلك البقعة العزيزة التسي تعد من أهم البقاع المصرية.
مشاركة :