دعت لجنة الإنقاذ الدولية الخميس مجلس الأمن الدولي لإعادة فتح معبر اليعربية في شمال شرق سوريا على الحدود مع العراق، على وقع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المنطقة وتسجيل أول إصابة بين قاطني مخيم الهول المكتظ. وبضغط من روسيا، استبعد مجلس الأمن مطلع العام المعبر من قائمة النقاط الحدودية التي يتم عبرها إدخال المساعدات عبر الحدود الى سوريا، ما جعل إيصال الإمدادات إلى غالبية المنشآت الطبية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا "متعذراً" بحسب الأمم المتحدة. وحضّت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان مجلس الأمن على إعادة فتح المعبر المخصص لإدخال المساعدات الإنسانية "على وجه السرعة لوقف انتشار وباء كوفيد-19". وقال رئيس اللجنة ديفيد ميليباند إن تعليق إدخال المساعدات عبر اليعربية، والذي تمّ تجديده الشهر الماضي، "ترك الملايين في حالة حرمان من الأدوية الأساسية والإمدادت الصحية في خضمّ تفشي" الفيروس. وسجّلت الإدارة الذاتية الكردية حتى الخميس 478 إصابة بينها 28 وفاة. ورجّحت اللجنة أن يكون معدّل الإصابات أعلى بكثير، جراء معدلات الاختبارات المنخفضة التي لا تتجاوز 522 اختباراً لكل مليون نسمة. وتسبّب وقف إدخال المساعدات عبر اليعربية، وفق اللجنة، بتعطيل الخدمات الصحية في المنطقة حيث لا يتوافر سوى 13 جهاز تنفّس ومعدات حماية شخصية ضئيلة. وأبدت اللجنة قلقها إزاء مخيم الهول المكتظ، حيث أعلنت الإدارة الذاتية الكردية التي تتولى إدارته المخيم الخميس تسجيل إصابة بالفيروس. وأكّد مصدر طبي في المخيم "تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد بين السكان". ويؤوي المخيم عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ويضم قسماً خاصاً بعائلات المقاتلين الأجانب. وكانت الإدارة الذاتية أعلنت مطلع الشهر الحالي تسجيل ثلاث إصابات في صفوف الطاقم الطبي العامل في المخيّم. ونبّهت لجنة الإنقاذ الدولية إلى أنّ مركز العزل في المخيم يشكو من عدم توفر "العدد الكافي من محطات غسل اليدين واكتظاظ الأسرّة وإمكانيات الموظفين المحدودة". وتواجه مناطق سيطرة الأكراد، التي تعاني أساساً من نقص طبي حاد ومن توقّف المساعدات عبر الحدود، تهديداً جديداً يفرضه فيروس كورونا المستجد. وقد حذّرت منظمات إنسانية ومسؤولون أكراد من عجز عن احتواء انتشار المرض. واستنزفت تسع سنوات من الحرب المنظومة الصحية في سوريا، مع دمار المستشفيات ونقص الكوادر الطبية، إلا أن الوضع يبدو أكثر هشاشة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.
مشاركة :