ملامح تطوير سوق عكاظ تظهر في النسخة التاسعة والهدف الدورات الخمس المقبلة

  • 7/25/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يترقب المهتمون بالشأن الثقافي والأدبي تحولاً نوعيًا في فعاليات السوق الذي تنطلق نسخته التاسعة خلال الفترة المقبلة، مستندين في ذلك إلى تزامن الدورة التاسعة مع الرؤية التي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للسوق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والتي بدأت تلوح في الأفق بظهور مشروعات حديثة غير مسبوقة في سياق تطوير السوق الذي بدأ العمل فيه فعليًا بتشكيل فريق عمل لتطوير برامج وأنشطة عكاظ خلال الخمس الأعوام المقبلة وتبدأ منذ العام المقبل. وكان الأمير خالد الفيصل شكل فريقًا مهمته تنفيذ سوق عكاظ من جميع النواحي وعين الدكتور بريكان الشلوي رئيسًا له، وبهدف العمل سريعًا على التطوير شرع الفريق في تنظيم ورش عمل في الطائف مع رؤساء الأندية الأدبية لتفعيل مشاركتها في سوق عكاظ سيعقبها ورش أخرى بالتزامن مع انطلاقة السوق. وقد خرجت ورش العمل باستحداث المساجلات الشعرية تحت مظلة البرنامج الثقافي لسوق عكاظ اعتبارا من الدورة التاسعة، وتتمحور الفكرة في خلق منافسة شعرية فصيحة تهدف لاحتضان مواهب الشباب الشعرية إضافة إلى رصد رؤى ومقترحات عدد كبير من المثقفين والأدباء عن طريق الأندية الأدبية والتي سيتم صياغتها خلال ورش عمل لاحقة ودراستها ومن ثم تضمينها في إستراتيجية تطوير السوق خلال الخمس سنوات المقبلة. كما جمعت طاولة ورش العمل رؤساء الأندية الأدبية والإعلاميين والمسرحيين والفنانيين التشكيليين، للوقوف عن قرب على رؤيتهم لمستقبل سوق عكاظ، بصفتهم من الشرائح المهتمة بعكاظ والتي سيعقبها صياغة ورقة عمل تتحول لمشروع مستقبلي يجمع كل الأطياف بمختلف ميولها. وعن مشروع التطوير، يقول الدكتور الشلوي: مشروع تطوير سوق عكاظ يهدف إلى تحقيق رؤية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الذي يعمل لأن يكون سوق عكاظ منبر حوار يفيد الإنسان العربي والمواطن السعودي ونافذة على المستقبل، ومنطلقا للشباب نحو الإبداع ورمزًا للتقدم والحضارة، مشيرًا إلى أن المشروع يعنى بوضع إستراتيجية تنطلق من رؤى المثقفين والمؤسسات الثقافية التي هي محضن المثقفين لتطوير السوق خلال 5 دورات مقبلة، اعتبارًا من الدورة العاشرة التي تنطلق في عام 1437هـ. وأضاف الشلوي: إن المشروع يسير وفق خطة زمنية ويحظى بدعم من سمو رئيس اللجنة الإشرافية الأمير خالد الفيصل ومتابعة من معالي مستشار أمير منطقة مكة المكرمة أمين عام اللجنة الإشرافية للسوق الدكتور سعد بن محمد مارق الذي يتابع أعمال التطوير وتوصيات اللجان لحظة بلحظة. ويرى المراقبون أن المشروع النوعي الآخر المرتقب لسوق عكاظ يتمثل في مشروع أكاديمية الشعر، وقررت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ إسناد الإشراف على الأكاديمية وإدارتها إلى وزارة الثقافة والإعلام وبمشاركة الجهات ذات العلاقة. وتتمثل فكرة أكاديمية الشعر العربي بتخصصها بالشعر العربي الفصيح دراسة وأبحاثًا، بدءًا من جمع وتدوين وتحقيق الموروث منه في المخطوطات المحفوظة محليًا ودوليًا، ونشر مؤلفات شعرية من دواوين وأبحاث بوسائل النشر المختلفة، علاوة على تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية كالندوات والمسابقات والمحاضرات والملتقيات الأدبية، ليصبح عكاظ المرجعية العربية الأقوى في الشعر، يحتفى فيه بأهم الأصوات الشعرية العربية الكبيرة، ويهتم بالترجمات الشعرية، ويحتضن الشعراء الشباب، ويقيم المسرحيات الشعرية. ووضعت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ التجارب العربية والدولية في إنشاء الأكاديميات التي تهتم بالشعر ومن أشهرها أكاديمية الشعر في أمريكا والنمسا ومصر وأبوظبي نصب عينيها لتسفيد منها في إنشاء أكايمية عكاظ للشعر والتي ستكون منصة للشعر العربي تشع من أرض عكاظ. ويتسق تطوير السوق مع الخطة الإستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة التي أسس لها الأمير خالد الفيصل، وتتمحور فكرتها الأساسية حول تنمية الإنسان والمكان على حد سواء، ولذلك جاء سوق عكاظ كواحدة من المبادرات العملية المطبقة على أرض الواقع لتنمية الإنسان معرفيًا وثقافيًا وعلميًا وفنيًا وتراثيًا، إلى جانب مبادرات أخرى لرعايته صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. وبحسب الإستراتيجية، يتطلع سوق عكاظ لأن يكون جزءًا من أجزاء كثيرة تنتشر على امتداد البلاد العربية والإسلامية، تسهم جميعها في تحقيق نهضة حضارية حقيقية تنتج الإنسان (القوي الأمين)، قويًا بعلمه وثقافته، وتمكنه العلمي في كل ما يعمل، مدربًا بشكل جيد، ماهرًا فنيًا، متعافيًا ولائقًا بدنيًا، وقادرًا على أداء مهماته بإتقان، وأمينًا بإتقانه وتقواه وصدقه وأمانته وتفانيه وتعاونه وإيجابيته وتفهمه وتحمله المسؤولية، وبفكره الوسطي ومبادراته ومشاركته الاجتماعية وطموحه وتفتحه الذهني. وتحقيقًا للهدف الإستراتيجي الثالث لسوق عكاظ تم في العام 1432هـ إدراج برنامج تحت مسمى (عكاظ المستقبل)، الذي يؤكد على أهمية دعم وتشجيع التميز العلمي، في ضوء اتجاهات البحث العلمي والتطور المعرفي والتطبيقات التكنولوجية المعاصرة التي استحوذت على الاهتمام على كافة المستويات في معظم دول العالم. ويتضمن هذا البرنامج محاضرات وندوات وأمسيات علمية، تتناول موضوعات متنوعة من بينها محاضرة عن نقل المملكة إلى مجتمع المعرفة عبر الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، وندوات أخرى تعنى بالتعريف بتقنية النانو وجهود المملكة في الاستفادة منها، ومناقشة واقع البحث العلمي في العالم العربي، إلى جانب تكريم المتميزين والمبدعين علميًا، وتنظيم معرض (الإبداع والابتكار). كما يركز سوق عكاظ ضمن أهدافه الإستراتيجية على على تحقيق عوائد اقتصادية مجزية للمجتمع المحلي من خلال المبادرات والأفكار الجديدة للغرف التجارية والصناعية، سواءً في القرى المحيطة بموقع السوق أو في عموم محافظة الطائف، من خلال دعم قطاع السياحة في محافظة الطائف، وتوفير فرص العمل للشباب، ومساعدة الحرفيين والأسر المنتجة والمزارعين على تسويق أعمالهم ومنتجاتهم على الزوار.

مشاركة :