قالت مصادر طبية إن شخصين قُتلا وأصيب عشرة بجروح يوم الخميس في اشتباكات في وسط مدينة بنغازي بين قوات الحكومة التي يوجد مقرها في شرق ليبيا ومقاتلين متطرفين. وتقاتل قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا جماعات إسلامية في ثاني أكبر مدينة في البلاد لأكثر من عام في إطار صراع أوسع منذ الإطاحة بمعمر القذافي وقتله في 2011. واستعادت قوات الجيش بدعم من سكان مسلحين بعض الأراضي التي خسرتها العام الماضي في بنغازي، لكن منتقدين يقولون إن استخدامها للطائرات الحربية ألحق أضرارا شديدة بالمدينة بدون تحقيق تقدم كبير على الأرض. وقال مسؤولون عسكريون إن القوات الحكومية قامت يوم الخميس بمحاولة جديدة للتقدم نحو الميناء التجاري الذي توجد فيه مواقع لجماعات إسلامية. والميناء مغلق منذ الخريف الماضي. وقال فرج أقعيم وهو قائد ميداني: «الجيش اليوم أحرز تقدما في محور الصابري، وقمنا بهجوم قوي وكاسح واستخدمنا الأسلحة الثقيلة». وقال ناصر الحاسي -وهو متحدث باسم القوات الجوية-: «سلاح الجو قام بقصف تمركزات للمجموعات الإرهابية في محور الصابري» في إشارة إلى حي ساحلي في وسط بنغازي بالقرب من الميناء. وأضاف قائلا: «قام سلاح الجو بتفجير مخزن ذخيرة للمجموعات الإرهابية في الصابري». ويبرز القتال في بنغازي الفوضى في ليبيا، حيث تساند جماعات مسلحة حكومتين تتنافسان على السيطرة على البلاد. وتتخذ حكومة رئيس الوزراء المعترف به دوليا من شرق البلاد مقرا لها منذ أن استولت جماعة منافسة على العاصمة طرابلس وشكلت حكومة. واستغل تنظيم داعش المتشدد الفوضى بأن سيطر على بضع بلدات وأعدم أجانب وشن هجمات على سفارات في طرابلس. على صعيد آخر، ذكرت المنظمات الإنسانية نقلا عن شهود الجمعة إن ما يصل إلى 40 مهاجرا غرقوا قبالة الساحل الليبي في وقت سابق الأسبوع الجاري. وأنزلت سفينة البحرية الألمانية (هولشتاين) نحو 88 مهاجرا من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الخميس في ميناء أوجوستا بصقلية وتحدثوا مع المتطوعين من وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة «أنقذوا الأطفال». وقالت جيوفانا دي بينيديتو -وهي متحدثة باسم أنقذوا الأطفال لوكالة الأنباء الألمانية-: «إننا علمنا منهم أن 35 إلى 40 شخصا لقوا حتفهم». وأضافت إن المهاجرين جاءوا من دول مثل السنغال ومالي وبنين ونيجيريا. وقالوا إن المياه بدأت تتسرب إلى زورقهم الصغير صباح الأربعاء بعد فترة من الإبحار متجهين إلى ليبيا. ووسط مشاهد الذعر سقط الأفراد في المياه، وآخرون سقطوا خلال عمليات الإنقاذ التي نفذتها سفينة تجارية نقلت فيما بعد المهاجرين إلى سفينة البحرية الألمانية. وقال فيديريكو فوسي -وهو متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين-: إن منظمته تتعامل مع التقارير «بحذر» نظرا لأن هناك بعض التناقضات فيما قاله الناجون للمتطوعين. ولكنه أكد أن حصيلة الوفيات المفترضة هي ما بين 35 إلى 40 شخصا. ومن جانبه، قال متحدث باسم خفر السواحل الايطالي: إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي الوفيات، ولكنه أشار إلى عدم العثور على جثامين.
مشاركة :