فـعـالـيـات وطـنـيـة وديـنـيـة: الالتزام بالإجراءات في عاشوراء مسؤولية وطنية

  • 8/27/2020
  • 23:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب فاضل منسي:أشادت فعاليات وطنية وسياسية ودينية بالقرارات والإجراءات التي أعلنها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والفريق الوطني الطبي لتنظيم إحياء موسم عاشوراء هذا العام، والتي اشتملت على السماح بجلوس الحضور على الكراسي خارج المآتم وإقامة المواكب الحسينية وفق التعليمات الطبية والوقائية، مؤكدين أن هذه الخطوات تعكس التعاون الإيجابي الذي تم بين الجهات المعنية ورؤساء المآتم من أجل تهيئة وتوفير كل سبل الدعم والخدمات والتسهيلات لممارسة الشعائر الدينية بكل حرية وبما يحفظ صحة وسلامة الجميع.وأعربوا عن تقديريهم للجهود الطيبة والمساعي المخلصة التي يبذلها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، مثمنين الدعم اللامحدود الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على مدى العقود الماضية لإقامة الشعائر الدينية في أجواء من الحرية والاحترام وتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لاستمرار الشعائر، والدعم اللامحدود للمآتم والحسينيات والمواكب.أشاد رجل الدين الشيخ مجيد العصفور بقرار السماح بحضور المآتم وفق الإجراءات الصحية بعد أشهر من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا، مقدرا الجهود العظيمة التي يبذلها الفريق الطبي وحكومة البلاد في تأمين صحة الجميع مع السماح بممارسة الشعائر في أجواء آمنة.مبينا أن إغلاق دور العبادة كان مؤلما في الأشهر الماضية، إلا أن الإجراءات استدعت ذلك لما فيه خوف من الدولة على صحة المواطنين، مع التأكيد أن البحرين هي مملكة التسامح ودائما ما تشجع على مزاولة الشعائر والعقائد الدينية بكامل الحرية.ولفت العصفور إلى أن هذا القرار يأتي استمرارا للإجراءات التي تتخذها البلاد في عودة الحياة إلى طبيعتها وفق التدابير الطبية، وخصوصا أن تجربة افتتاح القطاعات التجارية كانت نتيجتها جيدة بسبب التزام جميع المواطنين بالإجراءات الاحترازية، داعيا المواطنين إلى بذل المزيد من الجهد في الالتزام بكل التعليمات الصحية التي يقرها الفريق الطبي التي دائما ما تصب في مصلحة الجميع وللحفاظ على الصحة العامة للبلاد.وقدم العصفور جزيل الشكر والامتنان لسمو ولي العهد على قيادة دفة الأزمة بكل اقتدار ونجاح، ما جعل البحرين من أبرز دول العالم في احتواء تفشي الفيروس.وبدوره أشاد رئيس لجنة الخدمات النائب ممدوح عباس الصالح بدور الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) في البحرين لموافقته على السماح بجلوس الحضور على الكراسي خارج الحسينيات وإقامة المواكب الحسينية وفق التعليمات الطبية والوقائية الحافظة لسلامة أرواح المواطنين والمعززة لروح المسؤولية الوطنية والحفاظ على صحة وسلامة العامة.وأكد أن مناسبة عاشوراء تعلمنا دروسا كثيرة وقيما إنسانية عظيمة كالالتزام والسلامة وحفظ الأرواح وهي مناسبة عميقة في جذور وجدان المواطنين البحرينيين بمختلف أطيافهم وهذه المناسبة فرصة للمراهنة على مدى وعي والتزام المواطن البحريني في الوقاية وعكس صورة المسؤولية الوطنية لإنجاح هذا الموسم العاشورائي بالتعاون مع الفريق الطبي الوطني والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وإدارة الأوقاف الجعفرية.وقال ممدوح الصالح إن المسؤولية هي مبدأ جماعي يبدأ من الفرد إلى كل أفراد المجتمع وهو عماد الإصلاح وهذه القيم نتعلمها من الإمام الحسين عليه السلام وعلينا أن نتعاون جميعا يدا واحدة مواطنين ومسؤولين للمحافظة على تراثنا الحسيني وكذلك على سلامة محبي أهل البيت عليهم السلام وعلى مملكة البحرين التي كانت ولاتزال واحة للتعايش وحرية الأديان والمعتقدات.وأعرب رئيس لجنة المآتم والمساجد في الأوقاف الجعفرية عبدالجليل العويناتي عن خالص شكره للقيادة الرشيدة بقيادة عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لدعمهم المستمر لإقامة مراسم عاشوراء من خلال توجيهاتهم الكريمة بتوفير كل ما تحتاج اليه المآتم والمواكب من التزامات ضرورية.مبينا أن هذا العام يختلف عن بقية الأعوام السابقة بسبب انتشار الجائحة، ما استلزم منا في الأوقاف بذل جهود كبيرة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في استمرار مراسم عاشوراء وفق الإجراءات والضوابط والتدابير الطبية منعا لتفشي الفيروس، وخصوصا أن البحرين مساحتها صغيرة جدا مع وجود عدد كبير من المعزين، ولذلك نراهن على وعي والتزام المواطنين في تطبيق جميع الإجراءات من خلال التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والنظافة العامة.داعيا المواطنين الى الأخذ بالاعتبار المسؤولية الوطنية في محاربة الفيروس، وعدم التهاون في تطبيق الإجراءات، والعمل كفريق واحد في نجاح موسم عاشوراء هذا العام الذي يمر بظروف استثنائية.وأكد الدكتور سعيد السماك أن قرار التحفظ على ممارسة الشعائر الحسينية جاء وفق ظروف استثنائية تمر بها كل أقطار العالم، وجاء من جهة الاختصاص وهو الفريق الطبي الذي يتصدى لهذه الجائحة الأخطر في القرن الحديث والتي عانت منها مختلف الدول الكبرى والمتقدمة، مضيفا أن كل قيادة العالم كان قرارها مرهونا بما تقدمه منظمة الصحة العالمية من تطورات أو الفرق المختصة لمواجهة تداعيات هذا الفيروس الخطير والبحرين ليست استثناء.وقال: مثلما أفتت المراجع الدينية على مختلف مشاربها بوجوب الالتزام بالقرارات التي تعلنها المرجعيات الطبية وليس هناك من جديد سوى الصدمة والحسرة التي أصابت مجاميع الطوائف الشيعية في كل مكان بعدم تمكنها من إحياء مراسم عاشوراء العزيزة على قلوب كل المسلمين بسبب هذا الوباء.وتابع: وجاءت القرارات بهدف حماية أرواح الناس والمواطنين والبلاد ومنع تصدع الجهود الجبارة التي بذلها الفريق الطبي طيلة الأشهر الستة الماضية، لذا قام مسؤولو الحسينيات في الوطن بالتنسيق لإقامة المأتم والمراسم العاشورية السنوية بتحفظ تام وفقا للإجراءات الاحترازية التي أقرها الفريق الطبي والشعور بمسؤولية بناء على قاعدة لا ضرر ولا ضرار.ولفت د. السماك إلى أنه نظرا الى التحسن الملحوظ في انخفاض الإصابات والزيادة الملحوظة للمتعافين، صدر القرار الحكيم من الفريق الطبي مشكورا لدعم توسيع نسبة وطبيعة المشاركة في احياء المراسم الحسينية وفتح المآتم والمشاركة والتوجيه بالمشاركة الأوسع خارج هذه المآتم مع ضرورة التزام الجميع من إداريين ومعزين بكافة الإجراءات المتفق عليها.وقال: الحقيقة القرار يعكس مرونة الإجراءات من قبل اللجنة للاقتناع بالممارسات المسؤولة من جميع الأطراف والاقتناع بأهمية أداء كل طرف مسؤوليته في أداء بحقه الدستوري وتحقيق الحماية للوطن والمواطنين، مشيدا بحكمة القرارات والتعاون المشترك في إطار تجسيد اللحمة الوطنية لتجنب وطننا الغالي وأهل البحرين الكرام كل سوء ومكروه.فيما أعرب فيصل الحاج حسن بن رجب رئيس مأتم بن رجب عن خالص شكره وعظيم امتنانه للقيادة الرشيدة بقيادة عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ، لما توليه من دعم و اهتمام خاص لعشرة الإمام الحسين عليه السلام، مؤكدا أن هذا ما تعودناه من سيدي جلالة الملك حفظه الله ورعاه في كلِ عام من مباركة جلالته ومتابعته لمراسم ذكرى استشهاد سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السنوية، وهو ليس بالأمر الطارئ والحديث إنما هو نهج العظام من آل خليفة الكرام، ممن يدعمون ويباركون إحياء الشعائر الحسينية، فكانت لمملكة البحرين الخصوصية وقد حظيت بالتميز بحفظ الشعائر الدينية وإبرازها بالصورة الطيبة المشرفة.وأضاف بن رجب بأننا نفخر على الدوام بأن مملكة البحرين كانت قديماً ولازالت بلد التعايش والسلام وأنها الأنموذج الراقي الذي يحتذى به لما تشهده من تعايش بين الأديان والمذاهب والملل وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وذلك بفضلٍ من الله عز وجل وبفضل ما حبانا به من قيادة رشيدة حكيمة من آل خليفة العظام، الذين كانوا على الدوام وعلى مر الأعوام واختلاف الأحوال داعمين ومتابعين لإحياء ذكر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الخصوص ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام.مقدراً الجهود الطيبة والمساعي المخلصة التي يبذلها الفريق الوطني الطبي للتصدّي لفيروس كورونا برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس الفريق الوطني للتّصدّي لفيروس كورونا وجميع أعضاء الفريق.كما توجه بن رجب بالشكر الجزيل إلى جميع منتسبي وزارة الداخلية وعلى رأسها الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وما يوليه من اهتمام ومتابعة مباشرة منه، مشيداً بالإجراءات والقرارات الحكيمة التي تم اتخاذها والتوجيهات السديدة والحرص على توفير وتهيئة كل سبل الدعم والخدمات والتسهيلات لإظهار هذه المناسبة الدينية بالصورة المشرفة التي تعكس الواقع الحضاري لمملكتنا الغالية.وأشاد بن رجب بجهود محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة وما كان له من دور بارز ومميز في عقد اللقاءات التشاورية وإبداء الرأي ومناقشة المقترحات، مثمناً جهود رؤساء المآتم وتضافر وتعاون الجميع لإحياء ذكرى عاشوراء بالصورة الطيبة.من جانبها أشادت النائب الدكتورة معصومة بنت حسن عبدالرحيم بالجهود الكبيرة التي يبذلها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا وبالإجراءات التي اتخذها طيلة الأشهر الماضية في سبيل المحافظة على صحة المواطنين والمقيمين.وقالت ان الوعي الكبير لدى المواطنين والمقيمين هو العلامة الفارقة والمساندة للإجراءات الطبية الاحترازية والتي أثبت الجميع أنهم على قدر المسؤولية من خلال اتباعهم للإرشادات الصادرة من الجهات المعنية.وأوضحت أن فتح المجال أمام المواطنين للحضور إلى المآتم من خلال جلوسهم خارج المأتم في صفوف متباعدة يأتي استجابة للمطالب بتقديم الحلول والمشاركة والتسهيل لهم لإحياء ما تبقى من موسم عاشوراء.وبينت أن البحرين قادرة على تجاوز هذه الجائحة بفضل الوعي الكبير لدى المواطنين، وان الالتزام بتوفير كل المستلزمات الوقائية ستكون بلاشك عنصر فعال لتفادي انتشار هذا الفيروس ولسلامة الجميع.بدوره أكد عضو مجلس الشورى أحمد مهدي الحداد رئيس لجنة حقوق الإنسان أن القرارات الجديدة الصادرة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تنم على أن الدولة بقيادة جلالة الملك حريصة على إعطاء الحريات الدينية لجميع الملل التي تحتضنها البحرين، وليس بغريب على الحكومة التي قامت بتقديم جميع التسهيلات للمعزين ورواد المآتم هذا العام وعلى مدار السنوات الماضية، وهذا ما يميز البحرين بتسامحها برعاية جلالة الملك الذي يعمل على دعم إقامة مراسم عاشوراء بأجواء آمنة.مؤكدا أن البحرين بتاريخها المتسامح والمحب للجميع تقدر جميع العقائد الدينية، ولكن مع انتشار جائحة كورونا تبذل الدولة جهودا كبيرة لاحتواء الوباء، ما يستدعي تعاون الجميع بالانصياع للتوصيات الطبية.ولفت الحداد إلى أن الجميع مسؤول عن الصحة العامة للبلاد من انتشار الوباء من خلال انضباطه في تطبيق الإرشادات الطبية والتعاون مع الجهات المختصة لحمايتهم وحماية الجميع من الجائحة، مقدما شكره لوزارة الداخلية في تنظيم موسم عاشوراء والجهود المبذولة من رجالاتها في الحفاظ على أمن المعزين ورواد المآتم من خلال متابعتهم وحثهم الجميع على الالتزام بالإجراءات الاحترازية.فيما بين رجل الأعمال والكاتب سميح حسين أنه ‎منذ بداية الأزمة العالمية وجدنا فريق البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء يعمل كخلية نحل يضم مختلف الكفاءات الوطنية واتخذ قرارات حكيمة مدروسة متناغمة مع الوضع داخليا وعالميا.وقال إنه فيما يتعلق بموسم عاشوراء فإن موقف الحكومة برئاسة ‎صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، دوما مشرف ويعمل على المصلحة العامة ويراعي مشاعر الجماهير.وأضاف: إن الفريق الطبي كان متجاوبا مع كل طرح إيجابي بناء وهذا التصرف ليس وليد اللحظة حيث ذكرت في مقال سابق لي عن عاشوراء عن الدور الكبير الذي تقوم به الحكومة في هذه المناسبة من خلال ما تسهم به وزارات ومؤسسات الدولة في موسم عاشوراء.وأشاد بالعناية والاهتمام الذي يوليه جلالة الملك المفدى لموسم عاشوراء من خلال المكرمة الملكية السامية التي تصرف سنوياً للمآتم الحسينية، وهي عادة كريمة من لدن جلالة الملك تؤكد الحرص على إنجاح هذا الموسم، إلى جانب أمر جلالته بإطلاق اسم الإمام الحسين عليه السلام على شارع العزاء في المنامة، كما ولابد لنا الإشادة كذلك على دور المآتم والمواكب وكل من اسهم في نشر الوعي.وأكد النائب أحمد الدمستاني أن قرار القيادة الحكيمة والفريق الطبي في فتح المآتم وفق التدابير الطبية كان له أثر طيب في نفوس المواطنين خصوصا من ينتظر بفارغ الصبر عودة الشعائر الدينية كما كانت في السابق، مبينا ضرورة التزام الجميع من مآتم ومعزين ومواطنين في تطبيق التباعد الاجتماعي وأخذ الحيطة والحذر لسلامتهم وسلامة الجميع، مع التأكيد على أن المواطن البحريني يتمتع بالوعي والانضباط الكافي لنجاح موسم عاشوراء وسط تطبيق الإجراءات للحد من تفشي الفيروس، مع ضرورة أن نكون على قدر الثقة التي منحتنا إياها الحكومة في مواجهة الفيروس.

مشاركة :