سكان سان ميغيل يتوارثون حياة الفقر... بسعادة

  • 7/25/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما زال سكان جزيرة سان ميغيل في البرتغال، يتوارثون تقليد صيد السمك وعادات الزواج المبكر وكثرة الإنجاب جيلاً بعد جيل، على رغم ظروف الحياة التي تضيق عليهم سنة بعد سنة. ويقول الصياد جوزيه فييرا، وهو منهمك في ترتيب شباكه مع ابنه باولو ميغيل (12 سنة): «نشأت في هذا الوسط، وأحب حياة البؤس هذه». يملك جوزيه (47 سنة) مركباً تقليدياً يستخدم فيه سبعة بحارة، كلّهم من عائلته. ويفرغ وبحارته 700 كيلوغرام من السمك على رصيف مرفأ رابو دي بيتشي، أكبر مرافئ جزر الأزور البرتغالية في شمال المحيط الأطلسي. ومع أن غلة اليوم جيّدة، فإن الصياد ومعاونيه يكسبون أقل من 400 يورو في الشهر، على غرار أقرانهم في هذه الجزيرة الأكبر من بين جزر الأزور التسع. ويقول جوزيه في هذا الشأن: «الأمور تتّجه من السيئ الى الأسوأ، هناك الكثير من قوارب الصيد في المياه، لكن لا يمكننا التوقّف عن الصيد، سنواصل عملنا حتى آخر سمكة». ويبدو أن مستقبل أولاده الأربعة، وأصغرهم باولو ميغيل، يُرسم منذ الآن، ويقول هذا الفتى الذي يعاون والده بعد المدرسة: «إن عملنا في الصيد، فنحن على الأقل لن نموت من الجوع». وعلى غرار باولو، يعمل روبن أليفيرا (16 سنة) في مساعدة والده وأشقائه الصيادين أيضاً، وهو بدأ في هذه المهنة في سنّ مبكرة، ويقول: «حياة الصيادين صعبة، إن ربحنا 100 يورو في الأسبوع نكون راضين». ويعاني الصيد في هذه المنطقة من أزمة منذ وقت طويل، ويزداد الصيادون فقراً، وفق رئيس نقابتهم لويس كارلوس بروم، الذي يؤكد أن الأمور لم تكن بهذا الواقع السيئ قبل عشرين عاماً. ويضيف هذا المسؤول النقابي، أن الأزمة تفاقمت قبل خمس سنوات بالتزامن مع أزمة قطاع البناء التي لم تترك بديلاً للعمال سوى الصيد، لكن السبب الأول يبقى الإفراط في الصيد الذي يهدّد مخزون الثروة السمكية. فمع أن أرخبيل الأزور يمتدّ على مليون كيلومتر مربع، فإن المياه عميقة جداً بحيث لا تتوافر مساحات واسعة مناسبة لمراكب الصيد التقليدية. ويقول المسؤول المحلي فوستو أبرو، المكلّف الشؤون البحرية: «لم يتطور الصيد في جزر الأزور ليصبح نشاطاً اقتصادياً قابلاً للاستمرار». ويناصر مبدأ في الصيد يقوم على «الصيد الأقل لبيع أفضل». ويلفت إلى «أنه مجتمع تتجذر فيه التقاليد، بحيث لا يخطر في بال أبناء الصيادين سوى أن يعملوا في الصيد»، مشيراً الى سيئات هذه العقلية خصوصاً أنها ترتبط بترك الدراسة في سن مبكرة، والإنجاب المبكر والكثيف. ويضيف: «الأطفال هنا ينشأون على الحرية، ويحلمون بمقارعة الأخطار في البحر مثل آبائهم، ومن الصعب إقناعهم بالذهاب الى المدرسة».

مشاركة :