افتتح في الساحة الرئيسية لمدينة جرش الأثرية الأردنية، في ظل تدابير أمنية غير مسبوقة، مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين، بتقديم أوبريت «هذا الحمى»، من إخراج فراس المصري وأداء مجموعة من الفنانين الأردنيين. وتضمن الأوبريت، وهو فكرة عقل بلتاجي رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وكلمات الشاعر محمد راشد الحنيطي، فقرات للمغنين: ديانا كرزون، رامي شفيق، سليمان عبود، مصطفى شعشاعة، أسامة الجبور، غادة عباسي، هيفاء كمال وليندا حجازي، إضافة إلى فقرات إلقاء شعري بصوت هشام هنيدي وعبير عيسى. ويقول مطلع الأوبريت: «هذا الحمى ما مسّه العار يوماً ولا أبكته أخطار... لا اليأس يثني عزمه أبداً كلا ولا الإرهاب والنار». وكانت ألقيت قصيدة في بداية الافتتاح، إضافة إلى كلمات رسمية، إذ قرأ الشاعر حيدر محمود قصيدة «بطاقة حب جرشية»، تحدث فيها عن تاريخ المدينة، ممتدحاً صَون آثارها رغم مرور حقب زمنية كثيرة عليها. وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي: «ندرك ونحن نفتتح المهرجان، حجمَ النار والدمار اللذين يتــنازعان منطقتنا العربية ويزرعان الحزن والأسى والخوف في قلوب الناس، ولذلك فإننا نسعى من خلال وجود هذا المهرجان بشكله ومضمونه إلى تكريسه مصدراً لتوسيع آفاق المعرفة أمام الناس». وأشار المدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو سماقة، إلى سلوك طرق غير تقليدية لتحقيق ترويج المهرجان إعلامياً، فأكد وفي إطار الشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنها أرسلت 100 ألف رسالة قصيرة تتعلق بالدعاية للمهرجان. وفي نهاية الحفلة أوقد راعي المناسبة رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور شعلة المهرجان، بحضور كبير من الرسميين وسفراء في عمّان شعلة المهرجان. وكان عمر العبدلات أول المطربين الذين قدموا أغانيهم على المسرح الرئيسي، فبعد انتهاء فاعليات الساحة الرئيسية، غنى لجمهور قارب خمسة آلاف شخص، من جديده وقديمه. ويضم المهرجان فاعليات ثقافية متنوعة وفنية متعددة في حقولها، فعلى المسرح الجنوبي، تشارك نانسي عجرم ووائل كفوري ومايا دياب وهاني متواسي وعبدالله الرويشد ورامي عياش ويارا وجوزيف عطية وغادة عباسي، وثمة ليلة أردنية للفنانين سهير عودة وجهاد سركيس ويحيى صويص وسامر أنور)، إضافة إلى الفرقة الهاشمية للإنشاد، وفرقة نادي الجيل للتراث الشركسي. ويشهد المسرح الشمالي في جرش حفلات لفنانين وفرق محلية وعربية وعالمية، فيقدم عازف الكمان جاسر حاج يوسف من فرنسا، وفرقة كيرو بينانا للفلامنكو من إسبانيا، وفرقة ثلاثي تريو جبران من فلسطين، واوركسترا حيدوتي من البلقان، وفرقة إبداع من فلسطين، وفرقة Acat of congress من أميركا، وفرقة «الأوله بلدي» من مصر، وفرقة ديرين للموسيقى من تركيا، والفرقة الصينية. وتقام ليلة أردنية مع محمد أبو غريب، أحمد عبندة، بيسان كمال، ومحمد الحوري. وتقدم الموريتانية معلومة بنت الميداح حفلة منفردة. وعلى الساحة الرئيسية تقدم لوحات فنية لعدد من الفرق العالمية، والعربية، والمحلية، وفنانين أردنيين، ومشروع بشاير جرش الذي يعنى باكتشاف المواهب في مجالي الشعر والغناء. ويعرض بالتزامن مع المهرجان في مدينة جرش الأثرية، في عمّان على مسارح المركز الثقافي الملكي ومركزها الثقافي عدد من العروض المسرحية لمخرجين أردنيين. ويشهد شارع الأعمدة وأطاريف الساحة الرئيسية معارض الحرف والصناعات التقليدية، والسوق الحرفي، والفن التشكيلي، والمنتجات الريفية، والصناعات الغذائية في إطار تمكين المجـــتمع المحلي اقتصادياً واجتماعياً، ومعرض منتجات الجمعيات الخيرية التابعة لـــوزارة التنــمية الاجتـــماعية، والسوق الحــرفــــي فــي موقــع جـــرش الأثري.