لا أدرى بأى وميض سحر الكلمة أبدأ سطورى ، والتى بالكاد تكاد تكون مجروحة فى حق أعظم وافضل من أنجبت الدراما العربيه على مدى تاريخها الزاهى المشرف ، فلاشك ان لكل منا فى هذا العالم المترامى الأطراف شغله الشاغل وهمته المعنى بها ، فلا تتأتى العزيمه الفردية إلا على قدر الهمة والنشاط والإخلاص والتفانى فى العمل وهذا هو جوهر الإبداع ورونقه، فمن كان ذا عزم كبير أتته العزائم كبيرة كعزمه ،وهرول الإبداع أمامه كخيوط الغزل … اما اذا كان المرء فاشلًا اضمحلت عزيمته وفترت همته، وهذا هو قانون الطبيعه البشريه … وحقا يذكر ، لقد كان ملك الدراما العربيه النجم الكبير “أحمد عبد العزيز” دائما النموذج الأمثل للوهج الإبداعي ، فما يرسيه دائما من عظم وسحر الإبداع فى كافة التحديات التى يخوضها ويسوسها ، كفيلا بوضعه دائما مصاف الريادة والتميز …. ▪هو أعظم من أنجبت الدراما المصريه والعربيه عبر تاريخها الزاهى المشرف حيث كان دائما سفير الانقاذ لمعظم مخرجى تلك الحقبه والخيار الاول الدائم لهم لإعلان تبوأ العمل للرياده فى المواسم الدراميه . ▪هو واحدا من أهم عناقيد الإبداع فى تاريخ الدراما المصريه والعربيه وقطعة الكرز الدائم فيها ، فهو اول من أعلن حالة حظر التجوال أثناء عرض روائعه الدراميه ،ذاك الهرم الدرامى الشامخ الذى استطاع خلال ربع قرن من الزمان ، ان يعيد المجد والهويه للدراما المصريه ، فأعادها كسابق عهدها ” سيدة الدراما العربيه” .. ▪وحقا يذكر ، لقد استطاع ” أحمد عبد العزيز ” بحنكته وإبداعه الادائى ، أن يجلس على عرش الدراما العربيه ملكا متوجا لها ؛ ولما لا وقد استطاع أن ينتهج مذهبا خاصا به استطاع من خلاله أن يوظف أدواته الفنيه للوصول الى براثن قلوب وعقول المشاهدين فى حقبتى الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ، فكان لنظراته الثاقبه عند الدهشه وضحكاته الصافيه و تمكنه الرائع من لغته عظيم الأثر فى احتلاله تلك المكانه الفريده .. ▪ لقد أفرد ” أحمد عبد العزيز ” كافة مقومات الإبداع والأداء الراقى ؛ للوصول بالشخصيه الدراميه إلى الريادة المعتاده و التى تلاحقه دائما أينما كان… – ان ابداع “احمد عبد العزيز” داخل العمل الدرامى الواحد ليس له نظير او حد معين ، بل يكاد يتخلل الإبداع كل مشاهده الدراميه ، ولما لا وهو فنان ذو نكهة دراميه خاصه ، صاحب مدرسه فى فن الأداء الراقى المدجج بالتميز والريادة الدائمه ، فهو رائد نهج التحول الادائى الدرامى ؛ تشهد بذلك قطعا روائعه من الدرر والكلاسيكيات التى زانت عرش الدراما المصريه والعربيه، فكانت ترنيمات سحر إبداعه فى ” الوسيه ، المال والبنون ، الفرسان ، ذئاب الجبل ، السيره الهلاليه ، بوابة المتولى ، من الذى لا يحب فاطمه ، سوق العصر …” وغيرها من الدر الراقى المنثور فى تاريخ الدراما والذى يحمل بين طياته مزيجا من ومضات السحر الابداعى… – ان القارئ الجيد لتاريخ” احمد عبد العزيز” المشرف، يدرك جليا انه استطاع بحنكته الادائيه و سحر إبداعه ان يحصد كافة الألقاب الدراميه ، ولما لا وقد استطاع أن يغزو قلوب وعقول فصيل كبير من عشاق الدراما على الصعيد العربى ، فكان دائما الخيار الأول لهم للاستماع بفنا هادفا راقيا يشوبه سحر الإبداع و أصالة وجودة الأداء ، الأمر الذى حدا بالتلفزيون المصرى فى برنامج اعلام مصر مع الاعلامى المتميز ” ايمن عدلى ” ، أن يسمه باللقب المحبب لدى جمهوره ” ملك الدراما العربيه ” تقديرا لتاريخه العريض المشرف فى ارساء دعائم نهضة الدراما العربيه. ▪لقد استطاع “احمد عبد العزيز” ان يسطر لنفسه تاريخا مشرفا صنعه بإبداعه ومنهجيته الخاصه التى لم تحمل يوما ابدا مايخجل منه ،رافضا الزج باسمه فى اى عمل لايرقى بتلك المسيره الفنيه الحافله المشرفه ، فظل دائما فى مكانة خاصه لدى عشاقه ومحبيه …. هذا الولع الدفين بهذا النجم الراقى ، والذى غرسه فى قلوب عشاقه ومحبيه لم يتأتى جزافا ، وإنما كان وليد أليات ومقومات استطاع أن ينفذ من خلالها إلى براثنهم ، فكانت ضحكاته الصافيه تخرج مدوية ومميزة، تليق بتلك الملامح التى جمعت مزيج السحر الشرقى ، فكانت السبيل إلى غزو قلوب الجماهير على مصراعيها، ناهيك عن نظراته الثاقبه التى تهفو بها عينيه اللامعتين التى امتلأت بالضياء لتكون شعاع الإبداع الناطق تألقا وتميزا ورقيا…. فكان دائما الدنجوان الاول للدراما …. ▪هذا الصدى الواسع من الإبداع منقطع النظير لنجم الدراما الأول عبر تاريخها الزاهى ، لم يقتصر قط على قلوب الملايين من عشاق دراما “أحمد عبد العزيز “، وإنما تخلل ايضا لب فؤاد صناعها، والذين جمعتهم أعمالا مشتركه بهذا النجم العريق : ..فى هذا الصدد يقول المخرج الكبير “مجدى أبو عميرة” فى لقاء تلفزيوني على قناة المحور مع الإعلامى محمد الباز فى برنامج ٩٠ دقيقه ردا على سؤاله ” ماذا يمثل لك أحمد عبد العزيز ” { أحمد عبد العزيز نجما من طرازا رفيع ، انا أؤمن به لوجود كيمياء غير عاديه بيننا ، فكان خيارى الدائم والأول فى المال والبنون، و ذئاب الجبل لانه فنان أدائى من طراز خاص ، مجتهد جدا ، لديه كاريزما غير عاديه خاصه مع الناس ، وانا لا اعترف بمقولة أنه كان نجما والتى يرددها البعض لاختلاف الذوق العام ، بل هو كان ولازال نجم الدراما ،وللعلم كان خيارى الأول أيضا فى الضوء الشارد لولا خشية التكرار ” . …وعلى ذات السياق من مشاعر الحب الجارفه لهذا النجم العظيم تقول النجمه “سماح انور ” فى مداخله هاتفيه على قناة الحياه مع الإعلامى عمرو الليثي أن { أحمد عبد العزيز الشهاده فيه كفنان شهاده مجروحه لان معجبيه وعشاقه بالملايين ، فهو فنان كبير عظيم له علامات زانت تاريخ الدراما ، أما فى نطاق العمل إلى جواره فلديه نزعه التزاميه وانضباطيه غير معهودة ، ولديه قدره غير عاديه فى حفظ الورق بالإحساس لانه لديه ملكة الذهاب للشخصيه والتعايش معها ، فيجب من يعمل إلى جواره أن يخرج افضل ما لديه من طاقه ابداعيه}. بيد أن ، لم تقف كلمات الثناء عن هذا الهرم الدرامى عند هذا الحد فحسب ، فقد عبرت الفنانه ” ميرنا وليد عن عظم هذا القطب الدرامى الكبير فى برنامج” بنات البلد” المذاع على شاشة تلفزيون الحياه ان { أحمد عبد العزيز هو أيقونة حظها الأول لانى وقفت إلى جواره فى عملين راقيين ” ذئاب الجبل ، سيف الدوله الحمداني ” ، وحصلت من خلال سيف الدوله على جائزة أفضل ممثله فى العالم العربى بمهرجان القاهره}. و عن شخصيات اثرت فى التاريخ الفنى لنجم الطرب الاصيل ” حسن فؤاد ” فى حوار تلفزيوني بأخبار مصر مع الإعلامى ايمن عدلى يقول” حسن فؤاد” أن { أحمد عبد العزيز بحق هو ملك الدراما العربيه ، وأنه لم يكن يحلم الوقوف إلى جواره فى أعماله ، وكانت أعماله بالنسبه له تمثل حالة خاصه مثل الوسيه ، المال والبنون، لكن الله أعطاه فرصة الوقوف إلى جواره فى أحد أعماله ” الجانب الآخر ” ، ويتمنى أن تسنح له فرصة المشاركه معه فى اى عمل مره اخرى ، لان مكانته الرائده مستحقه عن جداره}. ٠ لعل الدافع الحقيقى لغزل تلك السطور هو الرد العملى على دعاة الافتكاسات من جهات الانتاج الفاشله الذين يتذرعون دائما بحجة “السوق عاوز كده” لتبرير تكرار الفشل الملازم لهم جراء الاستعانة بأشباه الفنانين والإصرار على تصدرهم للمشهد الدرامى كل عام فى محاولة جاده لطمس الهويه الابداعيه للفن الاصيل ، لكن يأبى التاريخ الا ان يظل ملك الدراما ” أحمد عبد العزيز” نجما لكل العصور ، فما رصده من ابداعا غير مسبوقا فى الملحمه الدرامية الراقيه “الاب الروحى ” كنجما أول للعمل، ما يؤكد يقينا أن الريادة لاتأتى الا العظام ، وهو ذاته ما يؤكده المثل الشعبى القائل” أن الدهن فى العتاقى” … • بيد أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب ، إذ بنا وفى مثل هذه الأيام من العام الماضى ، ورغم قساوة وحدة أوضاع الدراما العربيه ، نشهد نسرا جارحا يحلق فى سماء الإبداع ، قابضا بمخالبه القويه على أحد اهم الأعمال التلفزيونيه المقدمه ،واضعا اياها إلى جوار قمم الدراما فى مفاجأه كبرى ، فعلى الرغم من عرض (مسلسل كلبش ) فى جزأين سابقين ، إلا أنه لم يلقى ذات المكانه الرائده والنجاح الذى شهده الجزء الثالث منه ، ولعل العامل الأساسي الأبرز فى ذلك هو وجود نسر الدراما العربيه “احمد عبد العزيز ” والذى استطاع بأدائه الراقى ، ومكانته المعهودة وأسلوبه الممنهج لفظا وفكرا، ان ينقل قاعدته الجماهيريه الكبيره إلى مشاهدة العمل الجديد وأن يضمن له مكان الريادة وسط هذا الكم الغفير من الأعمال التى لا جدوى لها ….. ▪ ما من شك مطلقا ان الدراما العربيه هذا العام ،افتقدت حقا نسائم الإبداع التى يبذرها دائما فارس الدراما الأول وصانع مجدها وهويتها النجم الكبير ” احمد عبد العزيز ” ، والذى يلمس فيه الملايين دائما طوق النجاه الحقيقى للواقع الدرامى، فهل يتعظ القائمون على منظومة الدراما والتى باتت بدون ملكها ” لاشكل .. لا هويه ..لا مضمون …” ٠وختاما ، لانستطيع القول هنا الا: ان كل كلمات الثناء والفخر والاعتزاز ، لا تكفى هذا النجم العظيم قدره وقيمته المستحقه … وحقا لا يصدق فيه الا قول : غزوت بفكرك الراقى نسيج العقول … ولمست ومضات ابداعك لب القلوب… فكنت دائما المنهل الذى يستهل منه عظم الفكر ورونقه ، ويلمس بين جعبات إبداعه سحر الرقى والتميز …
مشاركة :