توصل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن احتمال فرض عقوبات على مسؤولين في بيلاروسيا رافضين نتائج الانتخابات الرئاسية، وداعين موسكو لعدم التدخل. فيما حاولت ميركل دون جدوى الاتصال بألكسندر لوكاشينكو. الاتحاد الأوروبي يستعد لاحتمال فرض عقوبات على مسؤولين في بيلاروسيا ساهموا في تزوير الانتخابات وقمع المتظاهرين حض مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو على عدم التدخل في بيلاروسيا، بعدما تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقديم دعم عسكري لرئيسها. وقال بوريل اليوم الجمعة (28 آب/ أغسطس 2020) بعدما أجرى محادثات مع وزراء خارجية الاتحاد في برلين "سمعت مرّات عديدة من روسيا نغمة أن هذه مسألة داخلية بالنسبة لبيلاروسيا وأنهم لا يرغبون بتدخل خارجي. أفترض أن الوضع ينطبق عليهم كذلك". وأضاف "لشعب بيلاروسيا وحده حق تقرير مصيره. إذا كانت روسيا تؤمن باستقلال وسيادة الدولة فستحترم رغبات وخيارات شعب بيلاروسيا الديموقراطية". ورفض الاتحاد الأوروبي النتائج الرسمية لانتخابات التاسع من آب/ أغسطس التي جرت في بيلاروسيا، والتي أعيد فيها انتخاب ألكسندر لوكاشينكو بثمانين في المئة من الأصوات. ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على نظام لوكاشينكو رداً على ما يعتبره تزوير الاقتراع والحملة الأمنية العنيفة بحق متظاهري المعارضة. واتصل بوتين أمس الخميس بسلطات مينسك والمعارضة في مسعى لإيجاد "مخرج" سلمي للأزمة، لكن تهديد الكرملين بالتدخل العسكري عزز احتمال تدهور الوضع في البلد المتاخم للاتحاد الأوروبي. ودعم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قائمة من 20 شخصاً قد يتم بموجبها فرض عقوبات عليهم مثل تجميد أصول تابعة لهم وفرض حظر سفر عليهم، وذلك رداً على دورهم المفترض في تزوير انتخابات بيلاروسيا أو قمع المتظاهرين. وقال بوريل إن القائمة قد تشمل "شخصيات على أعلى المستويات السياسية" لكنه يستبعد أن يدرج لوكاشينكو نفسه عليها، رغم دعوات بعض الدول لاستهدافه. ميركل "حاولت" التحدث مع لوكاشينكو ويدعم الاتحاد الأوروبي العمل الذي تقوم به منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتوسط من أجل الوصول إلى حل للأزمة عبر التفاوض وبالتالي قد يؤدي استهداف لوكاشينكو شخصياً إلى نتائج عكسية في هذا السياق. وقد حاولت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دون جدوى الاتصال بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. وقالت ميركل اليوم الجمعة خلال مؤتمرها الصحفي الصيفي التقليدي في برلين: "لقد رفض ذلك من جانبه". وبررت ميركل محاولتها بأنها ترى أنه من المهم التحدث مع كافة أطراف النزاع، وقالت: "لا يمكنني التحدث مع الرئيس الروسي فقط بشأن بيلاروسيا". كما تحدثت ميركل في المؤتمر الصحفي عن تأييدها لتولي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا دور الوساطة بالنزاع الداخلي في بيلاروسيا، مضيفة أن المنظمة يجب أن يكون لها حق التواصل مع مجموعات مختلفة في بيلاروسيا، مشيرة إلى أن المنظمة أثبتت جدارتها تاريخيا في مثل هذه المواقف ويمكنها الآن أن تلعب "دوراً مهماً للغاية". ع.ج/ خ.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :