يعيشون حياتهم ويشكلونها حسبما يروا، يخلقون عالما آخر، يتحدثون بلغتهم، يحزنون بإشارة، ويعبرون عن الحب بحركة، هؤلاء الذين فقدوا النطق ولكن قلوبهم مليئة بالإنسانية.ما يقرب من ٤ ملايين مواطن مصرى من الصم وضعاف السمع أكثرهم من الفتيات والسيدات، حياتهم تختلف عن الآخرين، يخلقون لأنفسهم عالما خاصا حتى في العمل، كالأعمال اليدوية ويتميزون بطيبة القلب والبشاشة.محمد ياسر محمد طالب بكلية تربية خاصة قسم إعاقة سمعية وبصرية، أحد أشهر مترجمى لغة الإشارة يقول، إنه التحق خصيصا بهذه الكلية، وأنه ولد في أسرة من الصم وضعاف السمع.ويضيف: والدى ووالدتى وخطيبتى، من الصم وضعاف السمع ولى اثنين من خالاتى من الصم وضعاف السمع، ومنذ صغرى وأنا أتعامل بالإشارة وسط أهلى وأسرتى، وجدتى كانت المترجم بينى وبين والدى في مرحلة الصغر وتعلمت منها ترجة الإشارة، والتحقت بجمعيات من الصم والبكم وضعاف السمع كنت أشرح لغة الإشارة في أكثر من لقاء وأصبحت حياتى كلها مع الصم منذ صغر سنى، وعند ما التحقت في البداية بكلية الحقوق، كنت أترجم للطلاب الصم، قبل أن أنتقل إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا.وتابع: "يوجد ما يقرب من ٤ ملايين يعانون الصم وضعف سمع في مصر و٢٥ ٪ منهم تحت خط الفقر، والدولة تنفذ حاليا مشروع (واصل) لمساعدة ضعاف السمع".وأكد، أن ضعف السمع يأتى نتيجة زواج الأقارب، وللصم حياتهم الطبيعية ومنهم من يتزوجون متكلمين من الرجال أو العكس من الفتيات يتزوجن رجلا متكلما وللأسف الشديد يوجد نسبة انفصال كثيرة جدا نتيجة عدم التعامل والظروف المحيطة بالحياة مع الصم والمتكلم.وعن المواقف الصعبة التى واجهته يقول: "تعرض أصم لحجز في أحد أقسام الشرطة، واتصل بمشروع واصل، إلا أن المترجم لم يستطع شرح الأمر، وتم حجز الشخص ثلاثة أيام دون معرفة أى شى عنه، وتوجهت للقسم وترجمت الموقف وخرجت الحالة من القسم".
مشاركة :