مع استمرار عزلتها الإقليمية، تحاول قطر استخدام طرق ملتوية لغزو العالم عبر القوة الناعمة، ومن بين أبرز أبوابها الخلفية إلى جانب دعمها لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، عالم كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم. وذكرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية أن قطر أدركت الحاجة إلى تأمين موقعها على المسرح العالمي من خلال مغازلة الغرب والاستثمار في الرياضة، لكن سجلها الحقوقي يمكن أن يقوض فرصتها في التغلب على قلب المجتمع الدولي.وعندما واجه نادي باريس سان جيرمان بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا 2020، لم يتوقع أحد أن تكون قطر هي الفائز الحتمي. حتى أن المباراة أطلق عليها اسم كلاسيكو Qlasico، حيث يتم اللعب على الكلمة الإسبانية المستخدمة للإشارة إلى المطابقات الأسطورية.وأشارت "دويتشه فيله" إلى أنه منذ 10 سنوات، اشترت الذراع الاستثمارية لقطر الحصة الأكبر في نادي باريس سان جيرمان، والذي تحول منذ ذلك الحين إلى أفضل فريق كرة قدم في الدوري الفرنسي. ومنذ 2017، قامت الشركة الحكومية القطرية، ومن بينها الخطوط الجوية القطرية، برعاية فريق بايرن ميونخ الألماني. وأضافت أنه بالنسبة لقطر، فإن رهاناتها تؤتي ثمارها في نهائي دوري أبطال أوروبا بغض النظر عن الفائز.اقرأ أيضا:"البطريق" بدلًا من البطريرك.. عاصفة غضب ضد تليفزيون قطر والدوحة تعتذرومنذ أوائل التسعينيات، استثمرت قطر بشكل كبير في تعزيز صورتها من خلال الرياضة. لم يقتصر الأمر على إنفاقها أكثر من 1.6 مليار دولار على باريس سان جيرمان، بل حاربت أيضا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم "مونديال" 2022.وكإمارة صغيرة تعتمد على العمال من المهاجرين، ومعرفة المغتربين وعائدات النفط ، تدرك قطر أنها تواجه مستقبلا غامضا، ويصبح تأمين هذا المستقبل أكثر صعوبة عند حساب المنافسات مع دول الجوار، بما في ذلك المنافسة مع المملكة العربية السعودية ذات الوزن الثقيل في المنطقة.ونقلت "دويتش فيله" عن فابيان بلومبرج، ، الذي يمثل مؤسسة كونراد أديناور الألمانية لدول الخليج، قوله إن الفهم الاستراتيجي لأهمة الرياضة والعلوم، هو ما يقود قطر، وكلاهما يساعد الدوحة على توسيع قوتها الناعمة وتحسين صورتها في الخارج. وقال بلومبرج: "قطر دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة، 90٪ منهم من الوافدين، وقد واجهت عزلة إقليمية منذ عام 2017"، موضحا أن كل هذا يؤدي بقطر إلى درجة عالية من محاولة تأكيد الذات وحاجة أكبر للأمن.وفي منتصف التسعينيات، أدرك أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحاجة إلى حشد الدعم من الحلفاء الغربيين، مما يسمح للولايات المتحدة بإنشاء أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط. زتستضيف قاعدة العديد الجوية أيضا مجموعة ضمن سلاح الجو الملكي البريطاني. وفي يونيو 2017، قررت دول الرباعي العربي، مصر والسعودية والبحرية والإمارات، قطع علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، بسبب احتضانها للتنظيمات الإرهابية، مثل الإخوان والقاعدة، وتقاربها مع إيران وتركيا.
مشاركة :