يعاني متحف السليمانية شمالي العراق من قلة الزوار بالرغم من أن الدخول إليه مجاني, ويرجع ذلك إلى غياب ثقافة زيارة المتاحف والأماكن الأثرية، التي تعتبرها الأغلبية ترفا فكريا لا ينسجم مع صعوبات الحياة, بالإضافة إلى الأزمة المالية التي يعاني منها المتحف بسبب توقف صرف ميزانية تطويره. ويحكي المتحف قصة الحضارة في بلاد الرافدين وحيثيات صراع إمبراطوريات غابرة على هذه الأرض الخصبة, ويُعد أحد أهم معالم هذه المدينة التي تحمل لقب العاصمة الثقافية لإقليم كردستان العراق. وقال مدير متحف السليمانية, هاشم حمه, إن المتحف تأسس عام 1961 وهو الثاني على مستوى العراق بعد متحف بغداد, ويضم المتحف آلاف القطع الأثرية, وتكمن أهميته في وجود عدد من القطع النادرة جدا والمعروفة على مستوى العالم. ومن أهم القطع الموجودة صور لمخطوطة كلكامش, الملك الشاب الذي يجسد حقيقة الأسطورة, وله حضور قوي بهذا المتحف، فهذا اللوح الطيني يحكي قصة صديقه أنكيدو، وآخر يحكي انتصاره على ملك كيش، ليتوج إمبراطورا على التاريخ القديم حتى يومنا هذا. وبالرغم أهمية محتوياته، لم يكن هذا المتحف بعيدا عن آثار الأزمة الاقتصادية, التي تمر بالإقليم بسبب سوء علاقته بمركز الدولة في بغداد.
مشاركة :