بعد خمسة أسابيع فقط من انتهاء بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، يرفع الستار عن الموسم الكروي الجديد في إنجلترا اليوم، بمباراة الدرع الخيرية التي تجمع بين ليفربول، حامل لقب الدوري، وآرسنال المتوج ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم الماضي. ويقام الحدث التقليدي الذي يجرى سنوياً قبل انطلاق بطولة الدوري، من دون جمهور مرة أخرى، على ملعب «ويمبلي» العريق بالعاصمة البريطانية لندن، بسبب استمرار وباء فيروس «كورونا» المستجد. ولا يزال كلا الناديين في مراحل التحضير للموسم الجديد؛ لكن احتمالية الفوز بمزيد من الألقاب يجب أن تزيد من معدل ضربات القلب في «ويمبلي» اليوم.وقال الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول: «بعد مواجهة آرسنال، سيذهب كثير من لاعبينا إلى المباريات الدولية، وسيتعين عليهم اللعب هناك حينها من أجل بلادهم، لذا هم الآن بحاجة إلى تدريب مناسب». وشدد كلوب: «المواجهة ستكون صعبة؛ لكننا سنكون مستعدين قدر الإمكان». وتبدو جميع الأوراق الرابحة لليفربول جاهزة تماماً، بما في ذلك المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك الذي استعاد لياقته البدنية، عقب تعافيه من الإصابة التي تعرض لها في الرأس خلال لقاء الفريق الودي أمام سالزبورغ النمساوي.وأوضح كلوب: «يبدو أن فيرجل تعرض لكدمة فقط ويضع لاصقاً على مكان الإصابة». وأضاف: «إنه لا يعاني من أي مشكلة. في الوقت الحالي بالطبع ليس رائعاً، ولكن لن تكون هناك مشكلة». ومع تبقي أسبوعين ونصف أسبوع قبل بدء موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، سينبغي على كلوب الاختيار بين اللعب بكامل عناصر الفريق الأساسية، أو يمنح بعض النجوم مزيداً من الراحة.ومن غير المرجح أن يدفع كلوب بالقائد جوردان هندرسون في المباراة؛ لا سيما أنه ما زال يتعافى من الإصابة التي تعرض لها في الركبة نهاية الموسم الماضي. وحث هندرسون زملاءه على إظهار تعطشهم للاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي، عندما يواجهون آرسنال. ويدرك هندرسون أن آرسنال لن يكون لقمة سائغة أمام فريقه؛ خصوصاً بعد فوزه عليه 2 - 1 على ملعب الإمارات مع نهاية الموسم الماضي. وعبَّر هندرسون عن إعجابه برغبة زملائه بعد عودتهم إلى معسكر تدريبي في النمسا. وقال لاعب الوسط: «لقد عملنا بجهد كبير. موسم جديد، بداية جديدة، وأمور كثيرة نريد تحقيقها». وتابع هندرسون: «أنا متحمس حقاً لرؤية ما يمكننا تحقيقه هذا الموسم. موسم آخر كبير لنا. آمل في أن ننال الثقة من الموسم الماضي أو آخر موسمين؛ لكن علينا أن نبقى متعطشين ومحتفظين برغبة تحقيق المزيد». وأضاف: «يمكنني ملاحظة ذلك بالتأكيد، من خلال مشاهدة التمرين الأول في فترة الاستعدادات للموسم».ويتوقع البعض أن تتقلص رغبة ليفربول، بعد تحقيق المجد في آخر موسمين، إذ توج بلقب دوري أبطال أوروبا في 2019 قبل إحراز لقب «بريميرليغ» مبتعداً بفارق شاسع عن منافسيه، وخصوصاً مانشستر سيتي المدجج بالنجوم. ولم يجرِ كلوب أي تغيير جذري على تشكيلته في فترة الانتقالات، في ظل مواجهة مرتقبة مع سيتي والناشط الهائل في سوق الانتقالات تشيلسي. لكن هندرسون الذي أنهى فريقه الموسم متقدماً بفارق 18 نقطة على سيتي، لا يشكك في جهوزية ليفربول للتحدي. وقال: «يجب أن تنظروا إلى اللاعبين في التشكيلة، والمدرب أيضاً. يتعلق الأمر دوماً بالتقدم والرغبة في تحقيق المزيد». وأضاف: «التقدم وإحراز أكبر كم من الألقاب؛ لأننا أثبتنا في السنوات القليلة الماضية أننا فريق كبير». وتابع: «التحضير للموسم ليس مختلفاً. يتعين عليك أن تتدرب جيداً لتكون جاهزاً للمباراة الأولى من الموسم، وهي مواجهة آرسنال بالنسبة إلينا في الدرع الخيرية». وأردف: «بعدها تنطلق (البريميرليغ) بسرعة، لذا يجب أن نكون جاهزين».ويسعى المهاجم الشاب ريان بروستر للحصول على فرصة للعب أساسياً. وعاد بروستر (20 عاماً) لليفربول بعد فترة إعارة ناجحة الموسم الماضي مع فريق سوانزي سيتي، المنافس في دوري الدرجة الأولى، وظهر بشكل لافت خلال الاستعدادات للموسم الجديد، عقب إحرازه ثلاثة أهداف في مباراتين، بما في ذلك هدفا الفريق خلال تعادله 2 - 2 مع سالزبورغ ودياً. وأكد كلوب أن بروستر ما زال لديه الكثير ليتعلمه، ولكنه يسير على الطريق الصحيح. وقال مدرب ليفربول: «ريان فتى صغير وهو يعرف ذلك». وتابع: «يمكنه تعلم كثير من الأشياء؛ لكنه هداف بالفطرة. هذا ما هو عليه بالفعل. يجب أن يشارك بشكل أكبر في المباريات عندما يكون على أرض الملعب؛ لكن ينبغي عليَّ أن أقول إنه يكون حاضراً في اللحظات الحاسمة بنسبة 100 في المائة». وواصل كلوب حديثه عن بروستر قائلاً: «أحب هذا كثيراً. إنه صبي رائع، لذلك كل هذا جيد. إذا سجلت ثلاثة أهداف في مباراتين، فهذا ليس رقماً سيئاً؛ بل إنه أمر جيد».في المقابل، تعززت صفوف آرسنال بعودة حارس مرماه الألماني بيرند لينو الذي شفي من الإصابة تماماً، كما سيكون البرازيلي ويليان الذي انضم لصفوف الفريق اللندني قادماً من الجار اللدود تشيلسي، جاهزاً للمشاركة. كما يبدو اللاعب الشاب إينسلي مايتلاند نيلز متاحاً أيضاً، رغم الشائعات التي تربطه بالانتقال إلى وولفرهامبتون الإنجليزي، وربما يتم الدفع أيضاً بالفرنسي ويليام ساليبا الذي انتقل لآرسنال في يوليو (تموز) الماضي، قادماً من سانت إيتيان الفرنسي.وتمنح بداية الموسم الفرصة لفريق المدرب الإسباني ميكل أرتيتا لمتابعة تطوره اللافت عندما يخوض أول موسم كامل مع «المدفعجية». قدم أرتيتا عملاً رائعاً بعد قدومه من مانشستر سيتي في ديسمبر (كانون الأول) خلفاً لمواطنه أوناي إيمري، توَّجه بلقب الكأس ضد تشيلسي. نجاح تحقق بفضل التكتيك المحكم لمساعد جوسيب غوارديولا سابقاً، والحنكة التهديفية للمهاجم الغابوني بيار إيمريك أوباميانغ.ومنذ تلك المباراة، أبقى الغابوني فريقه بحالة من القلق، في ظل محاولة إقناعه بالبقاء نظراً لانتهاء عقده في نهاية هذا الموسم. ويبدو لاعب الوسط السابق أرتيتا واثقاً من التزام مهاجمه مع الفريق لفترة طويلة، بينما قد يعود لاعبا الوسط: الألماني مسعود أوزيل، والفرنسي ماتيو غندوزي، من النفي، بعد استبعادهما نهاية الموسم الماضي. ولم يكن المدرب الجديد راضياً عن سلوك لاعبَي الوسط؛ لكنه أشار: «كنت واضحاً جداً عندما قلت إننا نبدأ من نقطة الصفر». وتابع: «دائماً في كرة القدم، لا يهم ماذا فعلت قبل أسبوعين أو قبل سنتين. المهم ما يمكنك تقديمه للفريق الآن. لذا سيحصل الجميع على فرصهم». وأضاف: «يجب أن يؤكدوا بأدائهم وسلوكهم أنهم أفضل من زملائهم، أو أنهم يساهمون فيما نريد تحقيقه هذا الموسم».وستكون القوة في العمق حاسمة هذا الموسم، كما هو الحال دائماً؛ حيث قال لاعب خط وسط ليفربول الهولندي جورجينيو فينالدوم، إن اللاعبين يقبلون مبدأ التناوب. وأشار فينالدوم: «هكذا ينبغي أن يكون الأمر. الآن لدينا المواجهات التي نعرفها جميعاً. سيكون الموسم الجديد صعباً حقاً مع كثير من اللقاءات. لذلك سيخوض عديد من اللاعبين كثيراً من المباريات». وشدد فينالدوم: «إذا كان لديك كثير من اللاعبين الذين يمكنهم جلب الجودة إلى الملعب، فهذا يجعل الأمر أفضل للفريق. نحن سعداء حقاً؛ لأن الفتية الذين شاركوا، واللاعبين الشباب، صنعوا الفارق اليوم».
مشاركة :