أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، امس الأول الخميس، قبوله رسمياً ترشيح الحزب الجمهوري لولاية ثانية، مستغلاً المناسبة ليشن هجوماً عنيفاً على منافسه الديمقراطي، جو بايدن، في انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، الذي وصفه ب«مدمّر العظمة الأمريكية»، ليرد عليه الأخير باتهامه بتأجيج العنف العرقي في البلاد، و«صبّ الزيت على النار»، خدمة ل«استراتيجية سياسية».ووسط هتاف «أربع سنوات أخرى»، و«أمريكا»، استهلّ ترامب الخطاب الذي ألقاه من على منصّة استحدثت في حديقة البيت الأبيض التي اكتظّت بنحو 1500 مدعو، بإعلان قبوله رسمياً خوض الانتخابات المقبلة مرشّحاً عن الحزب الجمهوري.وقال: «الليلة، بقلب مفعم بالامتنان وبتفاؤل لا حدود له، أقبل هذا الترشيح لمنصب رئيس الولايات المتحدة». واعتبر هذه الانتخابات «الأهمّ في تاريخ الولايات المتحدة»، ووعد بإعادة «بناء أقوى اقتصاد في التاريخ».وقال ترامب في خطاب تجاوز الساعة: «هذه الانتخابات ستقرر ما إذا كنا سنحمي الأمريكيين الملتزمين بالقانون، أو ما إذا كنا سنطلق العنان للمحرضين الفوضويين الذين ينتهجون العنف، والمجرمين الذين يهددون مواطنينا». وأضاف: «لن يكون أحد في مأمن في أمريكا بايدن». وشدد ترامب على أنّ «بايدن ليس منقذاً لروح أمريكا. إنّه مدمّر الوظائف في أمريكا، وإذا سنحت له الفرصة، سيكون مدمّر العظمة الأمريكية». وفور انتهاء الخطاب، انطلقت الألعاب النارية عند نصب واشنطن التذكاري، بينما كان الرئيس وعائلته يتابعون، ما أعطى ترامب، والمؤتمر صورة ختامية قوية. وفي تذكير بالانقسامات في البلاد، كان بإمكان الحاضرين سماع المتظاهرين المناهضين لترامب وهم يرددون هتاف «لا عدالة.. لا سلام» في ساحة «بلاك لايفز ماتر» القريبة أثناء خطابه.وفي حين يسعى ترامب للحصول على فترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات، فلا يزال يتصرف كدخيل على دوائر السياسة، والحكم، وهو نهج أوصله إلى كرسي الرئاسة عام 2016.وبعد أيام من الاضطرابات والعنف في كينوشا، بولاية ويسكونسن، حيث أطلق ضابط شرطة أبيض الأحد النار على الأمريكي الأسود جاكوب بليك، مرات عدة في ظهره فأصابه بالشلل، سعى الجمهوريون، امس الأول الخميس، إلى استغلال الفوضى لمصلحتهم بالادعاء بأن بايدن سوف «يوقف تمويل الشرطة».وانبرى بايدن إلى «تويتر» ليرد على ترامب، فكتب: «عندما يقول ترامب الليلة إنك لن تكون بأمان في أمريكا جو بايدن، انظر حولك واسأل نفسك: ما مدى شعورك بالأمان في أمريكا ترامب؟». واتهم خصمه بتأجيج أعمال العنف التي اندلعت على هامش تظاهرات مناهضة للعنصرية، معتبراً أنّه «يصبّ الزيت على كلّ النيران»، خدمة ل«استراتيجية سياسية» يتبعها للحكم.وقال بايدن: «قلتها بوضوح. لا مكان للعنف، أو النهب، أو الحرق. بتاتاً. نهائياً». وأضاف أنّ العنف «يزداد سوءاً ونعرف السبب. ترامب يرفض الاعتراف بوجود مشكلة عدم مساواة عرقية في أمريكا». وتابع: «بدلاً من أن يحاول تهدئة الأجواء، هو يصبّ الزيت على كلّ النيران. العنف في نظره ليس مشكلة، إنه استراتيجية سياسية. وكلّما كان هناك المزيد منه، كلّما كان ذلك أفضل له».وقتل شخصان بالرصاص ليل الثلاثاء الأربعاء، في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن، التي شهدت احتجاجات وأعمال عنف للمطالبة بتحقيق العدالة لجايكوب بليك، الرجل الأسود الذي أطلق شرطي أبيض النار عليه، متسبّباً بإصابته بجروح خطرة. (وكالات)
مشاركة :