تعليق: جعل الصين كبش فداء لن يشفي أمريكا من وعكتها

  • 8/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 27 أغسطس 2020 (شينخوا) تكمن واحدة من أكثر الخصائص غرابة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 في أن الهجمات السياسية على الصين قد تجاوزت الفطرة السليمة. فقد وصل الخطاب الشرير ضد بكين إلى مستوى متدني جديد واحدا تلو الآخر هذا الأسبوع في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري المنعقد حاليا. ففي المؤتمر، أشاد الصقور المناهضين للصين في واشنطن بنهج البيت الأبيض المتشدد تجاه بكين، وهاجموا الصين بشأن ما يسمى بقضية الشفافية خلال جائحة كوفيد-19، واستمروا في نشر لغة كراهية الأجانب حول أصل العامل الممرض. بالنسبة لأولئك المتحدثين في المؤتمر والمنشغلين بإنتاج ونشر فيروس سياسي سام من صنعهم وسط الجائحة المستعرة داخل الولايات المتحدة وحول العالم، فإن تشويه صورة الصين هو على ما يبدو أقصى ما يملكونه من ذريعة للتغطية على إخفاقاتهم العديدة - لاسيما التعامل المشين مع الجائحة - وهو إستراتيجية الفوز الوحيدة القابلة للتطبيق في انتخابات نوفمبر القادمة. في الواقع، صفع هؤلاء المتشددون تجاه الصين أنفسهم على وجوههم عندما بلغوا من الوقاحة بأن يتباهوا بأن الولايات المتحدة ليست دولة عنصرية في الوقت الذي يوجهون فيه باستمرار اتهامات لا أساس لها ضد الصين توحي بغير ذلك. وإن مثل هذا التناقض الإدراكي الظاهر ودوافعهم السياسية الشريرة لجعل الصين كبش فداء بلغت من الوضوح درجة لا يمكن معها إغفالهما. فبسبب طريقة تعامل واشنطن الجحيمية مع الجائحة، باتت الولايات المتحدة الدولة الأشد تضررا على هذا الكوكب، مع تسجيلها ما يقرب من 6 ملايين حالة إصابة مؤكدة وحوالي 180 ألف حالة وفاة. ولن تكون هناك أي كذبة مقنعة أو خادعة بما يكفي لإلقاء اللوم على الآخرين. كما أن الجائحة تجعل بعض المشكلات الاجتماعية/الاقتصادية طويلة الأمد في أمريكا مثل التمييز العنصري أشد فتكا، وتجعل من علاج أمريكا منقسمة مسألة أشد صعوبة. وبالإضافة إلى جائحة فيروس كورونا الجديد، هناك "جائحة العنصرية" في أمريكا، هكذا قالت رئيسة الجمعية الأمريكية لعلم النفس ساندرا إل. شولمان مؤخرا. وعلقت ذات مرة قائلة "إن مقتل أشخاص أبرياء سود مستهدفين على وجه التحديد بسبب عرقهم -- غالبا على أيدي ضباط شرطة -- أمر مروع للغاية وروتيني بشكل صادم". وفي أحدث مثال على ذلك، أظهرت لقطات صُورت مساء الأحد ونُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت شرطة ولاية ويسكونسن وهي تطلق النار على رجل أسود سبع مرات في ظهره بينما كان يسير حول سيارة، ما أثار احتجاجات غاضبة ودفع مسؤولي المقاطعة إلى فرض حظر للتجوال. جاء هذا الحادث بعد وقت قصير من مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد بسبب وحشية الشرطة. ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة ((أيه بي أم ريسيرتش لاب)) غير الحزبية مؤخرا، "لا يزال الأمريكيون السود يعانون من أعلى معدلات وفيات فعلية بكوفيد-19 على مستوى البلاد -- أكثر من ضعف معدل البيض والآسيويين، الذين لديهم أدنى معدلات فعلية ". ونظرا لكون هؤلاء الساسة في واشنطن يكذبون بشأن استعدادهم وكفاءتهم لجعل أمريكا مكانا أفضل وأكثر أمانا، تواصل الاحتجاجات واسعة النطاق شجب عنف الشرطة في المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويموت المزيد من الناس بسبب الفيروس القاتل الذي لم يتم احتواؤه بعد. إن الوعكة الأمريكية ليس لها علاج صيني. ومن المستحيل على الساسة في واشنطن احتواء الفيروس المستشري أو إصلاح التمييز العنصري من خلال انتقاد الصين. ويعرف صناع القرار في الولايات المتحدة جيدا أين يكمن العلاج الحقيقي.

مشاركة :