أصدر فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، مساء أمس الأول الجمعة، قراراً بوقف وزير داخليته فتحي باشاغا عن العمل وإحالته إلى التحقيق،على خلفية التظاهرات الغاضبة التي تشهدها العاصمة طرابلس، في خطوة تحمل نذر مواجهات عنيفة بين ميليشيات مدينة مصراتة، مسقط رأس باشاغا، وميليشيات طرابلس، فيما دعت السفارة الأمريكية في ليبيا السراج، وباشاغا إلى «التعاون» من أجل الشعب الليبي.وأفادت مصادر ليبية، بأن مجموعات طرابلس في القوة المشتركة أحبطت انقلاباً خطط له باشاغا، ورئيس المجلس الأعلى للدولة بحكومة الوفاق خالد المشري، وتنظيم الإخوان.وتتجه حكومة السراج لتكليف، العميد خالد أحمد التيجاني ، بإدارة وزارة الداخلية، خلفاً لباشاغا.ويطلب السراج التحقيق مع باشاغا الذي عاد أمس من تركيا ،بخصوص التصاريح والأذونات وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين بطرابلس والتجاوزات التي ارتكبت في حق المتظاهرين. جلسة تحقيق علنية وسارع الوزير الموقوف عن العمل إلى إعلان امتثاله للقرار، مطالباً بأن تكون جلسة التحقيق علنيّة ومتلفزة.وقال في بيان «أتشرّف باستعدادي للمثول للتحقيق وكشف الحقائق كما هي، دون مجاملة ولا مواربة». وطالب باشاغا «بأن تكون جلسة المساءلة والتحقيق علنيّة ومنقولة إعلاميّاً على الهواء مباشرةً لإبراز الحقائق أمامكم وأمام الشعب الليبي».وذكّر الوزير في بيانه ب«اعتراضه» على «التدابير الأمنيّة الصادرة عن جهات مسلّحة لا تتبع لوزارة الداخليّة وما نجم عنها من امتهان لكرامة المواطن الليبي الكريم وحقوقه وإهدار دمه قمعاً وترهيباً وتكميماً للأفواه حيث لا قانون».وفور صدور القرار، احتفلت عدد من الميليشيات التابعة للمجلس الرئاسي بقرار إيقاف باشاغا عن العمل وأطلقت الرصاص في الهواء بميدان الشهداء، حسب شهود عيان.فيما أصدر أهالي مدينة مصراتة بياناً أعلنوا فيه رفضهم للقرار .وأفادت مصادر «الحدث» بأن عدداً من ميليشيات مصراتة أعلنت النفير واستدعت منتسبيها ورفعت من استعدادها من أجل التوجه إلى طرابلس، لاحتمال حدوث أي مواجهات مع الميليشيات المؤيدة للسراج، معتبرة أن قراره بإقالة باشاغا جاء لإرضائها.ويعتقد نشطاء ليبيون أن السراج يريد أن يضحي بباشاغا قبل أن ينقلب عليه الأخير الذي يعمل على تحسين علاقاته مع أنقرة والقوى الدولية الأخرى، وسيحمله المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات في حق المتظاهرين.وفي تطور لافت، عينت حكومة الوفاق أمس العقيد صلاح الدين النمروش وزيرا مفوضا للدفاع، ومحمد علي الحداد رئيسا للأركان العامة لقوات الوفاق بعد ترقيته. . السفارة الأمريكية تدعو إلى «التعاون» من جانبها، دعت السفارة الأمريكية في ليبيا السراج، وباشاغا إلى «التعاون» من أجل الشعب الليبي. وأضافت أنها تقدر شراكتها الوثيقة معهما. مواجهات مسلحة إلى ذلك، رجح عضو مجلس النواب محمد العباني اندلاع مواجهات مسلحة داخل طرابلس على خلفية الخلاف بين السراج وباشاغا. وقال العباني في تدوينة له بموقع «فيسبوك» «طرابلس المدينة الجميلة المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهي عاصمة الدولة الليبية يتنازع السيطرة عليها العديد من الميليشيات المسلحة، وبعد مغادرة ميليشيات الزنتان زادت سطوة ميليشيات مصراتة في وجود ميليشيات طرابلس الأقل عدداً وتسليحاً».وأضاف العباني المعروف أن السراج قد تبنته ميليشيات طرابلس وقدمت له ولحكومته الحماية والحراسة، وقد ازدادت ميليشيات مصراتة أهمية بتعيين باشاغا أحد زعماء ميليشيات فجر ليبيا الإجرامية المرتبطة بمذابح غرغور، وزيراً مفوضاً لوزارة الداخلية، التي كانت قوتها مستمدة ممن تحتويه من ميليشيات تم ضمها لوزارة الداخلية حسب توصيات الخبير الدولي الإيطالي باولو سيرا تنفيذاً للترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات غير المشرعن محليا».وبين العباني أن باشاغا كان «قد تعهد للمجتمع الدولي بحل الميليشيات ونزع سلاحها، وهنا مربط الفرس حيث إن باشاغا الميليشياوي ذاته، يرى أن الميليشيات هي ميليشيات طرابلس فقط، وبدأ يتحرش بها».(وكالات)
مشاركة :