يلاحظ المتابعون للشأن العراقي أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على الرغم من قِصر مدته في الحكم، لحد الآن، والظروف الصعبة، التي تمر بها البلاد، يعد أقوى وأنشط من كل الذين سبقوه، ويشق الطريق الذي رسمه لحكومته، متخطياً الجواذب المتعددة، متخذاً من هدوئه دريئة للهجمات، التي يتعرض لها، ولا سيما من قبل الكتل السياسية والميليشياوية، الموالية لإيران، التي بدأ بتقليص نفوذها في مواقع عديدة من الدولة، التي أرادوها «لا دولة»، في وقت ينتظر الشارع العراقي خطوات أكثر جرأة وحزماً تجاه الكتل الطائفية وميليشياتها، التي دمرت البلاد. ووفق المراقبين السياسيين، فإن أكثر ما أثار هلع الجهات الموالية لإيران، هو اتخاذ الحكومة موقفاً «سلمياً» إزاء حرق وتجريف مقراتها في المحافظات الجنوبية، بل أكثر من ذلك، عندما أغلقت المقرات، التي أطلقت النار على المتظاهرين واعتقال من فيها، كما حدث في البصرة. ويقول الناشط المدني عبد الودود البصري لـ«البيان»، إن كلمات قليلة أطلقها رئيس الوزراء، كان لها مفعول أقوى من رصاص القتلة، وذلك بتصريحه أن «لا مكان للجبناء في القوات الأمنية»، وذلك عندما أُبلغ بأن الميليشيات تقتل الناشطين على مرأى ومسمع من أفراد الشرطة، وبالقرب من نقاطهم ومراكزهم، من دون أن يحركوا ساكناً، خشية من بطش وغدر تلك الميليشيات. ويضيف البصري، إن الكاظمي، بحكم توليه رئاسة جهاز المخابرات، سنوات عدة، يعرف تلك الميليشيات جيداً، وما هي نقاط قوتها وضعفها، وقد صرح خلال لقائه مع ناشطين بصريين، إن الحكومة تمسك بخيوط عديدة عن الجرائم التي ارتكبت، وإن وقت تصفية الحساب قريب. وقال المحلل السياسي محمد صباح، في تصريحات لـ«البيان»، إن الكاظمي يتجنب الآن الصدام المباشر مع الميليشيات، التي مازالت تملك العديد من الأذرع في مؤسسات عسكرية، ومؤشر ذلك الهجمات الإعلامية الشرسة على التغييرات الجارية في مؤسسات عسكرية، والتي طالت العديد من المراكز المهمة، ولا سيما في رئاسة أركان الجيش، إضافة إلى إيلائه أهمية خاصة لجهاز مكافحة الإرهاب، الذي أعيد إلى رئاسته الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، المعروف بقربه من المتظاهرين، وابتعاده عن النزعة الطائفية. وكشفت وزارة الدفاع، عن المباشرة بحماية المنافذ الحدودية ومنع حالات التجاوز على القانون، وأن تشكيلات من الفرقة المدرعة التاسعة وعمليات البصرة تحركت ضمن قاطع مسؤوليتها لحماية المنافذ ومنع حالات التجاوز على القانون، ولا سيما في عمل منافذ زرباطية والشلامجة وسفوان. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :