دانت قيادة اقليم كردستان العراق اليوم السبت (25 يوليو/ تموز 2015) القصف الجوي الذي شنته الطائرات التركية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني الانفصالي في شمال العراق. وقال برلمان اقليم كردستان في بيان "في الوقت الذي ندين بشدة هذه الهجمات نطالب بوقفها فورا". وعبر رئيس اقليم كردستان مسعود بازراني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو عن "استيائه من المستوى الخطير الذي وصلت اليه الاوضاع". واكد بارزاني في بيان انه "طلب مرارا بأن لا تصل القضايا الى مرحلة التوتر لان السلام هو الطريق الوحيد لمعالجة المشاكل واجراء المباحثات لسنوات افضل من ساعة حرب". وكان اوغلو اعلن في وقت سابق ان بارزاني عبر عن تضامنه مع العملية العسكرية خلال حديثه معه. وكانت المقاتلات التركية قصفت ليل الجمعة السبت سبعة اهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق بالتزامن مع قصف مدفعي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وقتل احد مسلحي حزب العمال الكردستاني واصيب ثلاثة اخرون بالقصف الجاري منذ مساء الجمعة حتى ظهر السبت بحسب المتحدث العسكري باسم الحزب بختيار دوغان. وافاد مصدر طبي في وقت لاحق ان مدنيين اصيبا بينهما طفل في الثانية عشرة من العمر في الغارات نفسها. وقال دوغان لفرانس برس "عندما تصل الامور الى هذا الحد وتتعرض جميع مناطقنا الى القصف، اعتقد انه لا معنى لعملية وقف اطلاق النار". لكنه اضاف قائلا "نحن ملتزمون بتوجيهات قائدنا عبد الله اوجلان ولكن يبدو ان اردوغان يريد جرنا مرة ثانية الى الحرب". واصدر حزب العمال الكردستاني في وقت لاحق بيانا بثه على موقعه على الانترنت وصف فيه القصف التركي لمواقعه في شمال العراق ب"الاعتداء". واضاف البيان الصادر عن قوات الدفاع الشعبية وهي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني ان "شروط الابقاء على وقف اطلاق النار قد انتهكت (...) وامام هذه الاعتداءات يحق لنا الدفاع عن انفسنا". وبحسب مصادر طبية فان مدنيين اثنين اصيبا بجروح على الاقل في منطقة العمادية. وكانت القيادة الكردية وحزب العمال الكردستاني على خلاف مستمر في الماضي، لكنهما انخرطا مؤخرا في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال البيان الذي اصدره مكتب رئاسة اقليم كردستان ان "بارزاني اكد انه مستعد بكل الامكانيات لازالة هذه التوترات والعودة الى اسس عملية السلام". بدوره ادان برلمان اقليم كردستان بشدة القصف التركي الذي استهدف مواقع الحزب شمال البلاد. وقال في بيان ان "مثل هذه الاحداث تخلق نوعا من الاستياء لدى شعب كردستان الذين كان ينتظر ان لا تعود الحكومة التركية الى العمليات العسكرية كونها حاولت دائما حل القضية الكردية بالطرق العسكرية ولكن هذا الاسلوب لن ينجم عنه سوى اراقة الدماء والتدمير والفقر". وطالبت رئاسة برلمان كردستان "الحكومة التركية اتخاذ الخطوات نحو عملية السلام وتسخير كل الجهود للاستمرار فيها وعدم العودة للوراء". ودعا البرلمان في الوقت ذاته "حزب العمال الكردستاني مراجعة نفسه والتاكيد على الاستمرار في عملية السلام لان السلام والتعايش من افضل الحلول للوصول الى مستقبل مزدهر".
مشاركة :