أكد خبراء غربيون أن إنهاء هيمنة ميليشيات «حزب الله» الإرهابية على شؤون لبنان، يشكل مفتاح خروج هذا البلد من أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي ازدادت تفاقماً بعد الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت، مطلع الشهر الجاري، ويرى الكثيرون أن «الحزب» هو المسؤول الأول عنه. وشدد الخبراء على أن «التأثير المسموم لـ(حزب الله)، يلقي بظلاله على مختلف جوانب الحياة في لبنان»، الذي يمر حالياً بأزمته الاقتصادية الأسوأ منذ ثلاثة عقود، وهي الأزمة التي أوصلت نصف الشعب اللبناني للحياة تحت خط الفقر، وأجبرت الحكومة على التخلف عن سداد ديونها الخارجية، للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد. وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمعهد «جيتستون» الأميركي للأبحاث والدراسات، قال المحلل البريطاني المخضرم كون كوجلين: إن إدانة أحد أبرز قياديي هذه الميليشيات، بالضلوع في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، تمنح «اللبنانيين الرازحين تحت ضغوط شديدة، دليلاً لا يُدحض» على التبعات الكارثية الناجمة عن ممارسات هذا «الحزب» وداعميه الخارجيين. واعتبر أن الإدانة الصادرة من المحكمة الدولية الخاصة، التي نظرت جريمة الاغتيال «ستساعد بشكل كبير، في المعركة المقبلة، التي يتعين على لبنان خوضها، لتخليص نفسه من نفوذ (حزب الله) الشرير الذي يسيطر على مقدرات البلاد وثرواتها». ودعا كوجلين، وهو باحث بارز في المعهد وكاتب مرموق في صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية، إلى عدم التقليل من أهمية الحكم الأخير، في ضوء أن المُدان الذي يُدعى سالم جميل عياش، «ليس قيادياً عادياً في الحزب، ولكنه عنصر بارز عمل على أعلى المستويات في التنظيم». وفي هذا السياق، أبرز كوجلين حقيقة أن «عياش يَمُتُّ بصلة قرابة لعماد مغنية الإرهابي البارز في (حزب الله)، الذي كان يُوصف بالعقل المدبر للتنظيم وأحد أبرز مؤسسي جناحه العسكري، فضلاً عن كونه مهندس الكثير من عملياته الدموية وتفجيرات السيارات المفخخة، التي نفذها في دول مختلفة، داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها». وأكد أن عدم إصدار المحكمة الدولية حكماً بإدانة قيادة «حزب الله» في قضية اغتيال الحريري، لا يعني عدم تورط «الحزب» في الجريمة، ولكنه يعود إلى رفض هذه الجماعة الإرهابية، التعاون مع التحقيق الذي استمر أكثر من عقد من الزمان، وبلغت تكاليفه ما يزيد على مليار دولار. وشدد على أن إدانة عياش «بارتكاب إحدى أفظع الجرائم في تاريخ لبنان الحديث، تثير أسئلة جدية حول الدور المستقبلي لـ(حزب الله)، وداعميه» على الساحة اللبنانية، وذلك في ظل تصاعد الغضب الشعبي، إزاء إصرار تلك الميليشيات الدموية على الهيمنة على زمام الأمور في البلاد. وكشف كوجلين النقاب عن تفاصيل حوار دار بينه وبين بهاء الحريري، النجل الأكبر لرئيس الوزراء اللبناني الراحل، بعد صدور الحكم الأخير، أكد له بهاء خلاله أن الوقت قد حان لإخراج «حزب الله» من الساحة السياسية في البلاد بشكل كامل، وعدم السماح لأي «ممن تلطخت أيديهم بالدماء من عناصر الحزب بشغل أي مناصب في المستقبل». ونقل الكاتب المخضرم، عن الحريري الابن، تشديده على أنه «لا مكان لـ(حزب الله) في مستقبل لبنان»، ورفضه السماح لمثل هذه الميليشيات والقوى الإقليمية التي توفر لها الدعم والتمويل، بمواصلة التحكم في مصير اللبنانيين.
مشاركة :