برّرت الفنانة البحرينية فاطمة عبدالرحيم قلة مشاركتها في الأعمال مقارنة بالسابقة بأنها تنتظر النصوص المناسبة، مضيفة «والله ولهت على جمهور الكويت».وأشارت في حوار مع «الراي» إلى أن فكرة استقرارها في الكويت موجودة، معتبرة أنها مكسب فني كبير، «ولكن لم تشأ الظروف إلى الآن».عبدالرحيم، غير المتسرعة في قبول أعمالها، ترى أن الموهبة الحقيقيه تكفي للنجاح، «فالجمال ليس ضرورياً في نجاح الفنانة». وفيما لا تمانع المشاركة كضيفة شرف في الأعمال، بشرط معرفة الكاتب والمخرج لمعنى وقيمة ضيف الشرف في العمل، معتبرة أن بعض الفنانين «المنتجين» غيّروا مفهوم ضيف الشرف لأسباب إنتاجية. • لنبدأ من اختياراتك الفنية، هل تضعين نصب عينيك الكم أم الكيف؟- في اختياراتي الفنية مهم جداً عندي الكم، فالكيف يعتمد على النص الذي يقدم لي، علماً أن الكيف يشدّني أكثر ولكن ليس دائماً أحصل على الدور الذي أقدمة للجمهور وأقول عنه فعلاً هذا هو الكيف.• هل تعتبر الموهبة وحدها كافية لنجاح الفنانة، أم لا بد أن تكون جميلة حتى تحقق نجاحاً وشهرة واسعة؟ - الموهبة الحقيقية تكفي للنجاح، وإتقان الدور يكفي للانتشار والإشادة. نعم، هناك أدوار ربما تتطلّب شكلاً جميلاً، ولكن ليس ضرورياً. فكثيرات من صاحبات الأسماء الناجحة لسن بأيقونات الجمال، ولكن تمثيلهن وسيرتهن الفنية جعلت منهن نجمات مهمات وحقيقيات.• وصلتِ إلى مكانة كبيرة من النجاح بشهادة الجميع، فماذا عليكِ أن تفعلي لكي تحافظي على المستوى الفني الذي أنتِ عليه الآن؟- الحمد لله، مشواري الفني له أعوام كثيرة وأنا غير متسرعة في قبول الأعمال، بل متأنية وأقرأ النص مرتين، وبعدها أقرر مشاركتي من عدمها. لذلك، أنا مقلّة في أعمالي، لأنّني أحب أن أختار وأناقش الأدوار التي ستترك ذكرى طويلة في ذاكرة المشاهد.• في حال عرض عليكِ أن تكوني ضيفة شرف في مسلسل، هل ستوافقين أم مكانتك الفنية تمنعك من الظهور بمساحة قليلة جداً؟- بالعكس، أوافق على أن أكون ضيفة الشرف بشرط معرفة الكاتب والمخرج لمعنى وقيمة ضيف الشرف في العمل! سبق لي وأن شاركت ضيفة شرف مرة واحدة، وفي المقابل اعتذرت عن عدم المشاركة في أعمال أخرى لأن بعض الفنانين «المنتجين» الذين لهم أسماء وباع طويل في الفن للأسف غيّروا مفهوم ضيف الشرف لأسباب إنتاجية تصبّ في صالحهم. فإذا لم يكن الدور بطولة، تجدهم يقدمون لي بطريقة «لطيفة» النص مكتوباً على الورق على أن مشاركتي فيه ضيفة شرف وظهوري يقتصر على حلقة أو اثنتين مرتبطتين بأحداث مهمة بالمسلسل. وعندما أبدأ التصوير، أجد أنّني مشاركة في 12 حلقة أو أكثر، ودوري مساند لأبطال العمل، وإذا ناقشتهم قالوا إنكِ ستظهرين بمشاهد كثيرة وهذا جيد بالنسبة إليكِ. هنا أتساءل، أين مفهوم ضيفة الشرف! مع الأسف، الاستعباط لا يتناسب مع وزنهم الفني. • كيف لكِ أن توازني بين حياتك الاجتماعية وتلك الفنية؟- الحمد لله، أنسّق بين حياتي والفن بوجود والدتي الله يطول بعمرها. فلولا وجودها وتفرغها لأطفالي، لما استطعت مواصلة عملي الفني الذي يحتّم عليّ السفر للتصوير والارتباطات الفنية. وللعلم، غالبية من هم في الوسط الفني متساعدون جداً ويقدّرون ظروف الفنانين، لذلك تجدني أنسق جدول تصوير أعمالي بعيداً عن أيام اختبارات أبنائي لأتفرّغ لمتابعة دراستهم، سواء كان العمل في البحرين أو خارج المملكة.• مع جائحة «كورونا»، اتجه بعض الفنانين لتقديم مسرح عبر المنصات الإلكترونية للتواصل مع جمهورهم، ما رأيك بهذه الخطوة بشكل عام؟- نعم توجهنا للمسرح عبر منصات إلكترونية، ولكن الجهود طبعاً كانت مضاعفة واحترازية لناحية وقت البروفات التي لا تتعدى 3 ساعات، مع الاشتراطات بالتباعد الاجتماعي والالتزام بالكمامات والتعقيم وقياس الحرارة وتنفيذ شرط الفحص لكل طاقم العمل بمن فيهم الفنيون والتواصل مع فريق البحرين الطبي (ملف كوفيد - 19). كل هذه الشروط نفذناها في سبيل تواصل الحركة الفنية وإسعاد الجمهور. ولكن لظروف ووضع جائحة «كورونا»، تم تأجيل العمل إلى شهر سبتمبر. ربما خيرة في التأجيل، لعل بعد وقت تفتح المسارح ودور السينما ونعرضها بوجود الجمهور. وللعلم، المسرحية تم تأجيلها لمرتين، وهذا الشيء متعب نفسياً.• بما أنّنا ذكرنا الجمهور، نود إخبارك أن جمهورك في الكويت يسأل عن سبب قلة مشاركتك في الأعمال الكويتية مقارنة بالسابق؟- والله ولهت على جمهور الكويت، وما زلت أنتظر النصوص المناسبة.• فكرة استقرارك في الكويت كانت واردة وتكلّمتِ عنها، إلا أنكِ لم تستقري هنا أسوة بزميلاتك الفنانات البحرينيات، فما السبب؟- الفكرة موجودة، وطبعاً الاستقرار في الكويت مكسب فني كبير، ولكن لم تشأ الظروف إلى الآن. إن شاء الله في المستقبل.• ماذا يعني لكِ الفنان الراحل البحريني علي الغرير، خصوصاً أنك تضعين صورته كـ«بروفايل» في «الواتساب» الخاص بك وكذلك في «إنستغرام»؟- علي الغرير الإنسان الفنان، هو أخي الكبير قبل أن يكون معلمي... علي الغرير رحلتي الأولى بدأت معه من خلال المسرح في مسرحية «نار يا حبيبي نار» من إخراج محمد القفاص، وأيضاً في المسلسل الدرامي «سعدون» من إخراج أحمد المقلة. وبعدها توالت الأعمال الثنائية مع الراحل الفنان علي الغرير، وأيضاً الترابط الأخوي والتواصل العائلي أقوى من أي عمل جمعنا. في شدتي، في فرحتي، علي وأسرته الكريمة كانوا معي دائماً، متواصلين سواء كنا مشغولين بالسفر أو بالديرة. عمري الفني بدأ معه إلى آخر عمل جمعني معه «حكايات ابن الحداد». الله يرحمه ويغفر له، الكلام كثير عن الغرير.• في نهاية اللقاء، نود منك أن تخبري قراء «الراي» عن جديدك الفني؟- جديدي هو الجزء الثاني من مسلسل «الجدة لولوة» مع الفنانة القديرة حياة الفهد، ونخبة كبيرة من نجوم الساحة الفنية. فبعد نجاح الجزء الأول من المسلسل، نعود من جديد للمشاهدين بفريق العمل ذاته في جزء ثانٍ، وإن شاء الله يحقّق النجاح الكبير. وهناك أيضاً أعمال تم تأجليها بسبب جائحة «كورونا» التي تسبّبت بصعوبة السفر، فلا أعلم متى تنفتح الأمور ونعود إلى حياتنا الطبيعية. حينها سأستأنف نشاطي الفني بكثافة.
مشاركة :