«الفردوس الأوروبي».. حلم يراود الآلاف رغم العراقيل

  • 8/31/2020
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

يخاطرون بأنفسهم من أجل «الفردوس الأوروبي»، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فهناك مخاطر تحول دون الوصول إلى القارة العجوز، بل حتى إنها تحّول حلم كثير من المهاجرين إلى مأساة. ورغم «كورونا» الوباء، الذي غير حياة البشرية، وما رافقه من إجراءات مشددة، من أجل مواجهته والسيطرة عليه، إلا أن ذلك لم يمنع موجات الهجرة بالتدفق نحو أوروبا، حيث يخاطر المهاجرون بحياتهم في «قوارب» كثيراً ما تكون غير صالحة للإبحار. ويحاول مئات المهاجرين في دول المغرب العربي منذ الأيام الأولى العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، في ظل تحسن الأحوال الجوية، وقبيل حلول فصل الخريف، حيث يخوض المهاجرون الحالمون ببلوغ أوروبا سباقاً مع الوقت، ليستقلوا مراكب الهجرة قبيل حلول فصل الخريف. وفي ظل الطقس المشمس والبحر الهادئ، تنطلق أسبوعياً أعداد متزايدة من المراكب التي غالباً ما تغرق قبل بلوغها السواحل الإيطالية، الوجهة الأبرز لدخول أوروبا. ويروي المغربي يونس محاولاته المتعددة والفاشلة للوصول إلى إسبانيا عبر «طريق البلقان» منذ «موجة الهجرة الكبيرة» عام 2015، لكن الرجل البالغ 35 عاماً، لم يفقد أبداً الأمل بأن يعمل يوماً ما في إدارة الغابات في شبه الجزيرة الأيبيرية. فتحت دول أوروبا الغربية أبوابها عام 2015 أمام مئات الأشخاص الذين عبروا البلقان. وانضم إلى الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين، الذين فروا إلى القارة العجوز، آلاف المهاجرين من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. وأُغلق هذا الطريق رسمياً، بموجب اتفاق أبرمه الاتحاد الأوروبي وتركيا مطلع العام 2016. وتراجع تدفق المهاجرين، لكنه لم يتوقف يوماً، ولا يزال عشرات آلاف الأشخاص يعبرون دول البلقان كل عام، رغم المراقبة المشددة للحدود. وتسبب السياج الذي أقامته المجر على طول حدودها الجنوبية مع صربيا وكرواتيا بتحويل طريق المهاجرين إلى جبال ألبانيا ومونتينيغرو والبوسنة. وقال وزير الأمن البوسني سيلمو شيكوتيتس أخيراً: إن «معدّل نجاح عبورهم هو 60 في المئة تقريباً». ويقول يونس، الذي كان جندياً سابقاً في المغرب، إن البوسنة ليست إلا محطة. يروي الرجل الذي كان يرتدي قميصاً سوداء أنه بعد أن أُعيد مرات عدة من اليونان، قبل أن يتمسك في يونيو بطرف شاحنة ثقيلة على الحدود التركية اليونانية. ولدى وصوله إلى تيسالونيكي واصل طريقه سيراً لمدة شهر طوال مسافة لا تقلّ عن 700 كلم حتى وصوله إلى البوسنة. وقال أمام مركز إيواء قرب ساراييفو حيث يأخذ استراحة، «أريد أن أعيش في بلد حيث يمكنني أن أعمل، وأن أتقاضى راتباً مقابل عملي». وبعد تباطؤ وصول المهاجرين، بسبب القيود المفروضة لاحتواء وباء «كوفيد 19»، تسارع التدفق مع تخفيف إجراءات العزل. وتقول ياسمين ريدجيبي العضو في منظمة ليجيس المقدونية غير الحكومية، التي تساعد المهاجرين منذ عشر سنوات، إن الآن هو زمن السباق مع الوقت لمحاولة العبور قبل حلول الشتاء ومخاطر حصول موجة إصابات ثانية بـ«كورونا» المستجدّ. وتضيف «لا يريدون أن يكونوا في الخريف أو الشتاء في وضع الحدود المغلقة وتدابير العزل». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :