حرصت حركة النهضة «الإخوانية» في تونس على إبداء موقف مناوئ لحكومة هشام المشيشي، وأكدت في البداية أنها لن تؤيد تشكيلة من التكنوقراط، لكن «الإخوان» يتجهون إلى تغيير موقفهم بشكل جذري، فيما كشف متابعون للشأن التونسي أن النهضة تحاول زرع الألغام في طريق الرئيس قيس سعيّد، عبر التحريض المباشر والدعوة إلى إزاحته بالقوة من على رأس السلطة. وبحسب موقع «تينيزي نيميريك»، فإن حركة النهضة ستؤيد منح الثقة لحكومة المشيشي في جلسة برلمانية مرتقبة غداً الثلاثاء.وأورد المصدر أن التصويت بمنح الثقة سيكون لثلاثة اعتبارات، أولها أن حركة النهضة خائفة من صعود الحزب الدستوري الحر .أما السبب الثاني فهو أن النهضة لم تعد تثق نهائياً برئيس الحكومة المستقيل، إلياس الفخفاخ، كما ترى أنه أصبح بمثابة «عدو معلن»، منذ أن قام بإقالة وزراء من الحركة.وفي عامل ثالث، تراهن النهضة على الاستفادة من الخلاف الذي بدأ ينشأ بين المشيشي ورئيس البلاد، قيس سعيد، حتى قبل تنصيب الحكومة بشكل رسمي لتتولى مهامها.وبما أن النهضة كانت منزعجة من «حكومة المستقلين»، فإنها تنوي الوقوف إلى جانب المشيشي في المرحلة المقبلة، مقابل قيس سعيد، حتى يتمكن «الإخوان» من إيجاد موطئ قدم وهامش للمساهمة في إدارة أمور البلاد.ويرى متابعون أن النهضة تختار دعم حكومة المشيشي؛ لأن هذا الخيار هو الأقل سوءاً بالنسبة إليها، ما دام الذهاب إلى الانتخابات المبكرة أمراً غير مأمون العواقب.وفضلاً عن ذلك، تخشى النهضة أن يؤدي الدخول في أي حكومة في الوقت الحالي إلى خسارة مزيد من الشعبية، نظراً لتفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد وصعوبة معالجته في ظرف وجيز.وفي سبيل خلق قطيعة بين الرئيس سعيد والمشيشي، قالت مصادر مطلعة ، إن لقاء جمع الأخير يوم الجمعة براشد الغنوشي رئيس مجلس النواب، عرض فيه رئيس النهضة إمكانية التصويت على الحكومة مقابل الانفصال سياسياً عن قصر قرطاج. (وكالات)
مشاركة :