حذفت تونس، عقب الاعتداءين الإرهابيين الأخيرين في متحف باردو ومنتجع سوسة، من خريطة وجهات السياح الأجانب لتمضية العطلة الصيفية. كذلك أزيلت سوريا، التي كانت قبل بضع سنوات فقط مقصد محبي الحضارة والتراث عن لائحة الدول المقصد. وينطبق الأمر عينه على ليبيا، التي ترشحت في فترة قياسية لتكون الوجهة العظيمة المقبلة للغرب بعد أحداث عام 2011. ويكافح قطاع السياحة في مصر أيضاً للانتعاش، بعد أن جعلت جريمة الأقصر عام 1997 مواكب السياح مجرد ذكرى قديمة، وفاقم إسقاط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 2011 الموقف. يعتبر البعض أن مناقشة أزمة السياحة في هذه الدول عملاً أنانياً ونزقاً، في ظل عدد القتلى وكم الدمار، إلا أن الصناعة الموشكة على الموت ينبغي ألا تمر من دون تسجيل أو تحسر. قد تكون للسياحة الشمولية خاصية استغلالية، إلا أنها محرك اقتصادي مهم في عدد من الدول الناشئة الفقيرة. ويشكل إلقاء اللوم على الغرب، ولو جزئياً حول الفوضى الحاصلة، والناجمة عن عبثيته وتدخله في شؤون الدول الأخرى، موضوعاً آخر، إلا أنه في جميع الحالات العالم يتقلص بشكل هائل، والأفق المادي يضمحلّ، ويخشى أن يحذو الأفق الفكري الحذو نفسه، ويلاقي المصير عينه.
مشاركة :