أصيب عشرات المرضى الفلسطينيين اليوم (الأحد)، بالاختناق في مستشفى حكومي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز تجاههم بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية، فيما قصف الجيش الإسرائيلي فجر اليوم أهدافا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على أطراف قطاع غزة ردا على إطلاق بالونات حارقة منه. وقال مدير مستشفى (عالية) طارق بربراوي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قوات الجيش الإسرائيلي تواجدت عند أحد مداخل المستشفى في ساعات الفجر الأولى وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر داخل إحدى الغرف في قسم (الباطنة) الذي يضم مصابين بمرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19". وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني في بيانات منفصلة، أن طواقمهم توجهوا إلى المستشفى لإسعاف المرضى. وأضاف بربراوي، أن الغاز انتشر بشكل واسع في أقسام المستشفى ما أدى لإصابة الطواقم الطبية بالاختناق، وإخلاء غرفتين من المرضى بمساعدة طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني الفلسطيني. واعتبر بربراوي، أن "الاعتداء على المستشفى بهذه الطريقة رغم أنه لا توجد أية مواجهات أو ما يستدعي إطلاق الغاز يندرج في سياق استهداف الاحتلال للطواقم الطبية والمستشفيات". بدوره ندد مدير وزارة الصحة الفلسطينية في الخليل رامي القواسمي، ب"الاعتداء الإسرائيلي على المستشفى والمرضى في داخلها". وقال القواسمي لـ ((شينخوا))، إن إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز تجاه المستشفى وإصابة المرضى "مدان ومرفوض"، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المستشفيات الفلسطينية". وبحسب مصادر محلية، فإن قنابل الغاز وصلت للمستشفى في أعقاب مداهمة قوات الجيش الإسرائيلي لمنزل فلسطيني وتفتيش ورشة قريبة منه، فيما لم تعلق مصادر إسرائيلية رسمية على الحادثة. كما قصف الجيش الإسرائيلي فجر اليوم أهدافا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على أطراف قطاع غزة ردا على إطلاق بالونات حارقة منه في ظل تواصل التوتر الميداني منذ ثلاثة أسابيع. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخو))، أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف تجاه "نقطتي رصد" لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس شرقي خانيونس جنوب القطاع ودير البلح وسطه ولم تعلن المصادر الطبية عن وقوع إصابات. من جهته قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن القصف جاء ردا على مواصلة إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة من القطاع نحو الأراضي الإسرائيلية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن البالونات الحارقة التي أطلقها الشبان من غزة تسببت بما لا يقل عن 23 حريقا أمس (السبت). ويشهد القطاع توترا ميدانيا منذ 3 أسابيع، مع تصاعد إطلاق البالونات الحارقة وإعادة التظاهرات الليلية بعد توقف عدة أشهر للمطالبة برفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليه، في المقابل تشن إسرائيل هجمات على أهداف في غزة ردا على ذلك. وفي السياق أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أن رئاسة الحركة تتابع الأوضاع الجارية في غزة على صعيد الاتصالات والوساطات التي تقوم بها العديد من الأطراف في إطار العمل على كسر وإنهاء الحصار عن القطاع. وقال هنية في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن "رئيس الحركة وقيادتها في غزة يجرون الاتصالات ويبذلون الجهود لتحقيق إرادة شعبنا في إنهاء الحصار وتخليص القطاع من آثاره الكارثية، سيما مع دخول مرض فيروس كورونا الجديد إلى داخل غزة". واعتبر، أن المشكلة الأساسية "متمثلة في الاحتلال وتعنته ورفضه التعاطي مع مطالب شعبنا العادلة، مشيرا إلى أن قرار الحركة والشعب الفلسطيني هو المضي في "إنهاء هذا الحصار الظالم بمختلف أشكاله". وأعرب هنية، عن ثقته بالدور المصري والقطري، في إطار جهود الوساطة، داعيا نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط إلى تحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها في الوقوف إلى جانب القطاع، وإلزام الاحتلال بإنهاء معاناته. وتطالب الفصائل الفلسطينية بالتزام إسرائيل بتفاهمات سابقة للتهدئة تشمل توسيع مساحة الصيد قبالة شط بحر غزة إلى 20 ميلا، وبدء تنفيذ مشاريع بنى تحتية في قطاعي المياه والكهرباء، ورفع قيود استيراد وتصدير البضائع، إضافة إلى السماح بزيادة المنحة المالية من قطر للدعم الإنساني في غزة. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس عليه بالقوة بعد جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.
مشاركة :