يقول الفنان الكويتي محمد جابر في لقاء عابر بالرياض "إن الجمهور السعودي جمهور ذواق جاذبٌ للممثل ومحفز لحضوره على خشبة المسرح وذلك لتفاعله الإيجابي ولاحترامه للممثل وما يقدمه، وهو بالفعل جمهور تربى على المسرح شغوف به مهما كانت قصة المسرحية"، ويضيف النجم الكويتي "فن المسرح متعدد الأنواع وليس فقط مسرح كوميدي بل هناك أنواع عديدة والجمهور السعودي متعطش لحضور كل فنون المسرح وشاهدت ذلك بأم عيني ولذلك أنا لا أتأخر متى ما تمت دعوتي للمشاركة في المسرح السعودي حباً بلقاء هذا الجمهور الجميل". هذه الشهادة في حق الجمهور السعودي التي قالها نجم كويتي قدير هي ذات الشهادة التي يرددها كبار الفنانين العرب الذين يشيدون دائماً بالجمهور السعودي وبتفاعله المستمر مع الفنون بشتى أنواعها ولا نبالغ إذا قلنا بأن هذا الجمهور هو الذي يملأ مقاعد المسارح في دول الخليج ومصر وهو الذي ملأ قبل أيام مسارح المملكة خلال احتفالات العيد رغم غياب النجوم السعوديين وتعاليهم عليه!. في الثمانينات وبداية التسعينيات الميلادية كان المسرح السعودي ينافس عربياً برغم غياب العنصر النسائي وضعف البنية التحتية وقلة وجود مسارح مؤهلة للعرض المسرحي الحديث، ومع ذلك فقد كل النجوم يتسابقون على إقامة المسرحيات سواء للكبار أو للصغار، فتجد محمد العلي وبكر الشدي رحمهما الله لا يفوتان فرصة إلا ويلتقون بجمهورهما المحب، وذات الأمر بالنسبة لناصر القصبي وعبدالله السدحان وراشد الشمراني وبقية النجوم، حيث لا يمر عام إلا ويطلون جميعهم بعمل مسرحي يلتقون به بشكل مباشر مع الجمهور الذي لم يكن يخذلهم وكان يحضر ويتفاعل ويملأ جنبات المسارح. هذا الجمهور لا يزال على وفائه وحرصه على حضور الفعاليات المسرحية التي تقام داخل المملكة مهما كان مستوى المسرحيات ومهما كان أبطالها، لكن النجوم المهمين لم يقدروا حرص الجمهور وفضلوا الانسحاب تماماً عن المشهد المسرحي وخاصة في موسم العيد. أين فايز المالكي وحبيب الحبيب وأسعد الزهراني وبقية النجوم الشباب عن مسرح أمانة الرياض وهم الذين كانوا نجومه قبل عشر سنين وبفضله لمعت نجوميتهم وزادت شهرتهم؟. هل نفسر غيابهم على أنه تعالٍ منهم على الجمهور أم الأسباب مادية أم ماذا؟. اليوم ورغم الدعم الكبير للمسرح وتوفر المسارح والجمهور إلا أن هناك عزوفا من النجوم وغياباً عن التواصل مع الناس وكأنهم اكتفوا بالإطلالات السنوية عبر التلفزيون متناسين أن الجمهور الذي يحضر المسرح هو ذاته الذي يتابع التلفزيون وهو من صنع نجوميتهم ومن حقه عليهم أن يتواضعوا قليلاً ويشاركوا في احتفالات العيد على الأقل كعربون وفاء للجمهور الذي يتابعهم. تشكر أمانة الرياض على دعمها المادي للمسرح، والتي لم تكتف بوظيفتها الأساسية بل زادت عليها بأن جعلت العاصمة ذات روح إنسانية دافئة عبر النشاطات الترفيهية التي وفرتها للمواطن وكان منتظراً من النجوم أن يقدروا الجهد الذي تبذله الأمانة ويشاركوا معها في إنجاح موسم العيد لكنهم آثروا الابتعاد والانزواء وبسببهم تقلص عدد المسرحيات من عشر مسرحيات رجالية في سنة من السنوات إلى ثلاث مسرحيات هذا العام ولاشك أن هذا الغياب سيترك أثره على الجمهور الذي يتطلع من النجوم حرصاً على التواجد في هذه المناسبات الاجتماعية العامة.
مشاركة :