قالت خبيرات إقليميات في قطاع النفط والغاز إن ثَقة الموظفات بقدراتهن ومهاراتهن العملية، هو مفتاح النجاح في المسيرة المهنية. وأعلن القائمون على جوائز "أديبك 2015" في وقت سابق، أن باب القبول لطلبات الترشح لجوائز "أديبك" سوف يغلق في 30 من يوليو الجاري، فيما سيتم الإعلان عن قائمة الترشيحات المتأهلة في 12 أكتوبر، وذلك قبل الإعلان عن الفائزين والحاصلين على المراكز الوصيفة في حفل عشاء فاخر يقام في 9 نوفمبر، الليلة الأولى من فعاليات "أديبك" الذي يقام بين 9 و12 نوفمبر 2015. ومن المقرر، أن يستضيف "أديبك" مجموعة من الجلسات الخاصة بالنساء العاملات في قطاع الطاقة، ضمن برنامج فعالية "المرأة في الصناعة"، التي تقام سنوياً، وتجمع هذه الجلسات مجموعة من قادة القطاع من السيدات، بهدف تسليط الضوء على مستقبل المرأة في القطاع عبر النقاش واستعراض الصورة الشاملة لمجمل إنجازات المرأة والتحديات التي تواجهها في هذا القطاع. ويستضيف برنامج "المرأة في الصناعة" جلسات لجان حوارية عشيّة افتتاح الحدث، تقام يوم الأحد 8 نوفمبر في فندق وسبا القرم الشرقي بإدارة أنانتارا. واعتبرت آمنة المقطري، مهندسة العمليات في مركز الأبحاث التابع لشركة أبوظبي لتكرير النفط (تكرير)، وهو إحدى الشركات التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، اعتبرت أن "الإصرار والمثابرة من الأمور الحاسمة لإثبات جدارة المرأة وقدرتها على النمو والتطور في قطاع النفط والغاز". وقالت المقطري "يجب ألا يكون للمستحيل مكان في قاموس المرأة العاملة بقطاع النفط والغاز"، وأضافت قائلة: "إن إصرار المرأة العاملة على الاستمرار والتحدي يمنحها القدرة على اجتياز الصعوبات بكل نجاح". وشهد قطاع النفط والغاز، الذي بطبيعة الحال عدد الرجال فيه يفوق عدد النساء، قفزات كبيرة في جذب المزيد من السيدات إلى شغل مناصب عمل في مجالات هندسية متخصصة، وتشجيعهن على المضي قدماً لتحقيق تطلعاتهن فيه. وتشكل السيدات حالياً نسبة كبيرة من القوى العاملة في قطاع الطاقة العالمي، أكثر من أي وقت مضى. وتشير الأرقام الصادرة عن شركة "شل العالمية" إلى أن 29 بالمئة من موظفيها العاملين في الوظائف الإدارية أو المهنية هم من السيدات، في حين تضاعفت تقريباً نسبة السيدات في المواقع القيادية العليا بالشركة خلال العقد الماضي من 9.9 بالمئة في العام 2005 إلى 18 بالمئة في 2014. وبالمثل، فإن نحو 28 بالمئة من الموظفين العالميين العاملين في "إكسون موبيل" هم من السيدات، وفي العام 2014، بلغت نسبة السيدات إلى موظفي الإدارة والموظفين الجدد الشاغلين لوظائف مهنية متخصصة، 40 بالمئة، وهي نسبة أعلى بصورة ملحوظة من نسبة السيدات إلى العدد الكلي من موظفي الشركة. وأوضح تقرير صدر خلال العام الجاري عن شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، فإن خمسة بالمئة فقط من المقاعد في مجالس الإدارة التنفيذية في أبرز شركات الطاقة البريطانية تشغلها السيدات، في حين أن 61 بالمئة من مجالس القيادة يغيب الحضور النسوي فيه، مِمّا يعترض طريق تقدم المرأة المهني في قطاع النفط والغاز. ولكن تظل هناك دعوات لبذل مزيد من الجهود في سبيل دعم قوى العمل النسوية في قطاع الطاقة، وفي هذا الإطار، فإن تكريم جهود صاحبات الإنجاز واتخاذهنّ قدوة لغيرهن يُعتبر مكوناً أساسياً من مكونات هذه العملية، بحسب ما أكّدت سيدات عاملات في هذا القطاع. الشركات الكبرى بدأت في جذب المزيد من السيدات إلى مناصب هندسية متخصصة ومن المنتظر، في هذا السياق، أن تختار فئة "أفضل سيدة في قطاع النفط والغاز للعام" ضمن جوائز "أديبك"، ليتم تكريمها لقاء نجاحها في التقدم المهني بخطوات متسارعة، ما يُظهر قوة عملية التمكين وفاعليتها في الشركة التي تعمل لديها، والتي أدّت إلى تشجيعها للوصول إلى أهدافها الطموحة. وتشكّل جوائز "أديبك"، التي تواصل استقبال الطلبات المرشحة للمنافسة فيها على ثماني فئات حتى 30 من يوليو الجاري، جزءاً من حدث "أديبك"، الذي يعتبر أحد أبرز ثلاث فعاليات في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم، ونقطة التقاء عالمية للخبراء والمختصين في القطاع. من جانبها، قالت حُسنية هاشم، نائب الرئيس للعمليات في الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية، وإحدى السيدات المدرجة أسماؤهنّ على قائمة "فوربس" للمرأة العربية الأكثر نفوذاً في 2014، وإحدى المتحدثات في فعالية المرأة في الصناعة في أديبك، إن تكريم السيدات الناجحات في مجال الطاقة "أمسى أكثر أهمية من أي وقت مضى، من أجل تغيير النظرة إلى قطاع النفط والغاز كمضمار رجولي". ولم تقلل هاشم من شأن مسيرة المرأة صوب النجاح، معتبرة أنها "رحلة صعبة"، ولكنها رأت أنها يمكن أن تتحقق بالالتزام والعزيمة والدعم المقدم من الشركة للسيدات الموظفات لديها". ورأت أن جائزة "أفضل سيدة في قطاع النفط والغاز للعام" من جوائز "أديبك"، "تساعد على تحويل ما قد يبدو مجرد حلم يراود الشابات للتقدم المهني في قطاع الطاقة، إلى واقع ملموس". أما ماريا كابيلو، المستشارة في مديرية جنوب وشرق الكويت بشركة نفط الكويت، فأكّدت أن جوائز "أديبك" من الجوائز العالمية المرموقة في قطاع النفط والغاز، قائلة إن فئة "أفضل سيدة في قطاع النفط والغاز للعام" تشكل فرصة متميزة لتكريم كثير من الإنجازات التي حققتها المرأة المتفوقة العاملة في القطاع، وأضافت: "تشكل هذه الجائزة كذلك خطوة تحفيزية هامة يمكن من خلالها لقطاع الطاقة، ولا سيما في الشرق الأوسط، تسليط الضوء على السيدات اللواتي استطعن أن يرسخن نجاحاتهن على أرضية من الإنجازات الرائعة، ما يجعلهن قدوة طبيعية لجيل المستقبل من السيدات المهنيات". ومن جهتها، قالت ريم العنبري، الرئيس المالي لشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة (بروج) إحدى الشركات التابعة لمجموعة أدنوك، وإحدى المتحدثات في فعالية المرأة في الصناعة في أديبك، إن جائزة "أفضل سيدة في قطاع النفط والغاز للعام" تشكل رسالة راسخة للمجتمع مفادها أن المرأة تتمتع بقدر كبير من الإمكانيات التي تؤهلها للعب دور مهم في القطاع، فضلا عن الدور الذي تلعبه في التعريف بإنجازات الكوادر النسائية، وتسليط الضوء على نماذج يمكن أن تكون مثلاً يحتذى للمرأة في هذا القطاع. وأضافت: "تركز العديد من المؤسسات في الوقت الراهن على التنوع كوسيلة لزيادة كفاءتها وتنافسيتها من خلال السعي إلى جذب أفضل الكفاءات والخبرات بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة. وتشكل النساء في معظم الدول أكثر من نصف تعدادها السكاني، وعدم تمكينهن في القطاع يعتبر بكل تأكيد خطأً كبيراً". كما أشارت الأنباري إلى أن قطاع النفط والغاز يشكل محركاً دافعاً للاقتصاد العالمي، لذلك فإنه من الضروري إدخال المرأة في هذا القطاع الحيوي بمختلف المستويات، بهدف تغيير آليات العمل التقليدية وضمان وصول صوتها ورأيها. وقالت: "في الإمارات العربية المتحدة قطعت المرأة شوطاً متقدماً في هذا المجال، بفضل الدعم الثابت والمستمر الذي أولته الحكومة الإماراتية للمرأة، وأصبحت العديد من الشركات تقدم لها الكثير من الاستراتيجيات الكفيلة بمساعدتها للتطور في مسيرتها المهنية. وهنا يصل الدور للمرأة نفسها لبذل الجهد من أجل الاستفادة من هذه الفرص الكبيرة من خلال السؤال والمغامرة والعمل على الدخول في تفاصيل المشروعات الكبرى، ومحاولة تقديم أفضل النتائج". بدورها، قالت مريم البدر، مدير الاتصال المؤسسي في شركة "دولفين للطاقة"، إن ثمة ميلاً مجتمعياً إلى تكوين دلالات سلبية عن عمل المرأة كمهندسة في مشروعات بحرية، وسعيها إلى التطور المهني، وذلك عندما يتعلق الأمر بالعمل في قطاع النفط والغاز، وأضافت: "أستطيع أن أرى، كشخص يعمل في مجال الاتصال، أن هناك حاجة ماسة لتصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال تحقيق مشاركة أكثر فاعلية مع السيدات وتحديد الأدوار والفرص التي بإمكانهن أن يلعبنها ويحققنها في قطاع الطاقة". وأكّدت البدر أهمية تكافؤ الفرص والتدريب والتعليم، وبيّنت أن "دولفين للطاقة"، على سبيل المثال، توضّح ما هو مطلوب من السيدات تقديمه وفعله من أجل التقدم إلى المستوى المهني التالي، معتبرة أن هذا الوضوح "يقدّم للموظفة مساعدة كبيرة، إذ يمنحها أهدافاً واضحة، كما يجعلها تشعر أنها جزء من خطط الشركة المستقبلية لتحقيق النجاح، وهو أمر محفّز كثيراً". وبالرغم من أن السياسات المؤسسية تلعب دوراً حيوياً في دعم المرأة خلال تقدمها المهني، قالت المقطري إن من المهم أن "تبحث السيدات عن الدعم في ذواتهنّ قبل أن يتطلعن للحصول عليه من الخارج"، وأضافت: "من الضروري أن يحرص الموظف، رجلاً كان أم امرأة، على إدارة توقعاته الشخصية، ونحن نسعى لإثبات أن المرأة مثيل للرجل في القدرة والكفاءة، لذا فإن توقع السيدة الحصول على معاملة خاصة بسبب كونها امرأة هو أمر ليس في صالحها". واعتبرت المقطري أن أفضل مصدر يمكن أن تلجأ إليه السيدة في مكان العمل للحصول على التوجيه والإرشاد فيما يتعلق بمسيرتها المهنية هم زملاؤها في المناصب العليا. ومضت إلى القول: "رؤسائي هم أعظم الموجّهين لي، ولطالما منحوني دعمهم وقدموا لي المشورة عندما كنت في حاجة إليها. لذلك فإن العثور على شخص يمكن للسيدة الوثوق به، ويدفعها إلى الأمام، يمكن أن يمثل عوناً كبيراً، لا سيما في أوقات الشدة". ويذكر أن جوائز "أديبك" لأفضل سيدة في قطاع النفط والغاز توفر بيئة عمل إيجابية تعزز حس الإبداع والتطوير للعمل في هذا القطاع.
مشاركة :